كنت قد بينت البتر المتعمد لرأي ابن حجر العسقلاني في ابن عربي واستغرابه من "اغترار" معاصريه به. ( كلمة "اغتر" هي الأنسب لسياق الكلام، ولأن الكتاب المحقق أدعى للقبول من الموسوعة الإلكترونية التي تكثر فيها الأخطاء أثناء النسخ وهذا أمر أوضح من الشمس في رابعة النهار لمن كان ذا فهم ). والمقصود ببتر النص من لحاقه هو تلوين جزء من النص للتعمية على المعنى الكامل، وهذا أمر واضح .
كان بودنا أن يتم مناقشة عقيدة ابن عربي لأن المتصفح خاص به ولكنه صُرف عن جوهره الذي من أجله وضع ، وحور نحو عقيدة ابن تيمية خوفا وفرقا من اتضاح العقيدة الكفرية لابن عربي .
وبما أنه قد تم بث شبهة جديدة حول عقيدة ابن تيمية هي مسألة "استواء الله بذاته على العرش" .سأبين "عدم تفرد" ابن تيمية بأقواله في العقيدة .لذا أجدني مضطرا أن أثبت أنّ القضية الآنفة الذكر ثابتة ومستفيضة عن علماء سبقوه بقرون ، وسأكتفي بمثال عن علمائنا "المالكية المتقدمين".
فيما يلي كتاب "الرسالة" لابن أبي زيد القيرواني المالكي وهو من كبار المالكية ويدعى "مالك الصغير" . في الصفحة 07 نجد أنه يثبت استواء الله بذاته على العرش وعلمه في كل مكان ومعلوم أن الأشاعرة يفسرون الاستواء بـ"الاستيلاء" وفق منهجهم في "تأويل صفات الأفعال " .
وكما هو موضح فإن كلمة "المجيدِ" كتبت بالكسر، لأنه جاء من شراح متن الرسالة من متأخري المالكية من زعم أن الدال تكتب بالضم ، فحاولوا بذلك صرف المعنى عن حقيقته ، وقد رد ابن تيمية على هذه الدعوى بأنها لا تستقيم لغة كما سيأتي لاحقا.
(مخالفتنا للأشاعرة لا تعني الطعن فيهم والحط من كرامتهم فمنهم الفقهاء والمحدثون ولهم من المصنفات في خدمة السنة ما لا ينكره إلا مكابر ، وهم علماؤنا ونحن نعتز بهم ).
في الصفحة 108 من كتابه " الجامع" يقول : (( وأنه فوق سماواته على عرشه دون أرضه وأنه في كل مكان بعلمه )) . وفي هذا نقض لمن حاول صرف المعنى كما سأنقله عن ابن تيمية لاحقا.
التعديل الأخير تم بواسطة aziz87 ; 31-10-2017 الساعة 10:14 PM