اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
ما أسرع ما وصلتِ به إلى الاستنتاج النهائي
|
تحية طيبة
لا يا أخي ان ما توصلت اليه لم يكن نتيجة تسرع و قفز نحو الاستنتاجات ، و انما جاء بعد بحث و تحليل معمق دام لسنوات ، ماكتبته هنا لم يكن الا نتيجة مختصرة لما توصلت اليه
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
بعد بضعة مداخلات ننسف مصنفات ومجهودات ورجالا ..وتاريخا طويلا
|
هل معنى كلامك أنه اذا ثبت خطأ فكرة أو نظرية أو معلومة معينة فعلينا رغم ذلك أن نستمر في نتقبلها ، لا لشيء الا اشفاقا على الجهود الكبيرة التي بذلت عليها ؟
أليست الأولوية هي الانحناء للحق ، و التسليم بالحقيقة متى ما أثبتت البراهين و الدلائل صحتها ؟
هل علينا مثلا إنكار حقيقة ( دوران الأرض حول الشمس) فقط لعدم تقبلنا لفكرة أن البشرية كانت واهمة طوال قرون طويلة ؟
ان عدم تقبل حقيقة الخسارة هو أحد العيوب الادراكية و المعرفية للعقل البشري ، حسب ما أثبتته اخر الأبحاث العلمية في ميدان العلوم الادراكية العصبية
هذا العيب المعرفي هو ما يجعلنا نستمر في الخطأ رغم ادراكنا لاحقا بأننا كنا مخطئين ، و لكننا رغم ذلك نستمر في رفض تقبل حقيقة خطئنا لأننا نرفض تقبل الخسارة ، مثلا :
عندما يقوم رجل ما بمشروع عمل فيستثمر فيه كل جهده و أمواله و وقته و طاقته ، و لكن عندما يدرك لاحقا أنه استثمر في الميدان الخطأ فسيظل رغم ذلك مستمرا في المشروع ، لماذا ؟
لأن عقله يرفض تقبل الخسارة...خسارة الجهود و الطاقة و الزمن ، فيفضل خداع نفسه و الاستمرار في الخطأ على تقبل حقيقة أن كل ما فعله انما كان بلا جدوى ،
و على أساس هذا العيب المعرفي للعقل ، يرفض الكثير من المسلمين تقبل حقيقة ( عدم علمية "الجرح و التعديل" ) لأن عقولهم ترفض تقبل فكرة (خسارة كل الجهود التي بذلها مؤسسوا الجرح و التعديل ) ، اضافة الى تأثرهم بهالة القداسة الدينية المحاطة بأولئك الفقهاء ، و ذلك عيب معرفي آخر اسمه ( تأثير الهالة ) و لكن لا يجوز الإستمرار في تقبل أمورا ثبت خطئها ، بحجة الجهود الكبيرة المبذولة في سبيلها ، او تأثرا بهالة القداسة فمثلا :
هناك علماء كثر بذلوا جهودا عظيمة في اثبات صحة نظرية ما ، فكرسوا لها حياتهم و طاقاتهم العقلية و البدنية ، و لكن ما ان ثبت لاحقا خطأ تلك النظرية حتى تخلوا لها و سلموا بالحقيقة ، لأن غاياتهم كانت الوصول للحقيقة و التواضع للحق ، و ليس تقديس العلماء ، و لا إشفاقا على ضياع جهودهم سدى ، و لا تؤثرا بهالة الشهرة التي تحيط بالأسماء البراقة ، لأن الحق يعلو و لا يعلى عليه .
و هذا النقد الذاتي الذي يمارسه العلماء مكنهم من تصحيح و تعديل معارف باستمرار ، هو الذي أدى الى تطور العلوم و تحقيق قفزات مذهلة نحو الأمام
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
لولا ذلك العلم- وهو جهد بشري بالطبع /ولا يخلو عمل بشري من هِنات / - لكان حالنا اسوء مما نحن عليه - هذا يقيني
|
صحيح أن علماء ذلك الزمن قد بذلوا جهودا في تأليف المصنفات و الكتب ، و لكن هذا لا يعني أننا نكتفي بما وصلوا اليه و نجمد عقلولنا و نحنطها عند زمانهم ، علينا أن ندرك بأن أعمالهم كانت وفق مداركهم و معارف زمانهم ، و معارفهم العلمية انذاك كانت بسيطة و أحيانا بدائية ساذجة ، و هذا لافتقارهم الى الأدوات العلمية و المعرفية المتوفرة في عصرنا الحديث ، و بما أن العلوم و المعارف تتطور باستمرار ، فالواجب أن نقوم بعملية التمحيص و النقد الذاتي المستمر لمعارفنا حتى نصححها و نعدلها و نطورها
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمير جزائري حر
بعد بضعة مداخلات ننسف مصنفات ومجهودات ورجالا ..وتاريخا طويلا
الأمر ليس بهذه البساطة ..
|
بل على العكس.. ان الحكم على ما يسمى ب ( علم الجرح و التعديل ) هو في منتهى البساطة ، اذ يكفي إخضاعه لمعايير المنهج العلمي الموضوعي للحكم على مدى علميته ، علما بأن المنهج العلمي هو الوسيلة الوحيدة للوصول للحقائق ، أما علم الرجال فهو يقوم على جرح الرواة وتعديلهم و البحث عن أحوالهم من حيث اتصافهم بشرائط قبول رواياتهم أو عدمه ، و وضع تشخيص لحالهم، ذاتا ووصفا، ومدحا وقدحا ، و هذه المعايير ليست علمية و لا موضوعية ، لعدم خضوعها للمنهج العقلاني في تحري الحقيقة ، و انما هي خاضعة لمعايير ذاتية محضة كالانطباعات الوجدانية و القناعات الشخصية المتأثرة بعوامل عدة كالانحبازات و التأثر بالخلفية الاجتماعية و الثقافية و الوضع السياسي انذاك ، بدليل أنه قد تم توثيق أو رفض بعض الرواة بناء على أسس واهية كالتحيز و الرؤى المنامية و الأهواء الشخصية ، فهل يعتبر تخضيب اللحية و طولها ، و كذا الاستخارات و التبول على الجدران و المزاجية معايير علمية يعتد بها ؟
مثلا قام مسلم بتوثيق أحد الرواة ، ثم في موضع اخر من نفس الكتاب قام برفض روايته ، فعل يجوز تقييم الحقيقة بالمزاج و الانطباعات الوجدانية ؟
هل نحكم على صحة النظريات العلمية مثلا ، بناء على تزكية المجتمع العلمي للعالم الفلاني بأنه ( ثقة ) أو ( مدلس ) ، أم بناء على التجربة و البراهين العقلية و العلمية ؟
هل نقول :
( نظرية النسبية صحيحة لأن اينشتاين ثقة ) و أن ( نظرية دوران الأرض خاطئة لأن كوبرنيكس مدلس ) ،
فهل هذا هو المنهج العلمي ؟
بناء على كل ما سبق نستنتج بأن الجرح و التعديل لا يقوم على أساس منهجية علمية و موضوعية ،
و بالتالي فهو لا ينفع لاثبات صواب أو نفي حقيقة معينة ، و بالأخطر أن لا نعتمد عليها فيما يختص بحقوق الناس و دمائهم و أعراضهم و حياتهم
التعديل الأخير تم بواسطة sabrina88 ; 11-02-2018 الساعة 07:23 AM