واسيني الأعرج يدعم ادب الأسرى الفلسطينيين
05-05-2015, 09:58 PM
خصص الروائي الجزائري واسيني الأعرج ريع روايته الجديدة "سيرة المنتهى: عشتها كما اشتهتني" لدعم أدب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وصدرت الطبعة الخامسة للرواية بنسخة فلسطينية عن دار الأهلية للنشر، وذيلت بتنازل الكاتب عن حقوقه المادية منها لدعم الحركة الأدبية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي أمسية لتوقيع الرواية استضافها متحف محمود درويش في رام الله أمس الاثنين، وجّه الأعرج -أمام جمهور واسع من قرائه- رسالة للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية قائلا "أنحني أمامكم ولا أجد التعبير المناسب عن إنسان تُختزل حياته بين أربعة جدران وهو يدفع ثمن قناعاته العميقة في ظل واقع متدهور ومحيط مليء بالانهيارات وفقدان الأمل.. هذا إن سجنتم ولم تستشهدوا قبل ذلك".
ويأتي دعم الروائي الجزائري أدب الأسرى الفلسطينيين للمرة الثانية، حيث سبق أن رصد ريع روايته "مملكة الفراشة" التي أطلقها في زيارته الأولى لفلسطين عام 2013 لصالح ما يعرف فلسطينيا بـ"أدب السجون" أيضا.
وقال الأعرج إن رصد ريع رواياته لصالح أدب الأسرى مجرد عمل رمزي "لنقول لهم إنهم ليسوا وحيدين، وإننا نحاول فعل ما نستطيع من أجل قول الحقيقة عنهم".
*
*




وسجّل الروائي إهداء خاصا للأسير نائل البرغوثي الذي أمضى أكثر من 34 عاما في سجون الاحتلال، وكتب "أنحني أمام صمتك وآلامك.. إن النور الذي في عينيك لن ينطفئ أبدا".
وينظر الأعرج إلى الأسرى كجزء من القضية الفلسطينية ذات البعد الإنساني التي "تحتاج إلى أن يصغي لها الضمير العالمي كقضية حية رغم أن الوضع العربي المتمزق وضعها في مرتبة ثانية بسبب الأحداث التي تعصف به".
ويزور الروائي الجزائري الضفة الغربية للمرة الثانية، وقد استقبل بحفاوة في أمسيات وجولات بمدن القدس والخليل وطولكرم وبيت لحم والخليل قبل أن ينهيها في رام الله.
وقال الأعرج إنه يأتي إلى فلسطين بخياره الذاتي رغم اتهامه بالتطبيع، وأنه يلاقي احتفاء كبيرا من جمهور فلسطيني واسع.
وقدمت أستاذة النقد الروائي الحديث في جامعة البتراء الأردنية رزان إبراهيم الروائي الأعرج في إطلاق روايته برام الله، وقالت إن الهمّ الفلسطيني لطالما احتل حيزا واسعا بين هموم الجزائريين الذي عاشوا القهر والعذاب عامة.
وقالت رزان إن أبطال روايات واسيني الأعرج لا يمثل الواحد منهم شأنا فرديا خاصا، ولكنه يمثل حالة عربية ممتدة من المحيط إلى الخليج، وهم نماذج إنسانية تقف بالمرصاد لنظم دكتاتورية لها مصالحها غير العابئة بمصالح الأفراد.


وترى إبراهيم أن لواسيني موقفا واضحا أمام كل من يسعى لهدم الذاكرة الإنسانية، مستذكرة روايته "البيت الأندلسي" التي ترتكز على قصة أساسها التشبث بالمكان والهوية، وكذلك رواية "حارسة الظلال" في دعوتها للحفاظ على مغارة تاريخية.
وقالت إبراهيم إن على المثقف العربي دورا خاصا نحو القضية الفلسطينية، موجهة دعوة للكتاب العرب لتأدية واجبهم في ذلك.
وسبق لواسيني الأعرج كتابة رواية "سوناتا لأشباح القدس" الصادرة عام 2009، وتحكي قصة فنانة تشكيلية فلسطينية اسمها "مي" غادرت فلسطين في طفولتها إلى الولايات المتحدة، وأصيبت في نهاية حياتها بالسرطان، فأوصت بأن تحرَق وأن ينثر رمادها فوق نهر الأردن وفي حارات المدينة المقدسة.
لكن روايته "البيت الأندلسي" تُعتبر الأكثر انتشارا بين قرائه الفلسطينيين، رغم أنها لم تكتب عن فلسطين، لكنها تحكي قصة التشبث بالبيت والهوية.
ووقّع الأعرج روايته الأخيرة "سيرة المنتهى" قائلا إنها سيرته الذاتية التي كتبها بأفق يختلف قليلا عما هو متداول، حيث يبتعد عن استخدام الأنا كحالة نرجسية، ويكتب نصا عن الذاكرة في زمن عقلاني أحيانا وأسطوري أحيانا أخرى.
وذهب ريع الطبعة الأولى للسيرة الصادرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالجزائر لصالح الأطفال من مرضى السرطان.
ويعكف الأعرج حاليا على كتابة روايته الجديدة التي تحمل عنوان "حكاية العربي الأخير"، على وقع الثورات العربية في السنوات الأخيرة وتحولاتها ومآلاتها.
*
*
.
منقول
[IMG][/IMG]