قال الأمير أبو فراس ..
كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ *** والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟
الحبُّ آمرهُ ، والصونُ زاجرهُ ، *** وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ
أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ *** فللعفافِ ، وللتقوى مآزرهُ
وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَة ً، *** وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ
ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ ، *** وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟
منْ لا ينامُ ، فلا صبرٌ يؤازرهُ *** و لا خيالٌ ، على شحطٍ ، يزاوره
ُ يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به *** فالصبرُ خاذلهُ ، والدمعُ ناصرهُ
إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ ، *** يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ
ما أنسَ لا أنسَ ، يومَ البينِ ، موقفنا *** والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ
و قولها ، ودموعُ العينِ واكفة ٌ : *** هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ
إلى أن قال:
يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ، *** و الحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافره ُ
لا تشغلنَّ ؛ فما تدري بحرقتهِ ، *** أأنتَ عاذلهُ ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ ؟
و راحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ ، *** و إنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ
هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ *** وداً ، تمكنَ في قلبي يجاورهُ ؟
تحياتي .. /
التعديل الأخير تم بواسطة طَيْفٌ رَحَلْ ; 03-11-2017 الساعة 03:08 PM