رد: محمد اركون . والده شارك في بناء مسجد سنة 1917باحدى قرى الغرب الجزائري.
19-02-2007, 08:24 PM
( الفقرة الثانية) و يمكن للإطار العلماني أن يشكل نقطة الالتقاء للتوفيق بين هذين الأمرين الملزمين، من خلال توفير الإمكانيات له، تلك الكفيلة بجعل أفرادا، لا يتقاسمون نفس القناعات أو المعتقدات، قادرين على التعايش معاً على نفس الأرض، بدلا من فرزهم كفسيفساء من الطوائف المنغلقة على نفسها والبعيدة إحداها عن الأخرى، نابذة لبعضها البعض. إن الإطار العلماني هو وسيلة لجعل الأفراد يتعايشون معا دون أن يتقاسموا بالضرورة نفس القناعات أو المعتقدات. إن التمرس على المواطنة في مجتمعنا ذي الثقافات والأصول المختلفة يفترض منا تعلّم العيش معا. و عندما تكون العلمانية في أزمة، يصعب على المجتمع الفرنسي أن يوفّر قدرا مشتركا. وفي المقابل، فإن السعي لصياغات جديدة ولترجمة عملية ملموسة للعلمانية المعاصرة من شأنه أن يسمح بصقل هذا القدر المشترك. 2 - العلمانية على الطريقة الفرنسية، مبدأ قانوني يعتمد على التجربة في التطبيق تخضع العلمانية، بشكل رئيسي، لنظام قانوني محدّد نابع من قانون 9 ديسمبر/كانون الأول 1905 ينصّ على فصل الكنائس عن الدولة: إن الجمهورية علمانية وتحترم كلّ المعتقدات. فمن هذا المبدأ التأسيسي تنبع عدّة موجبات قانونية ملزمة للمنتفعين كما للخدمات العامة للدولة، ابتداءً من التربية الوطنية. 2.1 عناصر قانونية متناثرة لقد اكتسب مبدأ العلمانية قيمة دستورية منذ أن وضع في دستور عام 1946. إن المادة في دستور عام 1958 التي تنقل المادة الأولى من دستور 1946 تؤكّد أن "فرنسا جمهورية غير قابلة للتجزئة، وهي علمانية وديمقراطية واجتماعية". وعليه، تمّ الارتقاء بمبدأ العلمانية إلى أعلى المستويات في تسلسل المعايير. هناك قوانين هامة قد ثبتت قانونياً مبدأ العلمانية. فما خلا هذه النصوص التأسيسية، يتشكل الجهاز القانوني من أحكام مبعثرة تتضمنها نصوص قانونية متفرقة. إنّ نظام العلمانية القانوني، هو أبعد من أن يشكّل مجموعة تخضع لترتيب معين، بل هو بالأحرى مكون من جملة نصوص لا تلاحم فيما بينها، سُنّت بالأخص انطلاقاً من المبادئ التأسيسية لقانون 1905، وذلك بصورة تدريجية، كلّما كانت تبرز قضايا متعلّقة بالقانون الذي ينصّ على الفصل. وعلى صعيد القانون الدولي، تم التطرّق إلى مسألة الحرية الدينية لا سيما عبر نصوص تضمنها إعلان حقوق الإنسان بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول 1948 - الذي لا يتمّتع بأيّة قيمة قانونية ملزمة- أو المعاهدة من أجل مكافحة التمييز في مجال التعليم، التي تمّ اعتمادها بإشراف منظمة اليونيسكو، والميثاقين الدوليين لمنظّمة الأمم المتحدة بتاريخ 19 ديسمبر/كانون الأول 1966 حول الحقوق المدنية والسياسية من ناحية وحول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من ناحية أخرى. ولا يشير الاتحاد الأوروبي إلى مبدأ الفصل بين السلطة السياسية والسلطة الدينية أو الروحية، ويشهد على ذلك جيداً النقاش الدائر حالياً حول الإشارة إلى الإرث الديني في الاتفاقية