تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
sabrina88
زائر
  • المشاركات : n/a
sabrina88
زائر
وضع المرأة المسلمة في تراثنا بدون ماكياج
09-05-2015, 06:53 PM

تحية وسلام للجميع :

أعلم أن الكثيرين في هذا المنتدى لن يعجبهم هذا الموضوع لأنه مخالف لما ألفوه و ما سمعوا عنه من قبل ، و أعلم علم اليقين أنني سأكون موضع اتهام و تشكيك في نواياي كما حصل معي من قبل و كما يحصل مع كل من يسعى لتسليط الأضواء على الأخطاء و التناقضات التي تزخر بها كتب التراث ، و عليه أكيد هنالك الكثير من الزملاء من لن يستسيغ ما سيقرؤه هنا ، لكنني أرى أنني مضطرة الى أن أتطرق الى الجوانب المستورة و المسائل المسكوت عنها في تراثنا باعتبار أنها كانت سببا في حصول الكثير من المظالم و التشريعات المجحفة في حق الكثيرين و بالأخص المرأة ، و لكن لن يتقبل الكثيرين ما سأقوله لأنهم يفضلون عدم التشويش على الصورة المثالية التي في أذهانهم كما يفضلون اخفاء الأوساخ تحت الزربية بدلا من تطهير البيت جذريا ، لذلك فأرجو من الاخوة و الأخوات أن تتسع صدورهم لقبول الحقيقة كما هي لا كما يتمنوها ، و من ينشد الحقيقة سيدرك الفائدة التي نجنيها من دراسة التاريخ و التراث بكل تجرد و حياد و كل شيء يهون من أجل الحقيقة ، وان كان منكم من يلومني على ذلك فيجدر به أن يلوم السابقين الذين دونوا تلك المرويات فأنا لم اتي بشيء من عندي و لم أفتري على أحد بل قلت ما قرأته و هو مدون وموثق في المصادر الاسلامية المتاحة للجميع عبر الأنتريت و من يريد التحقق من ذلك فما ما عليه الا البحث و الاطلاع المعمق ، لكن عليه أن يتحلى بالجرأة و الشجاعة لتقبل الحقيقة مهما كانت ، اذن كما قلت كثيرا ما نقرأ كتابات و أفكار تروج لصورة مزيفة عن كون وضع المرأة في الاسلام كان مثاليا ، غير أننا سرعان ما نصطدم بما روي في كتب التراث من ممارسات مسيئة للمرأة مثل تكريس التمييز بين الحرائر والاماء و هذا منافي لقيم العدل و المساواة و حتى مبدأ المساواة المنصوص عليها في هذا الحديث : "لا فرق بين عربي و لا أعجمي و لا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى" هذا عدا عن ما نلمسه من حط شنيع لقيمة المرأة و ان كنا نعترف أن بتلك التناقضات انما نتجت عن ظروف و سياقات زمنية خاصة بتلك العصور ، الا أن ذلك لا يعطينا الحق أن نوهم الناس بأن وضع المرأة في ذلك الزمان كان استثنائيا و فريدا و أنه كان مثالا يحتذى به ، ولو نقوم بدراسة محايدة و موضوعية لتاريخنا و تراثنا الدينية و بشكل غير انتقائي سيتبين لنا غير ذلك لأن وضع المرأة لم يكن أبدا كما تصورناه ، و نظرة سريعة فقط على بعض المرويات من المصادر الاسلامية المهمة
ستوضح لنا ذلك :

تفسير البغوي للايات 24 : 30 ، 31 من سروة النور : :
قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا .... أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ .
... قوله تعالى : ( أو ما ملكت أيمانهن ) .....قال محمد بن إسماعيل : " وحديث أنس أسند ، وحديث جرهد أحوط " . أما المرأة مع الرجل فإن كانت أجنبية حرة : فجميع بدنها في حق الأجنبي عورة ، ولا يجوز النظر إلى شيء منها إلا الوجه والكفين ، وإن كانت أمة : فعورتها مثل عورة الرجل ، ما بين السرة [ ص: 38 ] إلى الركبة ، وكذلك المحارم بعضهم مع بعض . والمرأة في النظر إلى الرجل الأجنبي كهو معها . ويجوز للرجل أن ينظر إلى جميع بدن امرأته وأمته التي تحل له ، وكذلك هي منه إلا نفس الفرج فإنه يكره النظر إليه ، وإذا زوج الرجل أمته حرم عليه النظر إلى عورتها كالأمة الأجنبية ، وروي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا زوج أحدكم عبده أمته فلا ينظرن إلى ما دون السرة وفوق الركبة " .
==

- عورة الأمة من السرة إلى الركبة:

- السنن الكبري للبهيقي » كتاب الصلاة - جماع أبواب لبس المصلي »-باب عورة الأمة :3129
وقد روي عن حفص بن عمر ... عن محمد بن كعب ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لا بأس أن يقلب الرجل الجارية إذا أراد أن يشتريها ، وينظر إليها ما خلا عورتها ، وعورتها ما بين ركبتها إلى معقد إزارها" .
- السنن الكبرى للبهيقي » كتاب الصلاة » جماع أبواب لبس المصلي » باب عورة الأمة :
3125 أخبرنا أبو علي ، أنبأ محمد بن بكر .... عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره ، فلا ينظرن إلى ما دون السرة وفوق الركبة . قال أبو داود : صوابه سوار بن داود .

