بين “اَلْـvوُعْرَاvنْ”.. وَ “لْقْبَايْلِي -حَاشَاكْ-”!!
05-10-2009, 11:48 PM
بين “اَلْـVوُعْرَاVنْ”.. وَ “لْقْبَايْلِي -حَاشَاكْ-”!!
-- إن عقليَّة: « القبايلي حاشاك! » و “الفوعرافن” (بالـv!!)، و « Pas de liaison » .. عقلية دخيلة على مجتمعنا، لم تجد لها نفوذا، وانتشارا إلا وسط الجهلة، والمتخلّفين، والبدو(مَنْ بَدَا جَفَا.. هكذا قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- والبداوة هي العدوّ الأول للحضارة والمدنية، وهي الداء القاتل الذي يعصف بكل أمّة فيدمّرها؛ وللدكتور الكبير محمد جابر الأنصاري بحث سوسيولوجي عميق جدا، عن: المدينة الإسلامية، تمحور حول الإجابة عن سؤال كبير: لماذا حرَّم النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أصحابه المهاجرين إليه، التبدِّي بعد الهجرة، وكان رجوعهم إلى البادية كنقض البيعة عندهم)..
.. والبدو والمعوَّقين فكريا وعقليا من الطرفين!
- أما أولوا الأحلام والنُّهى، فما كان لدعوى الجاهلية بينهم مكان ولا مكانة.. ولأجل هذا كانوا “أولي الأحلام والنهى”!
... وأنا أرى أن من كان كهؤلاء كان أهلا لأن يكتب، ويقول، ويبدي رأيه للناس، فيوافقونه أو يعارضونه؛ ومن كان كأولئك، لم يكن أهلا لأن ينظر في كلام القوم.. فضلا عن أن يبدي رأيا..
وقد حكوا قديما أن المأمون خرج إلى دجلة مع قلة من حراسه، وحاجبه، فسمع صيَّاداً يقول لصاحبٍ له: « أتظنُّ أن المأمون يكبر في عيني بعد قتله أخاه الأمين؟؟! » والمأمون مبتسماً يقول للفضل بن سهل: « فما أفعل لأكبر في عيني هذا الرجل العظيم؟؟! »..
- إن الإسلام أعظم نعمة امتنَّ الله بها علينا.. هذا الدين الخاتم، الذي نصّت آيات كتابه المعجز: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) وأعلن مبلِّغه للعالمين، الرسول النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الحج الأكبر أنْ: « لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأحمر على أسود، إلا بالتقوى.. » ..
هذا الدين الذي جعل بلالا الحبشي، خيرا من أمية بن خلف القرشي؛ واعتبر سلمانا الفارسيَّ من “أهل البيت”، وعبدَ العزى بن عبد المطلب (أبا لهب، الهاشميَّ) من “أهل النار”!..
هذا الدين الذي جعل قلوب كل المؤمنين به، تتعلَّق بمكة، وترتبط بها، وإن تباعدت الأقطار، وشطنت الديار، وتفرقت الأمصار، فوجَّه وجه العربي، والهندي، والصيني، والتركماني، والفارسي، والأفغاني، والأمازيغي، والأوربي، والأمريكي، وكل من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فوق كلِّ أرض، وتحت كل نجم إلى وجهة واحدة.. خمس مرات في كل يوم، وجمع الجميع على كتاب واحد، و”فاتحة” يقرأها كل مسلم قادر بهذه اللغة المعجزة، لغة آخر كتب السماء إلى الأرض، اللغة العربية...
ولهذا قال فيلسوف الشرق محمد إقبال “الهندي” رحمه الله في إحدى روائعه: « … إِنَّ خَمْرِي حِجَازِيَّةٌ، وَإِنْ كُنْتُ أَعْجَمِيَّ الدِّنَان، وَنِدَائِي مِنَ الشَّرْقِ، وَلَكِنَّ صَوْتِي مِنْ عَدْنَان.. ».
- هذا هو الدين الذي ندين جميعا به، بحمد الله، ونجتمع عليه، ونفاخر به الدنيا بأجمعها..
ونبرأ أمام الدنيا أجمعها ممن عاداه، أو حادَّه ولو كان أقرب الناس إلينا.. فأضعف المسلمين حالا، وأحقرهم شأنا في دنياه، أحبُّ إلى المسلم من الكافر ولو كان هذا الكافر أكبر الناس قدرا أو أغناهم حالا، أو أعلاهم شأنا، ولو كان هذا الكافر أباه أو أخاه أو ابن وطنه: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)؛ بل لقد نهانا الله النَّهي الآكد عن موالاتهم، ودعمهم، ومساندتهم، وعلَّمنا أنهم يوالي بعضهم بعضا، لكنهم يستغل المغفلين والحمقى منا: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم؛ إن الله لا يهدي القوم الظالمين) ثم بصَّرنا الله في أيِّ معسكر يجب أن نكون، ومع من يجب أن نقف، وأيَّ الناس يجب أن نتولى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويوتون الزكاة وهم راكعون ) (والمؤمنون والمؤمنا بعضهم أولياء بعض) و”الحب والبغض في الله أوثق عرى الإيمان” -كما روي في الحديث-..
- ولأجل هذا، لا يعرف المسلم كرها للناس، ولا حقدا على آحادهم أو جماعاتهم، ولا غلا، ولا كرها لأي جنس، باعتبار جنسه، أو لونه، أو لسانه.. إنما هي بوصلة واحدة، بمؤشّر واحد.. بها يحدِّد موقفه من الدنيا كلها، من آحاد الناس وجماعاتهم: التقوى، ومحادّة الله ورسوله أو موالاتهما..باختصار: بأن يحب في الله، ويبغض فيه. وينطلق في تعامله مع الناس، من أنَّهم: « لآدم، وآدم من تراب ».
وبذلك، فإنه يفضّل الأباعد الأتقياء على الأقارب الأشقياء..
- هذا هو الإسلام، فإذا قابلتكم من حوادث التاريخ البشري، أو من وقائعه، قصة خالف فيها المسلمون هذا المبدأ، فاحكموا بها على فساد مقترفيها، وقلة وعيهم برساليّة الإسلام، ولا تتهموا دينكم الذي أخرج الله به الناس جميعا من الظلمات إلى النور (قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين، يهدي به الله من اتَّبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)
.. كل من ليس في الإسلام، هو في ظلام ووحشة؛ ولو كان يعيش في أكثر نقاط العالم إنارة، وأقواها إثارة.. في لاس فيغاس!! إن حُرِمَ نورَ الإسلام، فهو في ظلام روحي... وإن كان “إديسون”!
التعديل الأخير تم بواسطة اليعقوبي ; 06-10-2009 الساعة 12:21 AM