غزة تغفو في حضن الشمس ...
28-06-2009, 07:04 PM
مدن كثيرة في كل الدنيا ... تزخر بأنوارها ... تتلون بصخبها... لكنها لا زالت في عمق الارض مالها من قرار ... أوحلت ودفنت في الطين، لا كبرياء لها حتى وإن ناطحت السحاب ...وبيوت من طين لا تكاد ترتفع بناء عن الرمل .. لكنها تغفو في حضن الشمس ... اهنئي يا مدن الحصار ... ولتهنأ يا شعباً قدره أن يقاوم الزلزال ... اهنئي يا غزة فمثلك لا تنحني جبهتها إلا لرب السماء... اسلمي يا غزة بذات الكبرياء ... كبرياء محمد في شعب أبي طالب ... خوى بطنه جوعاً غير أن روحه ظلت معلقة بالنور... بالضياء المنبعث من حراء ... المنزل من رب السماء ... في غزة اليوم مليون طفل، ومليون امرأة، ومليون رجل... سجناء... لكنهم أحرار ، مقهورون غير أنهم يقفون مرفوعي الهامات ، لا يستسلمون ... لا يعرفون الانصياع للغاصب ... لا زالوا يقاومون أبا جهل العربي ، ويقاومون الصحيفة ... ويصدون الأحزاب ... وقريظة وكل المتآمرين ... في غزة اليوم ملايين المرضى ... يألمون .. نعم ... يصرخون ... نعم ... لكنهم لا زالوا على عهدهم مع الوطن ... ما بين المعابر تكمن آلاف الحكايات الحزينة ... وتسترسل حكايات العشق والفرح المخضب بالمسك ... ويكتب الشعب سطور عزة وكرامة وإباء، ويعتصر الألم ... غير أنه شعب لا يموت ... شرف الغزّي أنه يقتل ولا يموت ... وبؤس أمتنا والعالم باسره أنه ميْتٌ رغم الحراك ورغم التأرجح في ملاهيه وفي غمرات لذاته ... نامي يا غزة في عين الشمس ... مادام عباس ينام في حضن الغاصب ... يشبعه من القبلات ولا يشبع هو ... ينثني وينحني أمام كبره وعنجهيته لكن تأخذه العزة بالإثم مع اهله وشعبه ... قري عيناً يا غزة رغم انقطاع الكهرباء ، فالشعب الذي يبحث عن حريته لا يثنيه الظلام ، ولا تخيفه شياطين الليل ، بل يزيده كل ذلك صبراً ومصابرة ... ويزيده وفاءً ... نامي يا غزة في حضن الشمس ، فسادتنا وكبراؤنا يهمون بالحج إلى مدن الضوضاء ، كلهم يحجون إلى هناك ، وقبلتهم التي ارتضوا أجمل ما فيها في عيونهم أنها تحوي كأساً وغانية .... وقبلتهم التي ارتضوا هي شر دنياهم لهلاكهم يوم غضبة شعوبهم ... أو يوم لقاء الله ... يا شرفاء غزة ، لو أن عدوكم أبادكم عن بكرة أبيكم ما تحركت شعرة في جسد خنزير من حكامنا ... فلا تنتظروا الحل على أيديهم ... كلهم متآمرون على خبزكم ودوائكم ، وكلهم يريدون امتصاص دمائكم حتى آخر قطرة ... كلهم رأوا في مناماتهم ما رأى فرعون في اطفال بني إسرائيل ، فآثروا قهركم ، وسجنكم ، أرادوا وبإصرار ذبحكم أطفالاً ورجالاً ونساءً، كلهم يا غزة شركاء في إثم حاكته شياطينهم في صومعة إبليس الأكبر ... كلهم تعبدوا في صوامع الماسونية العالمية ، وكلهم دخلوا الغرفة السوداء لتهتك رجولتهم كي يرتقوا للدرجات العلى في محافل الشر والخديعة ، وكلهم يرون بقاءهم بزوالكم وزوال شعبنا الفلسطيني، الصامدون على الأرض وأولئك الذين تشردوا وسكنوا المخيمات. حكامنا قبل العدو أرادوا غزة قرباناُ ، وأرادوا دماء شعبنا لفطير صهيون ، لهذا يطفئون النور عليكم رغم امتلاء كروشهم بالزيت ، ورغم امتلاء .... نامي يا غزة في حضن الشمس ، فالقهر في دنيا يسيطر عليها عباد الماسونية حرية ، والظلم عدل ، والقوانين كلها لخدمة جدهم الأعظم ... قلت من قبل، كلهم دخلوا الغرفة السوداء فأظلمت قلوبهم بفعل الخطيئة ، وهاهم يريدون لغزة أن تنام في الظلام ... لا بأس ، غزة اليوم تحضنها الشمس ... بطهر الصامدين فيها ، وببراءة أطفالها ، بعفة الصابرات المحتسبات اللائذات بربهن ... غزة تغفو في عين الشمس ... هكذا أراد حكامنا وهم يملكون آبار النفط ، وهم يملكون نصف ثروات الكون ... غزة اليوم غادرت عالمنا ... لأنه عالم هابط لا يرتقي لمقامها ... لا بأس يا غزة ... غداً سينفلق البحر كالطود العظيم ... فبحرك فيه ذات الأسرار التي أغرقت فرعون .. وبرك فيه صحراء التيه لمن يأتيك غازياً ... غزة اليوم تشرق فيها شمس غير كل الشموس ... رغم انقطاع النور... لا ضير ... غزة تغفو في عين الشمس ... والمهادنون ينامون في أحضان سيدهم ... في ذات الغرفة السوداء... فقدوا رجولتهم وشهامتهم ... استمرؤوا الذل وقبلوا بالعار ... فاهنئي يا غزة وليخسئوا ...
