أزراجيات الدكتور عمر ازراج
29-06-2009, 05:57 PM
أزراجيات
الترجمة كحاجة حضارية


قرأت مؤخرا كتابا نقديا مقارنا للدكتور محمد شاهين يدرس فيه تأثير الشاعر والمسرحي والناقد توماس ستيرنز إليوت على ثلاثة شعراء عرب معاصرين، وهم بدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش. ففي مقدمته لكتابه قدّم مسحا للترجمات العربية لإنتاج إليوت، ولاحظ بأنها غير دقيقة في الغالب، وانتقائية وغير شاملة بصفة عامة، ومما لاشك فيه أن وجهة نظره صحيحة، وإن لم يقدم لنا الأسباب التي تفرز هذه الظاهرة السلبية من المحيط إلى الخليج.
قبل النظر النقدي في هذه الظاهرة ينبغي لنا أن نفكر عميقا في قضية الترجمة. فالترجمة ليست مجرد نقل، وإنما هي حاجة حضارية، وتعبير عن الأسئلة المعرفية، التي يطرحها على نفسه هذا المجتمع أو ذاك. فالشعوب التي تطرح هذا النوع من الأسئلة، تبحث دائما عن أجوبة لها سواء في ثقافاتها، أو في ثقافات الأمم الأخرى، وغالبا في كليهما.
وهكذا يمكن القول بأن الترجمة هي مقياس لنوع الأسئلة التي تشغل مرحلة تاريخية لأي مجتمع، وفي حالة عدم وجود الترجمة، أو ضعفها، فإن ذلك يعني مباشرة أن ذلك المجتمع ليست لديه أسئلة معرفية، وغير معني بالتحولات الكبرى التي تحدث في شتى ميادين الآداب، والفكر، والفلسفة، والعلوم، والفنون والتقنية في العالم.
إن المجتمع الجزائري يقف في طليعة المجتمعات المتوسطية المنغلقة على نفسها، إذا استخدمنا الترجمة معيارا سواء من ناحية الكم أو من ناحية الكيف. إنه لا توجد سياسة وطنية قائمة على التخطيط، وتوفير الإمكانيات المادية والمناخ المعنوي الملائم لتأسيس تقاليد الترجمة المستدامة في إطار مؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني. عندما نتكلم عن الترجمة فإننا لا نعني حصرها في ترجمة بعض المؤلفات الأدبية، وشذرات من النصوص في علم الاقتصاد، والعلوم السياسية، علما أن ما ترجم في هذه الحقول المعرفية ضئيل جدا، وقد تجاوزه الزمن.
فالترجمة المطلوبة ينبغي أن تشمل جميع حقول المعرفة النظرية والعملية من جميع اللغات، ووفق مخطط وطني له علاقة بمشاريع التنمية الوطنية، وبالتصور العام والمحدد لشكل ومضمون النهضة المراد تحقيقها في المجتمع. إلى جانب ما تقدم، فإن الصيغة الحالية لممارسة الترجمة باحتشام من قبل هذا الشخص أو ذاك لا يمكن بأي حال أن تنجز الإقلاع الحضاري المأمول، رغم النوايا الطيبة لأصحابها.
إن الترجمات الفردية غالبا ما تكون خاضعة لاختيار ذاتي، ولا تصب في المشروع العام لاستيعاب تيار فكري، أو أدبي، أو علمي أو فني أو ظاهرة تقنية، أو تكنولوجية.
إنه يلاحظ بأن الترجمات الفردية لا تدقق لضمان مطابقتها للأصل، وأمانتها الفنية والعلمية فضلا عن دقة المصطلحات. فالترجمات عندنا لا تراجع جديا من قبل لجان متخصصة في الموضوعات المترجمة، وفي اللغات الأجنبية، وفي الواقع، فإن هذا الوضع عام على المستوى العربي ككل، وهكذا فإن أغلب المترجمات في النقد الأدبي، والفلسفة، والرواية على سبيل المثال لا الحصر، في حاجة ماسة إلى إعادة نظر جذرية، وإلى تقويم شامل، إذا أخذنا ترجمات الدكتور جورج طرابيشي لأعمال سجموند فرويد كنموذج للتأمل والفحص، فإننا نجدها مشوشة خاصة على صعيد ترجمة المفاهيم والمصطلحات الكلينيكية.
كما أننا نلاحظ الشيء نفسه في الترجمات العربية لأعمال هيجل، وكانط، وللفلسفة الفرنسية الحديثة وهلمّ جرا، من هنا، فأعتقد بأن الترجمة الجماعية، وحسب الاختصاص، هي الضمانة لتقديم الإنتاج الأجنبي لمجتمعاتنا تقديما سليما وفي إطار المشروع الحضاري الذي نريد أن نبنيه بناء محكما.