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي :

عورة المملوكة في الصلاة - وفي خارجها أيضا - أخف من عورة الحرة ، فهي عند المالكية وفي الأصح عند الشافعية ، من السرة إلى الركبة ، واستدلوا بحديث أبي داود مرفوعا : { إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره ، فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة } . ويزيد الحنفية : البطن والظهر ، وفي كلامهم ما يفيد أن أعلى صدرها ليس بعورة ، ثم قال المالكية : لا تطالب الأمة بتغطية رأسها في الصلاة لا وجوبا ولا ندبا بل هو جائز . وظاهر كلامهم أن الأمة إن صلت مكشوفة شيء مما عدا العورة المذكورة أعلاه لا إعادة عليها ، وصرحوا بأنها لو صلت مكشوفة الفخذ أعادت . وعند الحنابلة يستحب للأمة أن تستتر في الصلاة كستر الحرة احتياطا .
عورة المملوكة في الصلاة - وفي خارجها أيضا - أخف من عورة الحرة ، فهي عند المالكية وفي الأصح عند الشافعية ، من السرة إلى الركبة ، واستدلوا بحديث أبي داود مرفوعا : { إذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره ، فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة } . ويزيد الحنفية : البطن والظهر ، وفي كلامهم ما يفيد أن أعلى صدرها ليس بعورة ، ثم قال المالكية : لا تطالب الأمة بتغطية رأسها في الصلاة لا وجوبا ولا ندبا بل هو جائز . وظاهر كلامهم أن الأمة إن صلت مكشوفة شيء مما عدا العورة المذكورة أعلاه لا إعادة عليها ، وصرحوا بأنها لو صلت مكشوفة الفخذ أعادت . وعند الحنابلة يستحب للأمة أن تستتر في الصلاة كستر الحرة احتياطا .
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (15|448): «قوله ]قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن[ الآية، دليلٌ على أن الحجاب إنما أمر به الحرائر دون الإماء. لأنه خص أزواجه وبناته، ولم يقل وما ملكت يمينك وإمائك وإماء أزواجك وبناتك. ثم قال: ]ونساء المؤمنين[. والإماء لم يدخلن في نساء المؤمنين، كما لم يدخل في قوله ]نسائهن ما ملكت أيمانهن[ حتى عطف عليه في آيتي النور والأحزاب. وهذا قد يقال إنما ينبئ على قول من يخص ما ملكت اليمين بالإناث. وإلا فمن قال هي فيهما أو في الذكور، ففيه نظر. وأيضاً فقوله للذين يؤلون من نسائهم، وقوله ]الذين يظاهرون منكم من نسائهم[، إنما أريد به الممهورات دون المملوكات. فكذلك هذا. فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن. وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن. فهذا مع ما في الصحيح من أنه لما اصطفى صفية بنت حيى، وقالوا: "إن حَجّبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه"، دَلّ على أن الحجاب كان مُختصّاً بالحرائر. وفي الحديث دليلٌ على أن أموّة المؤمنين لأزواجه دون سراريه». وقال كذلك (15|372): «والحجابُ مختصٌّ بالحرائر دون الإماء، كما كانت سُنّةُ المؤمنين في زمن النبي وخلفائه: أن الحُرَّةَ تحتَجِبُ، والأَمَة تبرُز. وكان عمر t إذا رأى أَمَةُ مُختَمِرة، ضرَبها وقال: "أتتشبهين بالحرائر؟"».

وأجمع المفسرون كلهم على أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة فقط. وأن الأَمَة لا يجوز لها الحجاب بعكس الحرة. واتفقوا على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك. وإليك بعض أقوالهم:

أخرج ابن جرير الطبري (#21865) من طريق سعيد بن بشير الأزدي (صدوق)، عن قتادة (من أئمة البصرة) في تفسير هذه الآية قال: «أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب. {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}. قال: قد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء».

وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة (ابن إياس t): «أن دعاراً من دُعَّارِ أهل المدينة كانوا يخرجون بالليل، فينظرون النساء ويغمزونهن. وكانوا لا يفعلون ذلك بالحرائر، إنما يفعلون ذلك بالإماء. فانزل الله هذه الآية {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين} إلى آخر الآية».

وأخرج ابن جرير في تفسيره (22|46) وابن مردويه عن عطية بن سعد العوفي (ضعيف) عن ابن عباس t في الآية، قال: «كانت الحرة تلبس لباس الأمة، فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهم من جلابيبهن. وإدناء الجلباب أن تقنع وتشده على جبينها».

وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير (#21864) وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله ]يدنين عليهن من جلابيبهن[ قال: «يتجلببن بها فيعلمن أنهن حرائر، فلا يعرض لهن فاسقٌ بأذىٌ من قولٍ ولا ريبة».

وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن أبي مالك (غزوان الغفاري الكوفي، تابعي ثقة عالمٌ بالتفسير) قال: «كان نساء النبي r يخرُجن بالليل لحاجتهن. وكان ناسٌ من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذَين. فقيل ذلك للمنافقين، فقالوا إنما نفعله بالإماء. فنزلت هذه الآية ]يا أيها النبي...[ فأمر بذلك حتى عُرفوا من الإماء». وقال الحافظ ابن سعد الطبقات الكبرى (8|176): أخبرنا محمد بن عمر (الواقدي) حدثنا أبو جعفر الرازي وهشيم (ثقة) عن حصين (ثقة) عن أبي مالك، ثم بمثل قوله السابق.

أخرج الجصاص في أحكام القرآن (5|245): حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا الحسن بن أبي الربيع (هو الحسن بن يحيى بن الجعد، ثقة) قال أخبرنا عبد الرزاق (ثقة) قال أخبرنا معمر (ثقة) عن الحسن (إمام البصرة) قال: «كن إماء بالمدينة يقال لهن: "كذا وكذا"، يخرُجن فيتعرض بهن السفهاء، فيؤذونهن (أي بالغزل). وكانت المرأة الحرة تخرج، فيَحسبون أنها أَمَة، فيتعرضون لها، فيؤذونها. فأمر الله المؤمنات أن {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن} أنهن حرائر {فلا يؤذين}». وقال الحافظ ابن سعد في الطبقات: أخبرنا محمد بن عمر (الواقدي) عن سعيد بن بشير (صدوق) عن قتادة (ثقة ثبت) عن الحسن في قوله ]يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين[ قال: «إماءٌ كُنَّ بالمدينة يتعرض لهنَّ السفهاء فيؤذَين. فكانت الحرة تخرج فتُحسب أنها أَمَة، فتؤذى. فأمرهن الله أن يدنين عليهن من جلابيبهن».

