أيّهما نصدّق.. طارق أم السّويدان؟!
23-12-2014, 07:30 AM
دعا للثورة في الجزائر ثم تراجع وأنكر السحر والعين ثم تراجع


لم يكن تراجع الشيخ طارق السّويدان عن التصريحات التي أدلى بها في منتدى "الشروق" الأول في مساره الإعلامي، بل سبق ذلك تراجع آخر عن تصريحات نارية أدلى بها أيام ثورات الربيع العربي حين قال في شريط فيديو تملك "الشروق" نسخة منه "إن الجزائر كارثة في كل المجالات وأنا أستغرب لم لا تقوم ثورة لإسقاط النظام" وهي التصريحات التي أنكرها تماما في منتدى "الشروق" وقال إنه لم يدع إلى ثورة في الجزائر ولا يتوقعها، وزاد على ذلك إطراء كبيرا على الجزائر حكومة وشعبا.

ولم يسلم حتى مريدوه من المدمنين على المشاركة في دورات التنمية البشرية من تراجعاته، حيث وصف بعضهم بممارسة الدجل تحت غطاء العلم، وأنكر تحليل الشخصية بخط اليد.



أنكر السّحر بالأدلة والبراهين ثم أثبته وكفر من ينكره!

السويدان يصرح في "الشروق" ثم يرد على نفسه في موقع قناة الوطن

تظهر مقارنة بسيطة بين التسجيل الذي نشرته "الشروق" وتصريحاته لموقع إلكتروني جزائري قبل ثلاثة أيام، وجود تناقض كبير بين التصريحين، حيث يتحدث الداعية طارق السويدان للشروق "هناك خرافات متفشية باسم الدين في المجتمع فأنا من متتبعي هذه المسائل بتفاصيلها في الشريعة، وجدت مثلا أنه لا يوجد في كل الشريعة تفسير للأحلام والكتاب المنسوب لابن سيرين هو ليس من تأليف ابن سيرين"، وأضاف السويدان "عندما تنتشر في ديننا قضايا مثل هذه يصبح "دين شعوذة" باختصار، ويصغر العقل ويتعلق بغيبيات لا أساس لها ويعيش الناس في أوهام فتمنعنا هذه الأشياء من الحضارة والتقدم".

وقال السويدان في صدد إنكاره تلبس الجن بالإنس: "لا يوجد أي حديث صحيح يثبت ذلك.. ولا واحد ... صفر، وأنا أتحدى كل من يقول العكس، عندما أقول إن قضية تلبس الجن بالإنس من قضايا الفقه أو الغيبيات، أقول إنها من قضايا الغيبيات ولا يوجد حديث واحد اتفق العلماء على صحته وعندما نرجع للقرآن، فإن الآية الوحيدة التي يتحدث عنها العلماء في قضية تلبس الجن بالإنس هي الآية التي تتحدث عن أكلة الربا: حيث جاء في القرآن: "لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس".

وأما في حديثه عن إنكار ظاهرة "العين" فقال السويدان: "ثلاثة وخمسون سنة من النبوة والخلافة الراشدة لم تذكر العين إلا مرتين وكلاهما بالوحي لأنهما من أمور الغيب ونحن في كل يوم نلتقي 20 شخصا يقول إنه مسته العين، وبالنسبة لي كل هذه شعوذات باسم الدين".

ثم تابع الدكتور طارق السويدان في دحضه لحقيقة العين والمس وتفسير الأحلام قائلا: "من الأمور المهمة جدا والتي أعمل على محاربتها هي انتشار قضايا السحر والتعلق بأمور السحر، فمنهجي بسيط في قضايا العقيدة، فإذا كانت المسألة مشكوكا فيها فهي ليست عقيدة وإذا كان الحديث ضعيفا فهو ليس عقيدة وإذا الآية فلنفسرها بالقران أو باللغة العربية عن عرب الجاهلية"، وراح السويدان يبطل قضية السحر قائلا: "ونأتي إلى قضية السّحر، السّحر ليس له حقيقة، السّحر خيال ولا يغير في واقع الأمور شيئا، لا يغيرنا وإنما يغير ما نراه، ما نتخيله، هذا ليس كلامي، هذا كلام القرآن العظيم، يقول الله سبحانه وتعالى عن موسى عليه السلام: "خيل إليه من سحرهم أنها تسعى"، هذا موسى عليه السّلام استطاعوا أن يخدعوه بحيلهم السّحرية والسّحر لا يغير في الإنسان شيئا بل يغير فيما يراه الإنسان، وهذا أيضا في القرآن الكريم، يقول الله سبحانه وتعالى "فسحروا أعين الناس" ولم يقل "سحروا الناس" و"سحر الناس" غير موجود، هذا المنهج ليس منهجي، وليس "بدعة" هو منهج الإمام العظيم أبو حنيفة النعمان وهو منهج كل "الأحناف" ".