الترجمة كحاجة حضارية


قرأت مؤخرا كتابا نقديا مقارنا للدكتور محمد شاهين يدرس فيه تأثير الشاعر والمسرحي والناقد توماس ستيرنز إليوت على ثلاثة شعراء عرب معاصرين، وهم بدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش. ففي مقدمته لكتابه قدّم مسحا للترجمات العربية لإنتاج إليوت، ولاحظ بأنها غير دقيقة في الغالب، وانتقائية وغير شاملة بصفة عامة، ومما لاشك فيه أن وجهة نظره صحيحة، وإن لم يقدم لنا الأسباب التي تفرز هذه الظاهرة السلبية من المحيط إلى الخليج.قبل النظر النقدي في هذه الظاهرة ينبغي لنا أن نفكر عميقا في قضية الترجمة. فالترجمة ليست مجرد نقل، وإنما هي حاجة حضارية، وتعبير عن الأسئلة المعرفية، التي يطرحها على نفسه هذا المجتمع أو ذاك. فالشعوب التي تطرح هذا النوع من الأسئلة، تبحث دائما عن أجوبة لها سواء في ثقافاتها، أو في ثقافات الأمم الأخرى، وغالبا في كليهما.
وهكذا يمكن القول بأن الترجمة هي مقياس لنوع الأسئلة التي تشغل مرحلة تاريخية لأي مجتمع، وفي حالة عدم وجود الترجمة، أو ضعفها، فإن ذلك يعني مباشرة أن ذلك المجتمع ليست لديه أسئلة معرفية، وغير معني بالتحولات الكبرى التي تحدث في شتى ميادين الآداب، والفكر، والفلسفة، والعلوم، والفنون والتقنية في العالم.
إن المجتمع الجزائري يقف في طليعة المجتمعات المتوسطية المنغلقة على نفسها، إذا استخدمنا الترجمة معيارا سواء من ناحية الكم أو من ناحية الكيف. إنه لا توجد سياسة وطنية قائمة على التخطيط، وتوفير الإمكانيات المادية والمناخ المعنوي الملائم لتأسيس تقاليد الترجمة المستدامة في إطار مؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني. عندما نتكلم عن الترجمة فإننا لا نعني حصرها في ترجمة بعض المؤلفات الأدبية، وشذرات من النصوص في علم الاقتصاد، والعلوم السياسية، علما أن ما ترجم في هذه الحقول المعرفية ضئيل جدا، وقد تجاوزه الزمن.
فالترجمة المطلوبة ينبغي أن تشمل جميع حقول المعرفة النظرية والعملية من جميع اللغات، ووفق مخطط وطني له علاقة بمشاريع التنمية الوطنية، وبالتصور العام والمحدد لشكل ومضمون النهضة المراد تحقيقها في المجتمع. إلى جانب ما تقدم، فإن الصيغة الحالية لممارسة الترجمة باحتشام من قبل هذا الشخص أو ذاك لا يمكن بأي حال أن تنجز الإقلاع الحضاري المأمول، رغم النوايا الطيبة لأصحابها.
إن الترجمات الفردية غالبا ما تكون خاضعة لاختيار ذاتي، ولا تصب في المشروع العام لاستيعاب تيار فكري، أو أدبي، أو علمي أو فني أو ظاهرة تقنية، أو تكنولوجية.
إنه يلاحظ بأن الترجمات الفردية لا تدقق لضمان مطابقتها للأصل، وأمانتها الفنية والعلمية فضلا عن دقة المصطلحات. فالترجمات عندنا لا تراجع جديا من قبل لجان متخصصة في الموضوعات المترجمة، وفي اللغات الأجنبية، وفي الواقع، فإن هذا الوضع عام على المستوى العربي ككل، وهكذا فإن أغلب المترجمات في النقد الأدبي، والفلسفة، والرواية على سبيل المثال لا الحصر، في حاجة ماسة إلى إعادة نظر جذرية، وإلى تقويم شامل، إذا أخذنا ترجمات الدكتور جورج طرابيشي لأعمال سجموند فرويد كنموذج للتأمل والفحص، فإننا نجدها مشوشة خاصة على صعيد ترجمة المفاهيم والمصطلحات الكلينيكية.
كما أننا نلاحظ الشيء نفسه في الترجمات العربية لأعمال هيجل، وكانط، وللفلسفة الفرنسية الحديثة وهلمّ جرا، من هنا، فأعتقد بأن الترجمة الجماعية، وحسب الاختصاص، هي الضمانة لتقديم الإنتاج الأجنبي لمجتمعاتنا تقديما سليما وفي إطار المشروع الحضاري الذي نريد أن نبنيه بناء محكما.
"الإرهاب أن نرى الذل والظلم أمامنا ولا نحرك ساكنا
أن نرى العدالة تحطم أمامنا ولا ننهض ثائرين في وجه
وحوش الدولة"
http://montada.echoroukonline.com/sh...721#post604721
أن نرى العدالة تحطم أمامنا ولا ننهض ثائرين في وجه
وحوش الدولة"
لا مُكحلةلا سيف مسلـول *** ثائر من غير ســــــلاح
بالكلمة يصنع أسطــــول *** قبطان فالشّعر مـــــلاّح
مالمرّ يسقيك معســــــول *** حكيم في لمعاني جرّاح
هذاك (رفيق جــــــلول) *** شاعر من الـــزّاب لاح
للشاعر أبو أسامة 19/09/2009 سيدي عقبة
http://montada.echoroukonline.com/sh...721#post604721