جاء من طريق الحسن بن يحيى (إن كان ابن جعد فحديثه جيد، وإن كان ابن كثير فهو ضعيف) عن عبد الرزاق (ثقة اختلط في آخر عمره) عن معمر (ثقة ثبت) عن الحسن البصري (من كبار أئمة التابعين) قال: «كن إماء بالمدينة يقال لهن كذا وكذا، كن يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن (أي بالغزل والكلام). فكانت المرأة الحرة تخرج، فيحسبون أنها أمّة، فيتعرضون لها ويؤذونها. فأمر النبي المؤمنات أن {يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن} من الإماء أنهن حرائر {فلا يؤذين}».

وكان ذلك في السنة الخامسة للهجرة بدليل أن الآية نزلت عند زواج الرسول r بأمنا زينب r. فقد أخرج البخاري و مسلم في صحيحهما أن أنس بن مالك قال:
«أصبح رسول الله r عروسا بزينب بنت جحش، وكان تزوجها بالمدينة. فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار. فجلس رسول الله، وجلس معه رجال بعد ما قام القوم. حتى قام رسول الله، فمشى فمشيت معه، حتى بلغ باب حجرة عائشة. ثم ظن أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم. فرجع، فرجعت الثانية، حتى بلغ حجرة عائشة. فرجع، فرجعت، فإذا هم قد قاموا. فضرب بيني وبينه بالستر، وأنزل الله آية الحجاب».
أما عورة الجارية فهي عند الجمهور (الشافعية والمالكية وأكثر الحنابلة): من السرة إلى الركبتين. زاد على ذلك الحنفية: البطن والظهر. أما الصدر فليس عورة. ويجوز أن يجسه الرجل قبل أن يشتري الجارية، لأن هذا يؤثر في ثمنها. أما تغطية شعرها فلا يجوز. وكان عمر يضربهن إن فعلن ذلك ولا يعترض عليه أحد من الصحابة.

أسوأ ما في الأمر أن مثل تلك الأحكام طبقت على أرض الواقع و كان معمول بها في العديد من الدول الاسلامية و المصادر و الوثائق التاريخية تثبت ذلك ، و قد استمر ذلك الوضع قرون طويلة الى أن تم الغاء نظام الرق عبر لإعلان العالمي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة رغم بعض الاستثناءات
و مما يثير العجب أن البعض يراوده الحنين لزمن الرق و أسواق النخاسة فراح يطالب بعودة نظام الرق مثل صاحب هذه المقالة
"سيد أحمد مهدي"الذي كتب مقالا عنوانه:

ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟

هذه الشريعة "عدل كلها ورحمة كلها ومصالح كلها وحكمة كلها"[1] ، هكذا دون تردد سطر ابن القيم رحمه الله تعالى هذه الكلمات بثقة العالم الرباني الموقن بحكمة الله تعالى وكمال دين الإسلام ، قد يقولها سواه كثير، لكن ما إن تتعارض الشريعة مع القضايا التي صارت مسلمة في الثقافة الغربية ومؤسساتها التي فُرضَت على العالم ، حتى يصبح الإسلام في قفص الاتهام ، يحتاج إلى من يدافع عنه ويؤول نصوصه وتاريخه لتتلاءم مع ميثاق حقوق الإنسان،وميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ الثورة الفرنسية....
قال أحدهم: "إذا أردت أن تُصدَّق كذبتك فأكثر تردادها"، لقد انبهرنا بالثقافة الغربية وهيمنتها إلى حد صدقنا فيه بعض الكذبات من كثرة ما رددت علينا، وصرنا نتصور بعض القضايا بمفاهيم غير إسلامية، ثم نناقشها على ذلك الأساس.
ابتدع الكفار لحماية ثقافتهم وأفكارهم أنبازا يقذفون بها من حاد عن صفهم، صار بعضنا اليوم في البلاد الإسلامية يخشى أن يقذف بها إذا تكلم بالحق : معاد للسامية (لمن يعادي اليهود)،كاره للمثليين (لمن يتبرأ من عمل قوم لوط)،جنسي(لمن يرى قوامة الرجل على امرأة)، عنصري واستعبادي (لمن يسلّم بمشروعية الاسترقاق).
أثار أعداء ديننا شبهة إقرار شريعتنا للرق للطعن في الإسلام، فانبرى العلماء والمفكرون للرد على شبهات المبطلين، وإن كان معظمهم أفلح في إظهار الفارق بين "رقنا" و"رقهم"،فإن جمهور من تكلم في قضية الرق خلص إلى أن الإسلام عمل على إلغاء الرق وإعدامه، وأن ما نعيشه في العصور المتأخرة من منع الاسترقاق إنما هو من بركة الإسلام وأن تلك نعمة ينبغي أن نشكرها.
والحق أن إلغاء الرق من المصائب العظيمة التي مني بها المسلمون بسبب ابتعادهم عن شريعة ربهم و تقاعسهم عن نصرة دينه سبحانه وتعالى، وانقطع بانقطاع الرق سبل كثيرة من سبل الخير في الدنيا والآخرة على المسلمين، نعم... لقد خسر المسلمون بإلغاء الرق نعما كثيرة اقتضتها حكمة الله تعالى في تشريع هذا النظام المحكم العادل.
ولك أن تسأل-أيها القارئ الكريم-:ماذا خسر المسلمون بإلغاء الرق؟ اذكر لنا شيئا من ذلك مصداقا لدعواك!
سأعدد لك -أيها القارئ الكريم- في هذا المقال -إن شاء الله تعالى- شيئا مما وقفتُ عليه من النعم التي حُرمتها أنا وأنت وكل مسلم بسبب إلغاء الرق، هذه المصيبة التي ينبغي أن نحتسب أجرها عند الله تعالى، فأقول:
خسر المسلمون بإلغاء الرق ...
....سبيلا من سبل الدعوة إلى الله تعالى
خير لك من حمر النعم ...من الدنيا وما فيها ..أن يهدي الله تعالى بك رجلا ...أن يعتقه من الخلود في النار بسببك، هذا هو حلم كل مسلم.
كان استرقاق المسلمين الكفار من أعظم سبل الدعوة إلى الإسلام وإنقاذ الناس من الكفر، ذلك أن الكافر إذا أُسر وعاش بين ظهراني المسلمين ورأى حسن معاملتهم فإنه لا يلبث أن يقتنع بهذا الدين العظيم فيسلم، وإن لم يسلم هو أسلمت ذريته التي تنشأ في بيئة إسلامية، وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها، فإن عددا لا يحصيهم إلا الله تعالى من الرقيق دخلوا في الإسلام ثم صاروا أو صار أبناؤهم وأحفادهم علماء وملوكا ومجاهدين يدافعون عن الإسلام وينصرونه، فسبحان مقلب القلوب، وسبحان من يخرج الحي من الميت، قال الشنقيطي :"ومن المعلوم أن كثيرا من أجلاء علماء المسلمين ومحدثيهم الكبار كانوا أرقاء مملوكين، أو أبناء أرقاء مملوكين،فهذا محمد بن سيرين كان أبوه سيرين عبدا لأنس بن مالك،وهذا مكحول كان عبدا لامرأة من هذيل فأعتقته،ومثل هذا أكثر من أن يحصى كما هو معلوم"[2]
وهذا الجيش الإنكشاري سيف الدولة العثمانية المسلط على أعداء الدين،كان أصله من سبي النصارى من الغلمان الذين أنشئوا على حب الإسلام والجهاد في سبيل الله سبحانه[3]،وقامت دولة المماليك في مصر والشام التي دفع الله بها كيد المغول والصليبيين، وكان أسلافهم من الرقيق والسبي. [4]
...سبيلا من سبل الأجر
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ"[5] ، لقد كان إعتاق الرقيق مكرمة في الجاهلية والإسلام، وكان المسلمون يهرعون إلى الإعتاق إذا ألمت بهم المصائب وحلت بهم النوائب ورأوا آيات العذاب، فعَنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها قَالَتْ:" لَقَدْ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَتَاقَةِ فِي كُسُوفِ الشَّمْسِ"[6]، وكثيرا ما نقرأ في كتب التاريخ أن فلانا من الملوك أو الأغنياء ألم به مرض أو مصاب فأعتق جميع غلمانه، أما في مواسم الخير فكان سلفنا يتسارعون إلى إعتاق العبيد في العشر الأواخر من رمضان وفي يوم عرفة عند الموقف عسى أن يعتق الكريم جل جلاله رقابهم من النار.
كأني بك أيها القارئ الكريم الراغب في رحمة الله تحترق شوقا لأن تعتق نسمة مؤمنة، وترى الفرح والسرور على وجه ذلك العتيق،وتسمعه يلهج لك بالدعاء أن:"أَعتَقَ الله من أعتقني!" لكن أنّا لنا ذلك،فقد ألغي الرق فإنا لله وإنا إليه راجعون، إن الأجر الذي حرمناه بانقطاع هذا السبيل من سبل الخير لمن أعظم المصائب المترتبة على إلغاء الرق.
...سبيلا من سبل الاستعفاف والإعفاف
صار الزواج معضلة من معضلات العصر بين شباب المسلمين، لأن قسمة قضاء الوطر في عصرنا ثنائية : زواج أو زنا ! وكانت قسمة أسلافنا ثلاثية : زواج أو زنا أو...تسري! قال تعالى مبينا صفات المؤمنين:وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)(المؤمنون 5-6)،َوقال تعالى: وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ (النساء 25).
والكلفة في الحالتين: التسري بملك اليمين أو نكاح الأمة، أقل وأيسر من نكاح الحرة، فلعلك ترث أمة أو تُوهبها أو تدخر لتشتريها كما تدخر لشراء الثلاجة والسيارة! بخلاف الحرة التي لا يُتوصل إليها إلا بالوسائل العظيمة والأموال الجزيلة ثم تشترط عليك الشروط الكثيرة ..أما الأمة فأنت سيدها تأتمر بأمرك وتنتهي بنهيك...
تخيل أيها القارئ الكريم أننا لا نزال ننعم بنعمة الرق، أليس في ذلك سبيل إحصان لجحافل العزاب في مجتمعاتنا؟ أليس نكون كُفينا آفات العزوبة من تهتك أخلاقي وأمراض نفسية، بل... وعمليات انتحارية! لكن كان أمر الله قدرا مقدورا وما أصابنا فبما كسبت أيدينا.
ثم لعلك تقول :هاهي ذي فائدة الرق في إحصان الرجل، فما فائدته في إحصان المرأة؟
