رد: حول ترسيم اللغة الأمازيغية
04-08-2013, 01:39 PM
اقتباس:
الا ترى أن المشكلة أصلا قائمة فيمن تقبل اللغة الثانية و لم يحافظ على لغته وتركها تائهة ضائعة حتى أن رسمها انمحى وقلة قليلة تجيد فك رسمها الأصلي, و لماذا الامازغية فقط من تعرضت لهذا التشتت و الضياع رغم أن العرب هم العرب في تركيا و ايران و افريقية... ولماذا عرب الجزائر مثلا حافظوا على لسانهم العربيّ في الحقبة الإستعمارية في حين نجد عواجيز القبائل الأمازغيين يتفننون في الفرنسية ... ؟؟؟؟؟؟ هل من مجيب |
أسئلتك يا أختاه [أزبرا] وجيهة ومنطفية ، والإجابة عنها يتطلب تمثُّل الماضي بتجلياته الثقافية والدينية ، فتقيل الأجداد للغات الوافدة عبر التاريخ لا يعني قتل اللغة الأم ، فالأمازيغية قائمة رائجة والحمد لله في أرجاء الجزائر رغم التضييق الذي لحقها ، وأكثر الضرر اللاحق يها جاء من الأمازيغ أنفسهم حكاما كانوا أو مثقفين من الباب الهوس الأديولوجي البعثي ، كالرئيس بومدين و شلة من دعاة تعريب الإنسان الشجر والحجر كأحمد بن نعمان القبائلي ، و عثمان سعدي النمامشي الشاوي ، فهذا التيار يرى في قتل اللغة الأمازيغية ثراء للغة العربية ، ونظروا إليها نظرة ريب وشك ووصفوها باللغة [ الضرة ] ولغة [الفتنة ].
°° الفتح الإسلامي مشرقا ومغربا رافقه مد العنصر العربي ، فالعرب أقلية في بلاد فارس وتركيا وعند الأفغان والهند وما وراء النهر . فلم نسمع أبدا بأن تركيا عربية ، أو أن الفرس عرب ..... والإستثناء عندنا في بلاد المغرب الإسلامي أن الإسلام فُهم بأنه هو صنو للعروبة ، فلا يمكن أن تكون مسلما إلا إذا كنت عربيا انتسابا ولسانا ، ولهذا قويت شوكة التعريب
بالفعل الديني حتى اصبح المغرب أكثر عروبة من عروبة المشرق .
فازت اللغة العربية في وجدان الجزائري والمغاربي لعلاقتها بالإسلام ، فعنايتهم بها دراسة وتدريسا و تأليفا فاقت عناية أصحاب اللغة أنفسهم ، ولا داعي لتذكيركم بصاحب الأجرومية والألفية وغيرهما ، فنحن في الحقيقة في غالبنا أمازيغ ناطقون بالعربية ، مثلنا مثل الغوانش (جزر الكناري) الأمازيغ الناطقون يالأسبانية .
°° ليس عرب الجزائر وحدهم من حافظ على اللغة العربية ، فلا يجب حجب الحقيقة ، فالأمازيغ لهم اليد الطولى في نشرها وانتشارها ، فغالبية رجال جمعية المسلمين الجزائريين أمازيغ استعربوا لسانا .
°° حبا الله الأمازيغ بطواعية تقبل اللغات ، فالمشدالي يتقن أزيد من سيع لغات ، و مولود قاسم فطحل في كثير من لغات المعروفة بالحية ، وتعلُّم الفرنسية محمدة مثله مثل تعلم العربية مصداقا لقول الشاعر العراقي [صفي الدين الحلي] قائلا :
بِقَدْر لُغَاتِ الْمَرْءِ يَكْثُرُ نَفْـعُه ===== وَتِلْكَ له عِنْدَ الشَّدِائِدِ أَعْوَان
فَبَادِرْ إِلَىٰ حِفْظِ اللُّغَاتِ وَفَهْمِهَا===== فَكُلُّ لِسَانٍ فِي الْحَقِيْقَةِ إِنْسَان
وتلك العواجيز القبائليات بمنظور تعميمي غير لا ئق ، فأكثرية الجدات عندنا لا يتقنن سوى الأمازيغية ، ولولاهنا لضاع إرثنا الثقافي اللساني ، فهن الصخرة التي تحطمت فوقها كل طموحات العروبية والفرنسة .
أنا أناقش أمرا حقوقيا لا يتعارض البتة مع قيمنا الإسلامية .
الفارق بيني وبينك يا [أزبرا ] أنني أنظر للغة العربية نظرة حب وتقدير ، وأنت حسب مأ الفتك تنظرين للغة الأمازيغية نظرة توجس وخوف ، فلماذا لا ننظر لهما بأنهما ارث مشترك بيننا .
ثنميرث .