الجماعية الأوروبية. بيد أن البناء السياسي للاتحاد الأوروبي، الذي لا يرتكز على أي أساس ديني، يتطابق عملياً مع مقتضيات العلمانية، ولو إنه فضل استعمال عبارة الأمور الدنيوية، على الصعيد الأوروبي. أمّا فيما يتعلق بالمعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان والحريّات الجوهرية، فتنصّ مادتها التاسعة على حماية الحرية الدينية لكنّ دون أن تجعل منها حقّاً مطلقاً. يجوز للدولة أن تضع لها قيوداً وفق ثلاثة شروط وهي أن يكون هذا التدخل منصوص عليه في القانون وأن يكون الهدف منه شرعياً وان يكون ضرورياً في إطار مجتمع ديمقراطي. ولقد اضطرت المحكمة (الأوروبية) إلى معالجة مسائل تتعلّق بالعلمانية على أساس هذه المادة التاسعة. لقد أصدرت المحكمة قرارات قضائية حول موضوع العلمانية تؤكّد فيها على مقتضيات مماثلة لتلك التي أشار إليها الاجتهاد الفرنسي حول قضايا متعلّقة بموظفي القطاع العام أو بالمنتفعين. فيما يخص موظفي القطاع العام، صدر بتاريخ 15 فبراير/شباط 2001 حكم حول قضيّة معلّمة في مقاطعة جنيف كانت قد أنزلت بها عقوبات تأديبية لأنّها رفضت نزع حجابها، فردّت محكمة ستراسبورغ هذا الطلب لأنّ حظر الحجاب في إطار نشاط تعليمي في مدرسة ابتدائية يشكّل إجراءً ضرورياً في مجتمع ديمقراطي. وفي قرار صادر بتاريخ 1 يوليو/تمّوز 1997، صادقت المحكمة أيضاً على حكم يدين جندي لممارسته التبشير الديني. أما فيما يتعلّق بالمنتفعين، فقد أقرّت المحكمة إمكانية الحدّ من ممارسة كاملة للحريّة الدينية. وفي حكم صادر بتاريخ 3 مايو/أيار 1993، وبعد أن أشارت المحكمة إلى وجود تعليم خاص مواز للتعليم العام، أجازت منع ارتداء العلامات الدينية في المؤسسات العامة للتعليم العالي التركي من أجل حماية النساء من ضغوط تمارس عليها. وفي قرار صادر بتاريخ 6 يوليو/تمّوز 1995، اعتبرت المحكمة أنّه لا يجوز لتلميذة أن تتعذر بمعتقداتها الدينية لترفض الخضوع لنظام المدرسة. فهذه الاجتهادات تشير إلى أن الحريّة الدينية لها حدود في مواجهة مقتضيات العلمانية الملزمة. وتؤكد بالتالي هذه الاجتهادات أن العلمانية، بحد ذاتها، لا تتعارض مع الحرية الدينية التي تحميها المعاهدة الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الجوهرية، على النحو التي تنص عليه هذه المعاهدة. 2.2 مقتضى ثنائي البعد وعلى أساس هذه النصوص، يتضمّن مبدأ العلمانية أمر ملزم له بعد مزدوج: يقوم من ناحية، على حيادية الدولة ومن ناحية أخرى، على حماية حريّة المعتقد. 2.2.1 حيادية الدولة تشكّل حيادية الدولة أوّل شرط من شروط العلمانية. تنطوي حيادية الدولة بشكل أساسي على عاملين : فمن ناحية، تتماشى الحيادية مع المساواة. والعلمانية، كونها مكرّسة في المادة الثانية من الدستور، فإنها تُلزم بالتالي الحكومة على توفير "المساواة لجميع المواطنين أمام القانون دون تمييز من حيث الأصل أو العرق أو الدين". وعليه، ينبغي معاملة المنتفعين بالتساوي مهما كانت معتقداتهم الدينية. ومن ناحية أخرى، يتعين على الإدارة، الخاضعة للسلطة السياسية، أن تمنح جميع ضمانات الحيادية بل