تصرف حضاري تشكر عليه السيدة الوزيرة، نتمنى من وزرائنا الرجال الإقتداء بالنسوة الوزيرات

دعوة للمطالعة
اختلاس أكثر من 12 مليار من الأدوية بمستشفى مستغانم
في وقت كشف التحقيق الجاري بمحكمة قضاء مستغانم عن إختلاس ما قيمة 9 ملايير سنتيم من الأدوية مابين سنة 2004
و2007 في عملية تحويل سابقة من نوعها للأدوية من المخازن العامة بوهران إلى مستشفى مستغانم، كانت الشحنات الموجهة إلى المرضى تحول إلى الخواص عبر الشاحنة باستخدام فواتير مزورة فاق عددها 19 فاتورة، حيث تم في هذا الإطار إيداع سائق الشاحنة المتهم الرئيسي، رئيس المخازن رهن الحبس الإحتياطي بعدما كان هذا الأخير فارا بتونس لقرابة 6 أشهر سلم نفسه بعدها لمصالح الأمن بقسنطينة وحول على مستغانم.
وفي إنتظار إنتهاء التحقيق في هاته القضية التي هزت الرأي العام إنفجرت قضية أخرى مماثلة بمستشفى مستغانم وهي تخص تحويل ماقيمة 3 ملايير أخرى من الأدوية من صنف "السيروم"، وحبوب منع الحمل ومواد جراحية أخرى، وقد انكشفت خيوط هاته القضية الجديدة مباشرة بعد التحقيق الذي قام به مفتشون بمجلس المحاسبة كانوا مكلفين بتطهير تسيير المستشفى وعقب كشف هذا الإختلاس تقدم المدير بالنيابة للمستشفى بشكوى إلى مصالح الأمن، حيث يتم التحقيق مع مسؤولية الصيدالة التي تكون قد تورطت في القضية باستخدام خاتمها الشخصي التي قالت عنه أنه ضاع منها واستخدم من قبل أخرين كما توجه الشكوك أيضا إلى أطراف من النقابة وقد يمس التحقيق حتى مدراء سابقين ومقتصدين، وهي القضية التي لازالت محل تحقيق مباشر من قبل الشرطة.
يحدث هذا بمستشفى مستغانم وسط تغافل المسؤولين أو تخوفهم من الضرب بيد من حديد لتطهير إدارة هذا القطاع الصحي من المافيا المالية السياسية التي استولت على كل الصلاحيات بالمستشفى وبات أي مدير يعين لتسيير المستشفى لا تقتصر مهامه إلا على لعب دور "الدمية"تسير خيوطه أطراف من النقابة وتجار مواد الأدوية بالولاية.
في حين لا زال القطاع إلى يومنا هذا يسير من قبل المدير العام للصحة بالولاية بعدما تم عزل المدير السابق عن مهامه، وتحويل معظم المدراء السابقين على مهام أخرى، في ظل الصراع القائم بهذا المستشفى الذي تحول إلى مركز للعبور للمدراء حيث تعاقب على تسييره في مدة بضع سنين أكثر من 21 مدير، أغلبهم أزيحوا من مناصبهم بفضائح تسيير، منهم حتى من قدموا أمام العدالة وأدانتهم العدالة بالحبس.
فهل تتحرك الوزارة لحماية هذا المستشفى الذي بات يستهلك ماقيمة 13 مليار في العام من الأدوية في وقت لا زال المريض يشتري من جيبه "الحقنة" ويدفع أموال للقيام بعمليات جراحية للأطباء الخواص الذين يجدون في هذا المستشفى طاولة للجراحة مجانا؟!
