السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأمير الجزائري/ أيها الجزائري الفاضل، والأخ الأصيل.
الله يسلمك، ويرفع قدرك.
لم أرد أن آخذ موضوعك منحى آخر.
وبما أن أخي طلب مني ذلك.
فإنني كما يريد أخي.
عمّا تريد الاستفسار عنه.
فيما يخص المصحف
فإن المصاحف فهي نفسها كالتي هي عندنا سواء في الجزائر أو البلدان الآخر لا زيادة فيها ولا نقصان، مع الإشارة أنه يوجد في هامش دفتي المصحف ترجمة المعاني إلى اللغة الفارسية كما هو موجود في بعض المصاحف ترجمة المعاني للغات الأخرى.
هذا الذي رأيته وشهدته بنفسي، كلما زرتُ تلك البلاد.
ومن يقول غير ذلك فإنه لا يقول إلاّ إما عن جهل، أو لحاجة في نفسه ليغالط به الناس.
أما مسألة " التشيع " فأقول:
زرت إيران مرارًا وتكرارًا، ولي من الأعمال مع من ذوي عليّة القوم هناك، فلم نتطرق يومًا إلاّ في إطار عملنا الذي هو مصدر تعاقدنا.
كما أن هناك من يغالط خلق الله في بعض الأمور هي أقرب إلى السياسة منها إلى الدين.
فالذي أريد قوله، أن المجتمع الإيراني لا يلتفت إلى ما يكتبه بعض العرب ـــــ وخصوصًا أصحاب الأفكار المذهبية ـــــ لأن اللغة العربية لا يتكلمها إلا النزر القليل في إيران.
وخصوصًا عنصر الشباب.
يعني فما يغالط به بعض الكتاب العرب ــــ وبالأخص الذين يوهمون خلق الله بمسألة " الروافض، و" الشيعة " و" سبهم لمن يخالفهم " فهذا يدخل في " الحروب النفسية بالأقلام" التي تدور ما يُعرف " بالوهابية " وبين بعض " شيعة العرب " في بعض الدول العربية.
يعني العرب ضد أنفسهم.
زيادة عن ذلك أن الجيل الجديد لا يهمه الأمور المذهبية
كما أن المجتمع الإيراني زيادة عن ثقافته الفارسية فإن لسانه بعد اللغة الفارسية فهو ما يُعرف بـ " anglophone "
اللسان، ومن الناذر أن تجد من يجهل اللغة الانجليزية في ذلك المجتمع
أما مسألة الصلاة هناك.
فعن نفسي عندما أريد أصلي في المسجد، فإن كنتُ في طهران فإنني أتجه إلى مسجد لأهل السنة يدعى:
" مسجد صادقية " وذلك في حي الصادقية بقلب مدينة طهران.
للعلم وحتى لا يأتي من يتهمني إنني أروّج به " للشيعة " كما قال به بعض " الجالية السعودية في الجزائر" وهنا في المنتدى.
فإنني على المذهب المالكي وهو مذهب أهل السنة.
ولكن الحق أشرف وأجل من يقال.
فالعداء بين إيران وبعض الدول العربية وبالأخص السعودية فهو عداء سياسي، فلا يزج البعض الأمور المذهبية.
وهذا الذي لم أشاهده في إيران.
كما الذي أشير إليه.
كم أصموا آذاننا بعض " الوهابية " أن إيران يضايقون أهل السنة في إيران، ويحظرون كل ما يمت بصلة إلى الخلفاء الراشدين وخصوصًا الشيخان الصديق أبو بكر، وعمر الفاروق عمر بن الخطاب ـــ رضي الله عنهما.
وإليك كيف يقيمون شعائرهم أهل السنة في إيران، حتى في اختيار أسماء مساجدهم:
مسجد ابو بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ في بندر خمير
مسجد عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه ــ في جزيرة قشم:
مسجد عثمان بن عفان ــ رضي الله عنه ــ في محافظة بوشهر
أكتفي بهذا إن أراد أخي الفاضل/ الأمير الجزائري الإستفسار فإنني تحت رهن الإشارة.
لا لشيء سوى لقول ما شهدته وما دريتُ به.
ولا تهمني لا إيران ولا غيرها
تحياتي يا أصيل