فأقول :هب أن المسلمين استعادوا قوتهم وغزوا أقواما من الكفار وسجنوا رجالهم أو قتلوهم، فما يُفعل بنسائهم من ينفق عليهن... من يحميهن... من يحصنهن ويعفهن؟ قال صاحب الظلال:"على أنه يحسن ألا ننسى أن هؤلاء الأسيرات المسترقات لهن مطالب فطرية لا بد أن يحسب حسابها في حياتهن ولا يمكن إغفالها في نظام واقعي يراعي فطرة الإنسان وواقعه، فإما أن تتم تلبية هذه المطالب عن طريق الزواج وإما أن تتم عن طريق تسري السيد ما دام نظام الاسترقاق قائماً كي لا ينشرن في المجتمع حالة من الانحلال الخلقي والفوضى الجنسية لا ضابط لها حين يلبين حاجتهن الفطرية عن طريق البغاء أو المخادنة كما كانت الحال في الجاهلية ."[7]
تالله إن السبي رحمة للبشر -كفارا ومسلمين- لو كانوا يعلمون، فتأمل كيف تكون المرأة امرأة كافر محارب للإسلام، ثم يقتل زوجها في الحرب فتقع في سهم رجل من المسلمين، فيتسراها، فتصير من حريمه يصونها ويحصنها ويحفظها ويحرم ديننا -الذي ذم الدياثة- عليه أن يفرط في عرضها. قال الشيخ الطاهر ابن عاشور:" وألحق التسري بالنكاح في صحة النسب الناشئ عنه لأن السيد إذا اتخذ أمته سرية له حاطها من حراسته بأقوى مما يحوط به إماء الخدمة بدافع مركب من الجبلة والعادة، فإذا صارت أم ولد له صارت لها أحكام خاصة "[8]
...سبيلا من سبل التفرغ للعبادة
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" الْعَبْدُ إِذَا نَصَحَ سَيِّدَهُ وَأَحْسَنَ عِبَادَةَ رَبِّهِ كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ"[9] ،في هذا الحديث وفي نظائره حِكَم لمن تأمل، فإن الله تعالى خلقنا في هذه الدنيا لعبادته، والعزيمة شغل كل وقت الحياة بعبادته تعالى، لكن من رحمته سبحانه رخص لنا وخفف علينا ووضع عنا الآصار والأغلال ، ثم مع ذلك جعل الأجر العميم في أمور نفعلها لمعاشنا كالأكل والنوم وقضاء الوطر من الأزواج والفرح بالذرية إذا نوينا بها طاعة الله، وجعل تعالى لمن بلي بنوع شغل زائدٍ أجرُه في ذلك الشغل إن أحسن فيه، أليس جعل جنة المرأة في طاعة زوجها لما كانت وظيفتها الاشتغال بطاعته وخدمته، وجعل سبحانه مضاعفة الأجر للعبد في حسن خدمة سيده لما كانت تلك وظيفته، فهذا العبد المشغول صباحا ومساء بخدمة سيده لو لم يُجعل ثوابه في ذلك عظيما لأرهق ولشق عليه أن يؤدي وظيفة العبد ثم يعبد عبادة السيد، لذلك فُرِّغ لعبادته وهي حسن الخدمة للسيد، فسبحان من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى!
لكن همة ساداتنا من السلف الذي ابتلوا بالرق تفوق الجبال، قال سيدنا أبو العالية : "كنا عبيدا مملوكين، منا من يؤدي الضرائب، ومنا من يخدم أهله، فكنا نختم كل ليلة، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض،فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلمونا أن نختم كل جمعة، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا".[10]
ثم إنك قد تعجب من كثرة صلاة سلفنا وكثرة صيامهم وتفرغهم للعبادة والتلاوة والذكر والتسبيح بما لا نستطيع معشار عشره، فنحن يلزمنا الذهاب صباحا إلى الدوام، فنكدح ثمانية ساعات ثم نعود مرهقين إلى بيوتنا فنرتمي على فرشنا صرعى أخي الموت!نعم... قد بورك لسلفنا في أوقاتهم، ومن هذه البركة أن سخر الله تعالى لهم الغلمان والعبيد الذين يكفونهم المهنة وأشغال البيت، فاعجب من حكمة الله في تشريع الرق ...ثم اعجب ...ثم اعجب ...
وإليك هذه القصة عن أسماء رضي الله عنه لترى كيف يعتق العبد حرا لمّا يكفيه مؤنة الشغل، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ:" تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الْأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ .....وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ .....حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِخَادِمٍ فَكَفَتْنِي سِيَاسَةَ الْفَرَسِ فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَتْنِي".[11]
...سبيلا من سبل الرزق
رأينا قبلُ أن الله تعالى سخر لسلفنا العبيد والغلمان والإماء يكفونهم أمر المهنة وكثير من أمور الاسترزاق، فهذا سبيل رزق حرمناه بإلغاء الرق، بل كانت تجارة الرقيق النافقة يوم كانت سوق الجهاد قائمة من أعظم دعائم الاقتصاد الإسلامي، فهذه مدينة الجزائر -حرسها الله- أيام الجهاد في أوائل العهد العثماني كان قائمةُ اقتصادها على الغنائم والسبي مما يناله المجاهدون في غزوهم البحري.
ثم إن شرعنا أوجب الإنفاق على الرقيق وإطعامهم وكسوتهم، لا يُطعمون فضلة الطعام ولا يُكسون بالي الثياب، بل تطعمه مما تطعم وتكسوه مما تلبس، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمْ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ".[12]
فكون العبد رقيقا باب من أبواب الرزق لطائفة من الناس خرقى أو سذج لا يحسنون الاسترزاق، أو لا تتاح لهم فرص العمل، فالعبد في الغالب غريب عن أهل البلد،وكان هو أو آباؤه كفارا محاربين للإسلام ،فمن كان ليوظفه لو كان حرا؟ لذلك نص بعض العلماء على رجحان عدم إجزاء عتق من لا يقوم على نفسه في الكفارات، قال الشيخ السعدي: " الحكمة تقتضي أن لا يجزئ عتق المعيب في الكفارة؛ لأن المقصود بالعتق نفع العتيق، وملكه منافع نفسه، فإذا كان يضيع بعتقه، وبقاؤه في الرق أنفع له فإنه لا يجزئ عتقه، مع أن في قوله: ( تحرير رقبة ) ما يدل على ذلك؛ فإن التحرير: تخليص من استحقت منافعه لغيره أن تكون له، فإذا لم يكن فيه منافع لم يتصور وجود التحرير. فتأمل ذلك فإنه واضح."[13]
...سبيلا من سبل إكرام المسلمين ومعاقبة الكافرين
قال الشنقيطي رحمه الله :" وسبب الملك بالرق: هو الكُفر، ومحاربة الله ورسوله، فإذا أقدر الله المسلمين المجاهدين الباذلين مهجهم وأموالهم، وجميع قواهم، وما أعطاهم الله لِتكون كلمة الله هي العليا على الكفار ـ جعلهم ملكاً لهم بالسبي. إلا إذا اختار الإمام المن أو الفداء. لما في ذلك من المصلحة على المسلمين، وهذا الحكم من أعدل الأحكام وأوضحها وأظهرها حكمة، وذلك أن الله جلَّ وعلا خلق الخلق ليعبدوه ويوحدوه، ويمتثلوا أوامره ويجتنبوا نواهيه......وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة......وجعل لهم السمع والأبصار والأفئدة ليشكروه, .... فتمرد الكفار على ربهم وطغوا وعتوا، وأعلنوا الحرب على رسله لئلا تكون كلمته هي العليا، واستعملوا جميع المواهب التي أنعم عليهم بها في محاربته، وارتكاب ما يسخطه، ومعاداته ومعاداة أوليائه القائمين بأمره. وهذا أكبر جريمة يتصورها الإنسان.