آسف لأنني أتعبتك في المطالعة...تابع
وفاة شابة بـ"الوباء الغريب" بمستشفى سيدي بلعباس
-- إدارة المستشفى ترفض الإدلاء بأي تصريح وتنفي تسجيل أية حالة وفاة
-- العائلة تؤكد وفاة ابنتها بعد أسبوع من إصابتها بالمرض
توفيت بحر الأسبوع الماضي، فتاة في مقتبل العمر تدعى ''حياة بن زيدان''، بعد أربع ساعات فقط من نقلها إلى قسم العناية المركزة بمصلحة الاستعجالات والجراحة العامة بالمستشفى الجامعي عبد القادر حساني، بسيدي بلعباس، نظرا لتقدم إصابتها بـ''المرض الغريب''، الذي تفشى في الولاية، لتصبح بذلك ثالث شخص يسقط بهذا الداء منذ أسبوعين من ظهوره بمختلف الأحياء والبلديات عبر تراب الولاية، مقابل إصرار مديرية المستشفى على إنكار تسجيل أية حالة وفاة، نتيجة الإصابة بـ''المرض الغريب''، آخرها الفتاة التي فارقت الحياة منذ أيام بإحدى مصالح مستشفاها، والتي تؤكد عائلتها التي التقتها ''الجزائر نيوز''، العكس، وهي تتوعد باللجوء إلى القضاء لمتابعة أحد الأطباء بالمركز الطبي الكائن وسط المدينة بتهمة خطأ طبي·
ابنتي توفيت بسبب تشخيص طبي خاطئ
''حياة'' فتاة اختطفها الموت، دون أن تتم الثانية والعشرين من العمر وقبل أن تستمتع بحياتها، بسبب تشخيص خاطئ لمرضها كلفها حياتها، هذا ما صرحت به أمها السيدة ''أم الجيلالي''، التي استقبلتنا في منزلها المتواضع الذي يتوسط بيوت الحي الشعبي الأمير عبد القادر، المعروف بـ''الفرابة'' بمدينة سيدي بلعباس، رغم حالتها النفسية الصعبة، كونها لم تستوعب بعد فقدانها لأصغر أبنائها الأربعة، حيث اقتادتنا الأم إلى غرفة ''حياة'' التي لم تفتح منذ رحيلها، أين دعتنا للجلوس على سرير ابنتها المرحومة حتى يتسنى لها الحديث معنا في هدوء، وبعيدا عن دموع النساء اللواتي كن في الغرفة المقابلة··· كانت عقارب الساعة تشير حينها الى الثانية ونصف بعد ظهر أمس الأول، عندما جلسنا على أريكة في غرفة المرحومة، غرفة عششت فيها الكآبة، حيث كان كل ركن فيها وكل جزء من أثاث بها يبكي على ''حياة''، حتى سريرها الذي اعتادت النوم عليه هو الآخر كان فارغا ينتظر عودتها منذ أن غادرته ساعة بعد منتصف من نهار الإثنين الماضي رفقة والدتها نحو المستشفى، أملا في الحصول على علاج يسكّن آلامها، ولم تكن تدري بأن خرجتها من منزل عائلتها ستكون الأخيرة وإلى الأبد، تاركة وراءها أما وحيدة بين جدران، تختزن بعض الذكريات التي لا تقضي على وحشة فراقها قدر زيادة لوعة اشتياقها ومضاعفة الحزن بداخلها على بنت وصديقة فقدتها في غفلة من الزمن بسبب خطأ طبي·· لم يكن الحديث الى ''أم الجيلالي''، التي تركتنا للحظة للاستئذان من ضيوفها ثم عادت تجر خطاها التي أثقلها حزنها على موت فلذة كبدها، لم يكن الحديث إليها سهلا، ورغم أنها لا تزال تحت تأثير الصدمة، إلا أنها استجمعت في لحظة قوتها، بعد إلحاحنا على معرفة المرض الذي سرق الحياة من ابنتها دون سابق إنذار·· لتقول ''لقد استيقظت ابنتي في بداية الأسبوع الماضي على حمى شديدة وآلام في الحلق مصحوب بحمى شديدة، فطلبت منها أن آخذها الى الطبيب الى أنها رفضت، لكن مع منتصف ذلك اليوم تأزمت حالتها الصحية فقررت اصطحابها الى المركز الاستشفائي الكائن في وسط المدينة، أين قام أحد الأطباء بفحصها ثم حرر لها وصفة طبية·· مؤكدا لها أنها لا تشكو من شيء باستثناء آلام في الحلق نتيجة التهاب اللوزتين متجاهلا الحمى·· مشددا عليها بضرورة شراء الأدوية التي وصفها لها، التي كانت عبارة عن أقراص مضادة للالتهاب وحقن من نوع البنسيلين··· لتضيف الأم بعدها ''اتجهنا الى منزلنا أين شرعت حياة في تناول الأدوية التي لم تخفف من حالتها التي باتت في تفاقم مستمر، خاصة بعد ظهور انتفاخ على مستوى الوجه ثم البطن، ليصل إلى الرجلين، مصحوب