اكتئاب ما بعد الولادة أسبابه و طرق تفاديه
17-07-2009, 07:31 AM


تبدأ هذه الحالة أحيانا في اليوم الثالث بعد الولادة، ويمكن أن تستمر من 10 إلى 14 يوما. و تمتاز هذه الفترة بالبكاء دون سبب، الشعور بالضيق، و الشعور بالحزن و الإحباط.


و تصيب كآبة ما بعد الولادة النساء عشوائياً، و لا ترتبط بشخصية الأم. فكل أنواع النساء يمكن أن يصبن بهذه الحالة الشائعة، و لا تعرف الكثيرات بأن المساعدة متوفرة لهن.
أما السبب المحتمل لكآبة الطفل الرضيع فهو الهبوط السريع في مستويات لبروجسترونِ التي تَحدث في جسمِ كل امرأةِ بعد الوِلادة. وينخفض مستوى البروجسترون من 40 مرة كحده الأعلى أثناء الدورة الحيضية المنتظمة إلى المستوى منخفض لا يكاد يظهر في فحص الدم. و هذا التغييرِ المثير يمكن أن يسبب تأثيرا كبيرا على عواطف الأم الجديدة.

وتعاني حوالي 50 إلى 80 بالمائة من كل الأمهات الجديدات (سواء اللواتي أنجبن طفلهن الأول أَو العاشر) من الكآبة المصاحبة للولادة. و بالرغم من أنه من المزعج أن لا تكوني الصورةَ المثاليةَ عن الأم سعيدة، إلا أن كآبة ما بعد الولادة تختفي لوحدها. و تمر أكثر النساء عبر التجربة بشكل جيّدةَ جداً مع دعم العائلة و الأصدقاء.

إذا كنت تعانين من هذه الكآبة، فمن المهم أن تشعري بدعم المحيطين بك. و يجب أن تتلقي الرعاية أنت و طفلك الرضيع. التأكيد على أن هذا الوقت الصعب سيمر و بأنك محبوبة و محط رعاية و اهتمام الآخرين سيزيد من مشاعر الطمأنينة و الراحة.
و من العوامل التي تساهم في جعل الكآبة أسوء بكثير، مشكلة قلة النومِ و التي تعاني منها تقريبا كل الأمهات الجديدات. لذا فمن الضروري جداً أن تحصلي على قسط وافر من الراحة، و النوم الكاف. إذا كنتِ تشعرين بالتعب فقد لا تتذكرين تناول الطعام، و بذلك تتعرضين لفترات من تراجع مستويات السكر في الدم. الأمر الذي يسبب معاناة، و ستقل قدرتك على امتصاص الهرمونات التي تنتجيها.

الأعراض الحادة:


تواجه 10 إلى 15 % من الأمهات الجديدات أعراض مختلفة من الكآبة التي تتطور لتصبح كآبة شديدة:-
o صعوبة اتخاذ القرارات.
o الشعور بالنقص.
o الخوف من الوحدة.
o تخيلات عن الكوارث و الحوادث.
o الشعور بعدم الرغبة في الطفل.
o الرغبة بهجر العائلة.
o نوبات من الرعب.
o الخوف والقلق.
o الإحساس بعد السيطرة.
o عدم الاهتمام بالنشاطات التي كانت ممتعة في السابق.
o مشاكل النوم.
o الكوابيس.

بعض هذه الأعراض، بأشكالها المعتدلة، تعتبر تكيّف طبيعي للأمومة. على أية حال إذا كانت هذه الأعراض ثابتة، و متطرفة فأنت بحاجة للمعالجة.
يبدأ المستوى الأعمقِ لكآبة ما بعد الولادة عادة ضمن الأسابيع الستة الأولى إلى الثمانية التي تلي الولادة لكنها قَد تَظهر في أي وقت من السنة الأولى. إذا ظهرت الأعراض التالية بعد شهرينِ من الولادة، فقد تتسلل إليك مشاعر الكآبة، و قد لا تعرفين المشكلة حتى تمرين بالأعراضِ الحادة. في الحقيقة، قد يلاحظ الآخرون حولك المشكلة قبلك.

تطور أعداد قليلة من الأمهات الجدد، حوالي واحد أو اثنان بألف، أعراض حادّةَ جداً، عادة في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، التي تتحول إلى اختلال عصبي. في هذه الحالات النادرة تفقد الأم إحساسها بالحقيقة و تصاب بالأوهام أو الهلوسه الحادة. و قد تصبح خطراً على نفسها أو الطفل الرضيع. و من المهم جداً أن تتلقى أي أم جديدة تعاني من هذه الأعراض مساعدة طبية فوراً.

كما ذكرنا سابقاً، فإن التغيرات الحادة في مستويات هرمون ما بعد الولادة تعتبرالمسؤولة عن كآبة ما بعد الولادة. و في حين أن هذه هي الحقيقة، إلا أن المعالجة بالهرمونات تشمل على نتائج مختلفة، و تبين أن الآباء و الأمهات حتى الذين يتبنون الأطفال يعانون من أعراض مشابهة لكآبة ما بعد الولادة.