فعاقبهم الحكم العدل اللطيف الخبير جلَّ وعلا ـ عقوبة شديدة تُناسب جريمتهم. فسلبهم التصرف، ووضعهم من مقام الإنسانية إلى مقام أسفل منه كمقام الحيوانات، فأجاز بيعهم وشِراءهم، وغير ذلك من التصرفات المالية، مع أنه لم يسلبهم حقوق الإنسانية سلباً كلياً. فأوجب على مالكيهم الرفق والإحسان إليهم، وأن يطعموهم مما يطعمون، ويكسوهم مما يلبسون، ولا يكلفوهم من العمل ما لا يطيقون، وإن كلفوهم أعانوهم."[14]
...سبيلا من سبل علو الهمة في المروءة
لو تساوى الناس في الغنى والفقر، والرفعة والوضاعة، والصحة والمرض، لاختل ناموس الحياة ولما احتاج بعضهم إلى بعض، ولما ميزوا بين الحسن والقبيح، فإن الضد يظهر حسنه الضد، لذلك رفع الله سبحانه وتعالى عباده بعضهم فوق بعض درجات ليفتن بعضهم ببعض، وليتخذ بعضهم بعضا سخريا،ومن ذلك أن خلق تعالى أناسا وسخرهم ليكونوا عبيدا وخلق أناسا وسخرهم ليكونوا أحرارا وفرق الله سبحانه وتعالى بينهم كونا وشرعا، قال ابن قيم رحمه الله تعالى:" أما جلد قاذف الحر دون العبد فتفريق لشرعه بين ما فرق الله بينهما بقدره ، فما جعل الله سبحانه العبد كالحر من كل وجه لا قدرا ولا شرعا ، وقد ضرب الله سبحانه لعباده الأمثال التي أخبر فيها بالتفاوت بين الحر والعبد ، وأنهم لا يرضون أن تساويهم عبيدهم في أرزاقهم ، فالله سبحانه وتعالى فضل بعض خلقه على بعض، وفضل الأحرار على العبيد في الملك وأسبابه والقدرة على التصرف ، وجعل العبد مملوكا والحر مالكا، ولا يستوي المالك والمملوك، وأما التسوية بينهما على أحكام الثواب والعقاب فذلك موجب العدل والإحسان ، فإنه يوم الجزاء لا يبقى هناك عبد ولا حر ولا مالك ولا مملوك" [15]
وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور رحمه الله :" لفظ الحرية في اللغة العربية كان يطلق على السلامة من النقائص التي كانوا يعتبرونها من صفات العبيد"[16] لذلك جاء في كلام العرب وأشعارهم وأمثالهم ما يدل على هذا المعنى كقولهم: وعد الحر دين عليه، وتجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.
فهذه الحقيقة الواقعة كانت حافزا للأحرار أن يُعلُوا همتهم في المروءة فلا يشابهوا الأخلاق التي تفشو في العبيد فيُعيَّروا بذلك ، وكانت حافزا للعبيد أيضا أن يسموا إلى الحرية بالمكاتبة فجاء ديننا بالحث عليها، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا(النور 33).
ثم ألغي الرق ، وحرر العبيد من الاسترقاق وبعضهم لـمّا يحرر بعد من مساوئ الأخلاق التي كانت مستساغة في حقهم أو متجاوز عنها أيام كونهم رقيقا، ثم اختلط الأحرار والمحررون وامتزجت أخلاقهم فضاعت الكثير من خصال المروءة لانعدام الحافز لتحصيلها.
...سبيلا من سبل التخفيف في التكاليف
كما فضل الله تعالى الناس بعضهم على بعض في المروءة ، فقد جعلهم سبحانه درجات في منازل العبادة والتكليف كل حسب مقدرته، لذلك سلط الله تعالى برحمته البلاء على عباده بقدر إيمانهم، ونحن نعلم أن الرق سببه الكفر، فالمسلم من الرقيق إما أن يكون حديثا عهد به أو منحدرا من أسرة قريبة عهد به ترسخت فيها بعض العادات، ثم إن العبد في مشغلة غالبا عن تعلم أمور الدين، وذلك من أسباب التجاوز والتخفيف، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجاوز عن كثير من أفاعيل الأعراب التي لو فعلها حر لاستحق عليها العقوبة الموجعة.
من أجل ذلك خفف الله سبحانه وتعالى برحمته على الرقيق في تنصيف الحد وسقوط الجمعة والزكاة ...، وتنصيف العدة على الإماء، وخُفف على الإماء في أمور الحجاب والستر.
قال ابن القيم في بيان حكمةجعل حد الرقيق على النصف من حد الحر : "فلا ريب أن الشارع فرق بين الحر والعبد في أحكام وسوى بينهما في أحكام فسوى بينهما في الإيمان والإسلام ووجوب العبادات البدنية كالطهارة والصلاة والصوم لاستوائهما في سببهما، وفرق بينهما في العبادات المالية كالحج والزكاة والتكفير بالمال لافتراقهما في سببهما، وأما الحدود فلما كان وقوع المعصية من الحر أقبح من وقوعها من العبد من جهة كمال نعمة الله تعالى عليه بالحرية، وأن جعله مالكا لا مملوكا ولم يجعله تحت قهر غيره وتصرفه فيه، ومن جهة تمكنه بأسباب القدرة من الاستغناء عن المعصية بما عوض الله عنها من المباحات، فقابل النعمة التامة بضدها واستعمل القدرة في المعصية فاستحق من العقوبة أكثر مما يستحقه من هو أخفض منه رتبة وأنقص منزلة، فإن الرجل كلما كانت نعمة الله عليه أتم كانت عقوبته إذا ارتكب الجرائم أتم ...... فإن العبد كلما كملت نعمة الله عليه ينبغي له أن تكون طاعته له أكمل وشكره له أتم ومعصيته له أقبح وشدة العقوبة تابعة لقبح المعصية، ولهذا كان أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لم ينفعه الله بعلمه، فإن نعمة الله عليه بالعلم أعظم من نعمته على الجاهل، وصدور المعصية منه أقبح من صدورها من الجاهل، ولا يستوي عند الملوك والرؤساء من عصاهم من خواصهم وحشمهم ومن هو قريب منهم ومن عصاهم من الأطراف والبعداء، فجعل حد العبد أخف من حد الحر جمعا بين حكمة الزجر وحكمة نقصه، ولهذا كان على النصف منه في النكاح والطلاق والعدة، إظهارا لشرف الحرية وخطرها وإعطاء لكل مرتبة حقها من الأمر كما أعطاها حقها من القدر، ولا تنتقض هذه الحكمة بإعطاء العبد في الآخرة أجرين بل هذا محض الحكمة، فإن العبد كان عليه في الدنيا حقان حق لله وحق لسيده، فأعطي بإزاء قيامه بكل حق أجرا، فاتفقت حكمة الشرع والقدر والجزاء والحمد لله رب العالمين ."[17]
خاتمة
إن من تمعن في نصوص الكتاب والسنة ونظر في كتب الفقه و التاريخ والأدب ليستخلص أضعاف ما ذكرته من حِكم الرق ومنافعه التي حرمناها في زماننا هذا، وكان القصد من هذا المقال أولا أن نصحح مفاهيمنا على ضوء النصوص الشرعية، ولا نبالي إن نخر الكفار ،فإن الكافر مهما عظم شأنه عند قومه أقل وأذل من أن يعبأ برأيه ويسمع لقوله في مثل هذه القضايا التي كفانا ديننا العظيم معالجتها، ثم أن نسعى إلى تحصيل نعم الله تعالى التي حرمناها بشؤم ذنوبنا بالعودة إلى تطبيق شرعه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :"إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ "[18].
نسأل الله تعالى الهداية والسداد.