غير أنّ الداعية طارق السّويدان ما لبث أن تراجع عن كل هذه التصريحات، بعد تلقيه انتقادات كبيرة وإليكم ما قاله الرجل في لقاء مع موقع قناة الوطن الجزائرية "في لقاء طويل مع قناة وجريدة جزائرية مستقلة، نقلوا عني كلاما نقلا خاطئا، بأني أنكر السّحر والعين، وهذا كذب، فأنا لا أنكرهما فهي في القرآن الكريم ومن ينكرها يكفر، وتجرؤوا على النشر قبل موافقتي، لذلك سأختصر بالقول السحر موجود وذكره القرآن الكريم وإنكاره كفر، لكن أنا ضد تفسير أن كل ما يحصل لنا نرجعه للسحر، وفي القرآن الكريم وهو أيضا مذهب الأحناف، نجد أن السّحر ليس له حقيقة، ولا يغير في الإنسان شيئا، بل يغير ما يراه الإنسان، وهذا قول الله تعالى: فسحروا أعين الناس".

وفي رده عن ما نقلته الشروق بخصوص رأيه في التلبس، قال السويدان "الجن ذكر في عدة آيات، وسورة كاملة في القرآن تحمل تسمية سورة "الجن"، فكيف تأتي الجريدة وتفتري عليّ بأني أنكر الجن، وإنكارهم كفر أيضا لأنهم ذكروا في القرآن، لكن ما أنكرته ويشاركني في الرأي العديد من العلماء، يتعلّق بعدم تلبس الجن بالإنس".

وهنا لم يكن الشيخ السويدان دقيقا في حديثة عن تغطية الشروق، لأن الشروق قالت إنّ السّويدان أنكر التلبس بالجن واعتبره من الخرافات، ولم تقل إنه أنكر وجود الجن...



هذا ما حدث بين الشّروق والشّيخ طارق السّويدان

تبعا لسياستها الإعلامية في الانفتاح على كل المواقف والآراء والاتجاهات، استجابت الشروق لطلب تقدمت به مؤسسة الأمير الدولية للتدريب والنشر، بتوفير الرعاية الإعلامية لزيارة الشيخ إلى الجزائر، وتمّ التّحضير للزيارة والتزمت الشروق ببنود الاتفاقية التي أبرمتها مع مؤسسة الأمير، كما التزمت مؤسسة الأمير كذلك، وتمت استضافة الشيخ في فوروم الجريدة وفق ما كان ينص عليه الاتفاق.

ونظرا لأهمية الرجل وأهمية الأفكار التي يطرحها، أعطت الشروق أهمية كبيرة للعمل مع السّويدان، ونظمت الندوة التي حضرها ستة صحفيين بمن فيهم رئيس التحرير من أولها إلى آخرها، كما تم انتداب ممثلين عن كل فروع مجمع الشروق لتغطية الندوة على غرار الشروق تي في والشروق العربي، وكان هناك تجاوب مثالي بين الصحفيين والشيخ طارق السويدان الذي لم يتردد في الإجابة عن كل الأسئلة ويزيد أشياء من عنده أحيانا، وتم نشر ملخص عن الندوة في صفحتين يوم الاثنين الماضي على صفحات الجريدة وفي موقع الشروق أونلاين، ولأن الشيخ السويدان معروف بمواقفه الجريئة من مسائل السّحر والتّلبس وتفسير الأحلام تم التركيز على الأمر في الصفحة الأولى للجريدة.

وكان للنّدوة صدى واسع لدى قراء الجريدة، وهناك من ساند الشيخ السّويدان في آرائه، وهناك من عارضه، وحرصا منا على معرفة موقف الشيخ السويدان، اتصلنا بالمؤسسة التي استقدمته وسألنا عن موقف الشيخ مما نشرناه ولم يبلغونا أنه منزعج أو لديه ملاحظات.

وبعد أربعة أيام كاملة من نشر النّدوة، فوجئنا بالشيخ السّويدان يتنصّل من كل تصريحاته للشّروق ويتّهم الصّحفيين بعدم الاحترافية، ثم زاد على ذلك بتصريح لا يقل غرابة لموقع الكتروني قال فيه "إن كل ما قيل عني كذب.. أنا لم أنكر الجن والسحر ومن ينكرهم كافر". وهو كلام غير دقيق تماما، لأننا في الشروق نقلنا عنه أنه ينكر التلبس بالجن وليس إنكار الجن في حد ذاتهم، ويمكن مراجعة ما نشرناه للتأكد من ذلك.

هذه التطورات جعلتنا نعود إلى التسجيل الذي نحتفظ به كاملا ونحتفظ بتسجيلات كل الندوات والمنتديات التي ننظمها لمثل هذه الحالات، ومع استمرار حملة التّشويه التي طالت الشّروق وصحفييها اضطرينا إلى بث التسجيل في شقه المتعلق بتصريحات السّويدان حول قضايا السحر والعين والتلبس، ومع أن تصريحات السويدان كانت واضحة وضوح الشمس وقالها تصريحا لا تلميحا، إلا أن البعض لازال يشكك، وهناك من يقول أن التسجيل مقتطع، ولهذا نقول إنّ الشروق تملك التسجيل الكامل للندوة من الافتتاح حتى الاختتام، كما أن جزءا كبيرا من الندوة تم تسجيله صوتا وصورة من قبل الشروق تي في.