وعليها أيضاً أن تحافظ على مظاهر هذه الحيادية كي لا يساور المنتفع أي شكّ بحياديتها. فهذا ما سمّاه مجلس شورى الدولة واجب الحيادية الملزم الذي يفرض نفسه على كلّ موظف يعمل في إدارة عامة. وبقدر ما يتمتّع هذا الموّظف العام، خارج نطاق عمله، بحريّة الإعراب عن آرائه ومعتقداته طالما لا يكون لذلك انعكاس على خدماته الوظيفية، بقدر ما ينبغي، في إطار الخدمة، تطبيق واجب الحيادية الملزم إلى أقصى الحدود. فأي تعبير عن المعتقدات الدينية في إطار الخدمة ممنوع كما أن ارتداء علامات دينية ممنوع أيضا،ً حتّى في حال لا يكون للموّظف صلة مع الجمهور. وحتّى في حال التقدّم إلى وظائف عامة، تستطيع الإدارة أن تأخذ بعين الاعتبار تصرّف مرّشح ما إلى وظيفة في الإدارة العامة إذا تبيّن أنّ تصرفه هذا لا يؤهله لممارسة المهام التي يرشح نفسه لها بمراعاة تامة لمبادئ الجمهورية. وبشكل عام، لقد نصّ القانون الفرنسي على ترتيبات تتيح التوفيق بين حيادية الدولة وممارسة الشعائر الدينية. فإن كان قانون 1905 قد نص على الفصل بين الكنيسة والدولة، فقد أسّس في المقابل مناصب يتبوأها مرشد ديني، ويجوز إدراج تكاليفها في ميزانية الإدارات أو الخدمات أو المؤسسات العامة التي قد لا تضمن مقتضيات العمل فيها احترام الحريّة الدينية. هكذا هو الأمر فيما يتعلّق بالجيش والمدارس الثانوية والسجون والمستشفيات. إضافة إلى ذلك، وإن كان قد تمّ علمنة المدافن، لقد سمحت الإجراءات التطبيقية بأخذ بعض التقاليد اليهودية والإسلامية بعين الاعتبار. وأخيراً، ومنذ صدور قانون 1987، باتت الهبات المقدّمة إلى الجمعيات الدينية تتمتع بنظام ضريبي أكثر ملائمة لها، أصبحت تُعتبر بموجبه مشابهة لجمعيات النفع العام المعترف بها. وبالتالي، إن شروط الحيادية المطلقة باتت مخفّفة بإدخال "ترتيبات عقلانية" عليها تسمح لكلّ شخص بممارسة حريّته الدينية. 2.2.2 حرية المعتقد إن الركيزة القانونية الثانية للعلمانية هي بالطبع حريّة المعتقد التي باتت تقدم على إنها بالأخص حريّة دينية. إنّ العناصر القانونية، في الأساسي منها، وخاصة الاجتهاد الصادر عن القضاء الإداري قد سعيا لضمان ممارسة فعلية للشعائر الدينية طالما لا يمسّ ذلك بالنظام العام. ولكنّ، على غرار أيّ حريّة عامة، يجوز الحد من مظاهر التعبير عن حريّة المعتقد في حال وجود مخاطر تهدد النظام العام. هذا هو التطبيق التقليدي لنظام الحريّات العامة. فإن كانت الحريّة هي القاعدة وتدابير الشرطة هي الاستثناء، يجوز للسلطات العامة، تحت رقابة يمارسها القاضي على ما هو متناسب، أن تتخذ إجراءات تحدّ من مظاهر التعبير عن حريّة المعتقد من أجل تفادي المخاطر المهددة بالإخلال بالنظام العام. 