و بعد هذا العرض يجد الانسان حائرا يطرح على نفسه هذا السؤال :

اذا كانت الغاية من الحجاب هي العفة فلماذا ساوى الفقهاء بين عورة الأمة و عورة الرجل ؟ أو ليست الأمة أنثى مثلها الحرة لها نفس المفاتن و نفس التأثير كما للأخرى ؟؟

اذا كان الاحتشام مفروضا على المرأة عموما فلماذا تجبر الأمة على التعري ؟ أليس هذا متناقضا مع مبدأ العفة و غض البصر ؟

و بعد كل هذا يأتي من يتشدق علينا بأن وضع المرأة المسلمة ورديا و مثاليا و نموذجا يحتذى به أو يحسد عليه

التعديل الأخير تم بواسطة sabrina88 ; 30-12-2015 الساعة 08:17 AM سبب آخر: خطأ في العنوان
  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: الوضع المرأة المسلمة في تراثنا بدون ماكياج
10-05-2015, 07:00 AM
اذا كانت الغاية من الحجاب هي العفة فلماذا ساوى الفقهاء بين عورة الأمة و عورة الرجل ؟ أو ليست الأمة أنثى مثلها الحرة لها نفس المفاتن و نفس التأثير كما للأخرى ؟؟

اذا كان الاحتشام مفروضا على الحرة فلماذا تجبر الأمة على التعري ؟ أليس هذا متناقضا مع مبدأ العفة و غض البصر ؟

و بعد كل هذا يأتي من يتشدق علينا بأن وضع المرأة المسلمة ورديا و مثاليا و نموذجا يحتذى به أو يحسد عليه


تسالاتك مشروعة نابعة عن وعي بالعوائق التي تحول دون تحررنا من سجن قال وقال وعن وعن ...وغشاوة اجمع ائمة السلف نوعلماء المة....ومغالطة ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن وهم المراة نالت كل حقوقها في المجتمع الإسلامي منذ اكثر من اربعة عشرة قرنا....

الجواب على السؤال الأول قرءاني ،الغواية بين الذكور والأناث وليست بين الطبقات ،كان الأمة في العورة مثل الرجل اي عقل يقبل هذا؟اي شريعة تقر بذلك؟
أما مشكلة العبودية يبدوا أن المجتمع العبي يقوم عليها فلم تكن ثورة لإسلام جذرية في محاربة العبودية والمتاجرة بالبشر بل كانت مجرد تقليل ونسبي بجعل عتق رقبة من المكفرات عن بعض الذنوب ،ولم يمنع الإسترقاق نهايا كما منع الخمور نهايا وبندرج ومنع الزنا ووأد البنات ،والله أدرى بعابده منا.تساؤلاتي التي تحيرني تقلق مضجعي حول المراة اسلاميا:قضية ملك اليمين وحرية العلاقات الحميمية معها من مالكها؟؟؟وقضية حور العين وما نصيب المسلمات من الرجال في الآخرة؟مع أن هذه الأخيرة افهمها بشكل رمزي فالجنة ليس غراز وشباع لها بالخمور والألبان والعسل بل هي روح تعود الى روح أكبر حيث مستقرها....خارج الموضوع.
تاريخ المسلمين للاسف الشديد في مختلف مراحله كان في معظم حالاته اسودا قاتما بالنسبة للمراة وحتى الآن.....وذلك بسبب الجوع الغرائزي الدائم الذي تحول الى ادمان،والغاء القرءان الكريم في فهم الإسلام وتعويضه بقيل وقال وعن و....العلامة ...واجماع الأمة....
وأجمع المفسرون كلهم على أن الحجاب جاء للتفريق بن المرأة الحرة والمملوكة فقط. وأن الأَمَة لا يجوز لها الحجاب بعكس الحرة. واتفقوا على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك


في الأخير لي تعليق عن هذهالفقرة:هل هناك اجماع ؟التمييز بين المرأة الحرة والمملوكة أم بين المرأة العفيفة وبائعة الهوى؟أتصور الإحنمال الثاني أكثر حسب السياق التاريخي في مجتمع اشباع الغريزة الجنسية مثل أي غريزة أخرى(قبل الإسلام واثناء مرحلة الإسلام لازال وافد جديد)
التعديل الأخير تم بواسطة تأمل عقل ; 10-05-2015 الساعة 07:03 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد العزيز شرفوح
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 09-09-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,600
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • عبد العزيز شرفوح will become famous soon enough
عبد العزيز شرفوح
شروقي
  • ملف العضو
  • معلومات
عبد العزيز شرفوح
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 09-09-2012
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,600
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • عبد العزيز شرفوح will become famous soon enough
عبد العزيز شرفوح
شروقي
رد: الوضع المرأة المسلمة في تراثنا بدون ماكياج
15-05-2015, 07:41 PM
شجع النبي محمد أتباعه على عتق العبيد حتى لو إضطروا لشرائهم أولاً. أمر محمد أصحابه في مناسبات عديدة أن يحرروا عدد كبير من العبيد. حرر محمد شخصياً 63 عبداً وزوجته عائشة اطلقت سراح 67 عبد أيضا. مجموع العبيد الذين أطلقهم محمد وأصدقاء 39,237 عبداً. ومن أبرز من حررهم محمد: صفية بنت حيي بن أخطب (التي أفرج عنها ثم تزوجها) ومارية القبطية (التي أرسلها له مسؤول بيزنطي) وسيرين (أخت ماريا التي حررها محمد ثم زوجها للصحابي حسان بن ثابت[17] وزيد بن حارثة (الذي أطلقه محمد ثم تبناه).
***

السؤال:
ما الحكمة من عدم تحريم الرق (العبودية) كما حرم الإسلام شرب الخمر والزنا والربا وغيرها من المحرمات؟
الجواب:
الإسلام لما نزل وجد الرق معمولا به في العالَم عربهم وعجمهم، وكانوا يستعبدون بطرق عديدة، لكن الإسلام منع كل الطرق إلا عن طريق الجهاد في سبيل الله، إن شاء الخليفة فعل ذلك بالأسرى، وإن شاء لم يفعله، ثم إنّ الإسلام فتح عدّة طرق لتحرير العبيد. ثم أين هذا التشريع الحكيم، وأين قوانين المستعمرين الكفار الذين يستولون على البلاد والعباد، ويسومونهم سوء العذاب، قال الله تعالى: {أفَحُكْمَ الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حُكْمًا لقوم يوقنون} [المائدة:50]، وأما قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: {متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا} ـ إن ثبت عنه ـ فمعناه إن وُلِدَ الإنسان من أب حُرٍّ فهو حُر فلا يستعبد إلا إذا كان كافرا وأسرَه مسلم في الجهاد الشرعي ورأى الخليفة استرقاق ذلك الأسير فإنه يصير بذلك عبدًا رقيقا، وفي هذا خيرٌ له، فإنه بمخالطة المسلمين والاطلاع على أخلاقهم الحسنة وعلى دين الحق، قد يُسلم، فإن لم يسلم هو أسلم أولاده في الغالب فيفوزون بالسعادة في الدنيا والآخرة، وقد قال رسول الله : {عَجِبَ ربُّنا من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل} رواه أحمد، والبخاري، وأبو داود. وفي الإسلام أحكام تأمر بالإحسان إلى الأسرى والعبيد وبإطعامهم والنهي عن ضربهم وإيذائهم وعن تكليفهم ما لا يطيقون. وفي الختام إن أمر الاسترقاق راجع إلى الخليفة المسلم بما يراه مناسبا وبما لا يُنَفِّر من الإسلام، والله الهادي إلى سواء السبيل.
  • ملف العضو
  • معلومات
sabrina88
زائر
  • المشاركات : n/a
sabrina88
زائر
رد: الوضع المرأة المسلمة في تراثنا بدون ماكياج
20-05-2015, 12:09 PM
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزيز رستمي مشاهدة المشاركة


تقصدين هذا البحث

ان ما ورد في الجدول أعلاه هو أمر رهيب قد يحدث صدمة كبيرة لمن يقرأه..ألا ترى أن ما ورد فيها يؤيد ما قلته لك ؟؟...انه أسوأ من كل ما تصورته عن الموضوع..
التعديل الأخير تم بواسطة sabrina88 ; 20-05-2015 الساعة 12:12 PM
  • ملف العضو
  • معلومات
تأمل عقل
مشرف سابق
  • تاريخ التسجيل : 07-05-2009
  • الدولة : الجزائر
  • المشاركات : 1,869
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • تأمل عقل will become famous soon enough
تأمل عقل
مشرف سابق
رد: الوضع المرأة المسلمة في تراثنا بدون ماكياج
20-05-2015, 05:12 PM
ينبغي تحديد المصطلحات بدقة :مامعنى الإسلام ؟هل نقصد به اسلام الأركان (الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج)أم هو اسلام الإستسلام لله والإعتراف به والخضوع المطلق لأحكامه؟أم هو الإسلام الذي وصى به ابراهيم الخليل ؟أم هو اسلام النصوص الدينية خاصة القرءان الكريم؟أم اسلام كل تاريخ المسلمين بداية من الصحابة نهاية بغلق باب الإجتهاد؟
هل للمرأة والإنسان عامة كرامة بشرية بالوراثة أو حسب المكانة الإجتماعية ؟هل كرامة العبد والأمة لايشرية ؟
تحريم العبودية والقضاء على سوق النخاسة كان أولى من تحريم لحم الخنزير،لكن لله الأمر من قبل ومن بعد،وبالمنظور البشري البسيط وفق مسلمات الدين الحنيف كرامة الإنسان فوق كل اعتبار،والنفس الإنسانية أغلى ماخلق الله(ونفخ فيه من روحه)والعبد والأمة بشر ،وجعل عتق الرقبة تكفيرا كان قليلا بالنسبة الى كرامة الإنسان
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع


الساعة الآن 09:19 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى