كنتُ أتَقلّص بداخلي وشُعور من اللاراحة يتمدد عبر خرائط الخفقان،كانَ من الواضح أن حضوري الثقيل أزعج حواره الخَفي ، فأشار بيده ودون أن ينطق بكلمة أن يُمكنك الجلوس.تساءلت لوهلة :هل كان أخرسا؟أم هي المجريات جاءت لتنتقم من عادتي البشعة في اختصار الكلام بالإشارات.
وجلست، وكان علي أن أنسف الصَقيع في باحة الشُعور فيتجمّد، ويبرد.
ثم حصل أن تذكرت ماحدّثتني به جدتي عن طباع بعض الكبار كيف تضيق إلا من حب الوحدة وقلة الكلام رابطة ذلك بخلاصات الحياة .
ولا أعتقد أنني حاولت لحظتها أن أفكر في خلاصته ، كانت بين يدي خلاصات أخرى رأيتُ أنها أكثر إفادة وتحتاج مني للتأمل والتعمق قبل أن يلتفت إليَّ مجددا. كان هذه المرة مبتسما وهو يسحب من جيبه "سبحة" تركها فوق كتابي مزيحا وجهه بسرعة خاطفة .
برعَ جدا في جعلي أتضاءل أمام عين نفسي، واستطاعت شيبته أن تحاصر الشعور أمام فعلته الغريبة ، ورحتُ أتزوّد للعين نظرة لأرى فيها قامة العمر العجيبة هاته ، كان ساكنًا إلا من حركة شفاهه ..إلا من انسحاب ابهامه على باقي أصابعه.
همس في أذني بعد ساعة أخرى:
- تزوّدي.
وذهب كل منا في حال سبيله.
التعديل الأخير تم بواسطة أَنْفَاسُ الإِيمَانْ ; 15-01-2016 الساعة 12:33 PM