2.2.3 نقاط التجاذب تكمن صعوبة الترجمة القانونية لمبدأ العلمنة بالتجاذب الحاصل ما بين هذين القطبين اللذين لا يستحيل إطلاقاً توافقهما، ولكن قد يتعارض أحدهما مع الآخر، ألا وهما مبدأ حياديّة الدولة العلمانية ومبدأ الحرية الدينية . وفي حرم المدرسة، تُطرح هذه المشاكل بحدّة. ففي هذه البيئة المغلقة جزئيا، على التلاميذ الذين تتكفل بهم المدرسة لفترة طويلة أن يتعلموا ويعيشوا سويّاً، علماً انهم في وضع ما زالوا فيه ضعفاء وعُرضة لمختلف التأثيرات والضغوط الخارجية. يتعين على المدرسة، من حيث سير العمل فيها، أن تتيح لهم اكتساب الأدوات الفكرية التي من شأنها أن تمكنهم، على المدى البعيد، من أن يتحلّوا باستقلالية للحكم على الأمور. لذا، فان إفراد مساحة للتعبير عن القناعات الروحية أو الدينيّة ليس أمرا من الواجب أن يتم بشكل تلقائي. إن وجود تعليم له طابع ديني، قائم في إطار اتفاق شراكة مع الدولة، يتيح هكذا ترسيخ الحرية الدينية الكاملة مع مراعاة الطابع الخاص لكل من الديانات. إن حرية التعليم، كونها مبدأ أساسي معترف به في قوانين الجمهورية، تعتبر مبدأ له قيمة دستورية. وفي هذا الإطار، من البديهي انه لا توجد أية أحكام قانونية تتنافى وقيام مدارس مسلمة. ويحدّد قانون "دوبريه" (بتاريخ 31 كانون الأول /ديسمبر 1959) ماهية العلاقات بين الدولة ومؤسسات التعليم الخاصة، التي تتمتع أيضاً خصوصيتها بالحماية اللازمة. وداخل البيئة المدرسية، في ما خلا مؤسسات التعليم الخاصة، يكون التوفيق ما بين حرية المعتقد والمقتضيات المتعلقة بحياديّة الخدمات العامة، أمرا في غاية الدقّة. والواقع أن مسألة الحجاب ببعدها الإعلامي كانت مثالاً على ذلك. فعندما طُرحت المسألة للمرة الأولى عام 1989، ارتأت السلطات السياسية أن تلجأ إلى مجلس شورى الدولة، نظراً لسيل ردات الفعل الحماسية الذي أثارته المسألة. اعترف مجلس الشورى، على هذا الأساس، بمبدأ حرية التلاميذ في ارتداء رموز دينية في حرم المدرسة، غير أنه أراد ضبط هذا الحق في التعبير، وهو حق معترف به قانونياً، عن طريق إدراجه في إطار المقتضيات المتصلة اتصالاً وثيقاً بسير العمل في المجال العام. وعليه، فقد سعى إلى حماية هذه المصلحة الإدارية العامة من أية عملية إعادة نظر تمسّ كيانها، وذلك عن طريق التوفيق ما بين الحق في التعبير، المعترف به بحكم القانون، واحترام متطلبات الخدمة العامة. وبالتالي أرسى مجلس شورى الدولة أربع مجموعات من الموجبات: يمنع منعاً باتاً ممارسة الضغوط والأعمال الاستفزازية وممارسة التبشير أو الأعمال الدعائية. تُرفض التصرفات التي قد تسيء إلى كرامة التلميذ أو أحد أعضاء الجسم التعليمي، أو التي قد تسيء إلى التعددية أو إلى حرية كل من هؤلاء. تُرفض كذلك التصرفات التي قد تعرّض صحتهم وسلامتهم للخطر. .الفقرة الثانية.....يتبع ( ان انتصار الجمهورية في الجزائر أعطى درسا لمنظري الاسلاموية الأصولية و من الجزائر بدأ دحرهم في كل أنحاء العالم وهذا بفضل الوطنيين المخلصين )
من مواضيعي
0 لن أرجع إلى المنتدى و لن أدخل ملاعب كرة القدم ...
0 الرأي الواحــــــد ...... إلى اللقــاء يا إخوان .
0 المثلث الصعب .
0 عزيزتي البطاطا .....كاين ربي .
0 المهلوس الآخـــــــــر .........
0 التاريخ أيدني و السلفية تجاهلتني ....
0 الرأي الواحــــــد ...... إلى اللقــاء يا إخوان .
0 المثلث الصعب .
0 عزيزتي البطاطا .....كاين ربي .
0 المهلوس الآخـــــــــر .........
0 التاريخ أيدني و السلفية تجاهلتني ....