بإسهال حاد مع انخفاض ضغط الدم، في تلك المرحلة أصبحت حياة غير قادرة لا على الجلوس ولا على النوم، حيث كانت تردد أن كل جزء من جسمها يؤلمها، لاسيما بعد انتفاخه كليا، ومع انتشار الشائعات بوجود مرض معدي، جميع أعراضه من إسهال وانتفاخ وحمى، كانت تعاني منها ابنتي، نقلتها في تلك الأثناء وعلى جناح السرعة الى مصلحة الاستعجالات أين تم إدخالها مباشرة الى قسم العناية المركزة، نظرا لتعقد حالتها الصحية، حيث لجأ الأطباء الى الاستعانة بآلات التنفس الاصطناعي لمساعدتها على التنفس، في نفس الوقت اقتادني طاقم طبي مكون من ثلاثة أطباء وممرضة الى غرفة أخرى، أين طرحوا علي جملة من الأسئلة للاستفسار عن طبيعة الأكل الذي تناولته قبل وأثناء مرضها، وكذا الأعراض التي كانت تعاني منها، ثم نصحوني بعدها بمغادرة المستشفى·· مؤكدين لي بأنها ستكون بخير، حيث سكتت للحظة والدموع تنهمر من عيونها·· لتردف قائلة ''لو أن طبيب المركز الذي عاينها، قام بتشخيص دقيق لوضعها الصحي لتعافت ابنتي من مرضها، وبقيت على قيد الحياة، خاصة وان البوادر الأولى المرض الغريب كانت بادية عليها، إلا أن تشخيصه الخاطئ أفقدني أعز أولادي الأربعة وأصغرهن، فحياة لم تكن كباقي إخوتها، فأنا كنت لها الأب الذي لم تره، لأنه توفي قبل ولادتها، والأم الحنون، وكانت لي الصديقة والأخت التي لن يسد فراغها أي شيء في هذه الدنيا''·· لتنقطع عن الحديث لوهلة، ثم تتابع ''لقد تفاجأت في اليوم الموالي من نقلها الى المستشفى الذي صادف يوم الثلاثاء الماضي، بالأطباء يخبرونني بأن ابنتي توفيت ليلة الإثنين وبأن جثتها تخضع الآن للتشريح دون إعلامي أو استشارتي''·
تقرير الطبيب الشرعي أكد بأن الوفاة طبيعية؟
السيدة ''أم الجيلالي''، صرحت بأن ما أثار استغرابها، تقرير الطبيب الشرعي ''الذي أكد لي بأن الوفاة طبيعية وهو أمر غير منطقي، خاصة وأن ابنتي كانت تعاني من جميع أعراض الوباء الغريب الذي تسبب في وفاتها، انطلاقا من الحمى الشديدة والانتفاخ على مستوى البطن والوجه وكذا الرجلين، بالإضافة الى إسهال حاد، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات''، حسب أم المتوفية، التي أوضحت بأن مصلحة الطب الشرعي رفضت منحها تقرير الخبرة، واكتفت بمنحها شهادة وفاة تقول فيها بأن الوفاة طبيعية موقعة من طبيب شرعي مقيم، ''الأمر الذي دفعني الى التفكير في اللجوء الى العدالة، قصد الكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاة طفلتي الصغيرة في ظروف غامضة''·
مديرة المستشفى غائبة ومدير الصحة يرفض تقديم أي توضيح
لا تزال جميع أبواب المستشفى الجامعي عبد القادر حساني، مغلقة في وجه الصحفيين عند طلبهم أي أرقام جديدة لعدد الحالات الجديدة المسجلة بالمرض، الأمر الذي حال دون تمكننا من الوصول الى مديرة المستشفى، رغم اتصالاتنا المتكررة بها طيلة صبيحة أمس، لتأكيد أو نفي خبر وفاة الفتاة بـ''الوباء الغريب'' على حد تصريحات والدتها، إلا أنه في كل مرة كان سكرتيرها يقدم لنا حجة جديدة، مرة بأنها غائبة عن المستشفى وأخرى بأنها في اجتماع مغلق مع مدير الصحة، وفي آخرها أكد لنا بأنها خارج مكتبها تجوب المستشفى، حيث اقترح علينا التحدث الى المدير الولائي للصحة والسكان الذي كان في مكتبها، هذا الأخير رفض الحديث إلينا واكتفى بالتلفظ ببعض العبارات المسيئة، لتغطية عجز طاقمه عن التوصل الى تشخيص المرض، الذي أصبح يشكل خطرا على صحة السكان، خاصة إذا علمنا أن عدد المصابين به يقارب الـ 200 حالة، ثلاثة منهم لقوا حتفهم، في الوقت الذي تبقى فيه إدارة المستشفى مكتوفة الأيدي تنتظر وصول نتائج التحاليل من مختبرات باريس·
أكتفي بهذا القدر...

التعديل الأخير تم بواسطة رؤوف أونلاين ; 28-08-2007 الساعة 12:11 AM