تناقضات السّويدان ليست جديدة

أثار تنصل الدكتور طارق السويدان من أقواله في فوروم الشروق، موجة عارمة من التعاليق عبر صفحات الفايس بووك والتويتر، ما كتبه السويدان عبر صفحته في الفايسبوك بهذا الخصوص، يجعل القارئ له يخرج بنتيجة مفادها أن الجريدة قد حرفت أقواله وتجنت عليه، وهو الأمر الذي أراد ان يوصله لمتتبعيه، لكن إعادة سماع التسجيل الذي نشرته الشروق في موقع الشروق أون لاين، يفند كل ادعاءات السويدان، فكل ما كتب في الفوروم موجود في التسجيل حرفا حرفا.

وبين مصدق للسويدان في تصريحاته التي جاءت بعد أربعة أيام من نشر الفوروم في الجريدة، ومتهكم وضارب في مصداقية الإعلام، تعود إلى الاذهان كثير من التصريحات المثيرة للجدل للدكتور السويدان، في المحاضرات التي يقيمها وفي المقابلات المتلفزة، والتي تبين بما لا يدعو للشك سقوطه في كثير من التناقضات، أولى التناقضات التي سقط فيها الدكتور هي دعوته بصريح العبارة لثورة في الجزائر سنة 2011، حيث يقول في تسجيل مرئي حصلت عليه الشروق: الجزائر كارثة في كل المعايير الدولية، أنا مستغرب كيف لا يسقطون النظام، ولا يعملون ثورة، لأن كل المعايير سيئة جدا. ليعود بعد ثلاث سنوات ويتراجع عن أقواله، مصرحا في منتدى الشروق أن للجزائر كل الإمكانيات التي تمنحها القدرة على التطور، من موارد طبيعية وثروة بشرية وحكمة للنظام، ويؤكد السويدان في أكثر من مرة أن الثورات لابد ان تعم الجمهوريات العربية دون الملكيات، لأن الملكيات حسب السويدان لا يصلح لها الثورات، بل التغييرات الطفيفة.

التناقض الثاني الذي وقع فيه الدكتور السويدان، موجود في محاضرة له على اليوتوب تحت عنوان معادلات النجاح في الحياة، حيث يقول السويدان في الدقيقة العاشرة والثانية الثالثة والخمسين بالحرف: طبعا أنا لا اؤمن اطلاقا شرعا لا أؤمن بتلبس الجن بالإنس، واعتقد ان هذا لا يتناسب لا مع القرآن ولا مع الشرع، وأن هذا من الأوهام الكبيرة التي للأسف قاعد (اصبحت) تزرع في الناس باسم الدين.. الخ. وهو نفس الكلام الذي قاله في الفوروم وأنكره عبر صفحته على الفايس بووك، رغم أن الجريدة نشرت التسجيل الصوتي الذي يقطع الشك باليقين، والذي يوضح أن صحفيي الشروق قد تحلوا بالمسؤولية والاحترافية في نقل الندوة بلا زيادة ولا نقصان.

وفي الوقت الذي احتوى الفوروم المنشور على كثير من النقاط المهم ، إلا أن الدكتور آثر أن يثير الجدل بخصوص بعض آرائه التي يعرفها المتابعون له، دون أن يركز على نقاط اخرى تكلم عليها في المنتدى حول الحضارة والنهضة وشروطها، وعن التطرف والخلافة وبناء الدول القوية.



شريط فيديو بحوزة الشروق يكشف:

السّويدان دعا إلى قيام ثورة وإسقاط النظام في الجزائر

تراجع الداعية الكويتي طارق السويدان عن تصريحاته السابقة التي أطلقها في الكويت، والتي يدعو فيها إلى قيام ثورة في الجزائر، وتنصل منها تماما وقال في منتدى الشروق إن تصريحاته تم تحويرها وإنه لم يدع إلى ثورة ولا يتوقعها، وتحدث بإيجابية مطولا عن الجزائر حكومة وشعبا، وأثنى كثيرا على الموقف من القضية الفلسطينية.

غير أنّ الشّروق حصلت على شريط فيدو للشيخ طارق السويدان يدعو فيه بشكل صريح إلى قيام ثورة في الجزائر لإسقاط النظام، حيث يقول "الجزائر كارثة بكل المعايير، وأنا أستغرب لماذا لم تقم ثورة هناك"



شريط الفيديو مدته دقيقة و55 ثانية ويبدو أن الشيخ السويدان كان في مجلس خاص يحضره عدد قليل من الأشخاص.


http://www.echoroukonline.com/ara/articles/227236.html