بعض العوامل التي تشكل خطرا على كآبة ما بعد الولادة:

o تاريخ عائلي للإصابة بالمرض.
o حوادث كآبة رئيسية أخرى
o تاريخ من المشاكل الهرمونية مثل أعراض الدورة الشهرية
o التوتر الزوجي، عدم الحصول على الدعم من الشريك.
o استهلاك معظم الوقت خارج المنزل.
o ابتعاد الزوج عن البيت لفترات طويلة.
o موت أحد الوالدين في سنوات المراهقة أو الطفولة.
o تناول الأدوية.

إتخاذ الخطوات الإيجابية:-

أهم شيء يجب أن تتذكره إذا علمت بأنك مصابة بكآبة ما بعد الولادة، هو انه ليس خطأك. و بأنك لم تقومي بعمل أي خطأ، و بأنك لست مصابة بالجنون، و بأن المساعدة متوفرة. و هناك عدة أشياء يمكنك القيام بها لمساعدتك: --
احصلي على الراحة، اهتمي بنفسك، و بالطفل. اطلبي مساعدة الآخرين للاهتمام بك، و بالمنزل, و إعداد الطعام، و الغسيل، و الاهتمام بالأطفال الآخرين في المنزل .

قومي بإرضاع الطفل من الثدي، فهذه طريقة رائعة لرفع مستويات البرولاكتين (هرمون مهدئ) في الجسم. و بينما يؤخر الإرضاع الطبيعي من إنتاج هرمونا البروجسترون و الاستروجين، مع عودة الدورة الشهرية. يزيل البرولاكتين مشاعر الكآبة، و يسهل عملية الارتباط العاطفي مع الطفل. إذا كنت تواجهين مشاكل في إرضاع الطفل، تتوفر حلول عملية في الصيدليات،يمكنك استشارة الطبيب لمعرفتها.

تجنبي التقيد بجدول إلزامي للعناية بالطفل، اتركي الأمور تجري كما هي، و تجنبي الإرهاق والتعب.
تناولي وجبات غذائية متوازنة خلال النهار، و ابتعدي عن الكافيين. تناولي كميات صغيرة من الكربوهيدرات المعقدة (النشويات)، مثل الخبز، و المعكرونة، و الذرة المقرمشة، و البطاطا. و ابدئي بتناول هذه الكميات الصغيرة بعد نصف ساعة من المشي أو بعد ساعتان من الاستيقاظ.

لا تعزلي نفسك، و مشاعرك عن الآخرين، و خصوصا الطبيب، إذا كنت تشعرين بأنك غير طبيعية، قومي بالتحدث مع الطبيب عن هذه المشاعر. انضمي إلى مجموعات من الأمهات الجدد في المنطقة، أو الأقارب، و تبادلا الخبرات و الأحاديث عن المشاعر المتضاربة عن تجربة الولادة.
استفيدي لأقصى الحدود من الوقت الذي تقضيه لوحدك، في الاسترخاء، والاستجمام، و الراحة. تأملي و ارتاحي كلما خلد الطفل إلى النوم.

التقدم الطبي:

تتوفر معلومات طبية جديدة عن حالة كآبة ما بعد الولادة، مما يعني بأنها مرض معترف به طبيا، و له أعراض و أسباب، و حلول نفسية و طبية. قومي بالقراءة أكثر عن هذا الموضوع لمعرفة أخر المستجدات.

تقول الدكتورة كاثرينا دالتن، من لندن، بأنها نجحت في علاج كآبة الأمهات الجدد عن طريق استعمال البروجسترونِ الطبيعي عند الولادة. بالإضافة إلى استعمال تشكيلة واسعة من مضادات الكآبة لمعالجة هذه المشكلة. كما تساعد العيادات المشهورة الأخرى الأمهات الجديدات على الحصول على نوم كاف في أول أسبوعين بعد الولادة.
وتتوفر عدة علاجات بديلة مثل العلاج بالأعشاب، والعلاج الشمولي، و الطب الصيني لعلاج حالات الكآبة و التخفيف من أعراضها عن طريق تناول هذه الأعشاب على شكل شاي مهدئ للأعصاب، و مدر للحليب.

لقد تقدم الطب كثيرا، خصوصا في مجال علاج كآبة ما بعد الولادة. و بالعلاج المناسب النفسي و الدوائي يمكن للأمهات الجدد أن يشعرن أفضل.
و أخيرا تذكري سواء كنت تعانين من الإجهاد أو كآبة ما بعد الولادة، هناك مساعدة متوفرة، ساعدينا على توفيرها بالصراحة، و إخبار الزوج أو الطبيب عن مشاعرك الحقيقية.