الجن" الأزرق والسيقان العارية!/ جمال لعلامي
28-02-2017, 02:33 AM


المدارس أصبحت كذلك مرتعا لـ"الجنّ الأزرق" و"شمهروش"، ومفرخة لابتكار البدع والاحتفالات الغريبة، بدل إبداع العلوم والأبحاث ورفع المستوى في الامتحانات وشهادات نهاية الدراسة، ولذلك لا غرابة أن يلجأ الكثير من الأولياء الحكماء إلى "ربط" أبنائهم وبناتهم التلاميذ في البيوت بالسلاسل و"سلك البوط" بهدف حمايتهم وتأمينهم!
لم يبق لتلاميذ "البيام" سوى الاحتفال بـ100 يوم قبل الشهادة، وتصوّروا كيف "عاند" هؤلاء أقرانهم من تلاميذ "الباك" الذين استحدثوا هذه "الزردة"، وانطلاقا من "عاند ولا تحسد" ارتدى المتمدرسون الأطفال "كوستيمات" وخنقوا رقابهم بربطة الفراشات، بينما اختارت التلميذات تقنية "السيقان العارية" و"الميكرو جيب"، احتفالا واستعدادا لشهادة قد تضيع بسبب هذا "الترعوين"!
ولأن المدرسة أصبحت "مدعية" بدعاوي الشرّ، فقد اقتحمها "الجنّ" وهاجمها بعد ما اخترق الهواتف النقالة للتلاميذ، ولعلّ شرّ البلية ما يُضحك، عندما تنشغل سيارات الإسعاف بنقل التلاميذ "المصروعين" إلى مصالح الاستعجالات بالمستشفيات، بعد ما استحضروا "الجنّ" فكان الإغماء والرعب والهرج والمرج حتما مقضيا!
ماذا علينا أن ننتظر من مدرسة حادت عن أصلها وفصلها، فمن "الواي واي" إلى "الجنّ" و"السيقان"، دخل التلاميذ رواقا استعراضيا لا صلة له بالتحصيل العلمي، وكل هذا العجب يُضاف إلى سقوط هذه المدرسة المسكينة في مستنقع العنف والجريمة والاعتداء، وما خفي أعظم!
نعم، المدرسة أصبحت مهددّة بعديد المشاكل والدواخل و"الاختراعات" المستوحاة زورا وبهتانا من التكنولوجيا والانترنت الملعونة والفايسبوك الذي أصبح مهددا لاستقرار عقول قصّر ومراهقين انتقلوا إلى مرحلة تعويم أخلاق المدرسة ووقارها في وادي الحراش قبل مشروع تطهيره طبعا!
أخطر ما في الموضوع أن الجميع أصبح متواطئا: الأسرة والأولياء والمحيط والجيران والمدرسة والجامعة، كلهم يُشاركون في الانحراف، ولو بالصمت، بل الأخطر من ذلك، أن بعض هؤلاء أصبحوا يتمتعون بمشاهدة "الاستعراض" ويتلذذون بمشاهد مخلـّة تـُبرر دائما بالتطور ومسايرة العالم الذي أصبح قرية لضرب القيّم ومكارم الأخلاق!
للأسف، فإن "الجنّ" لا يُمكنه أن يعوّض التلميذ في "البيام" و"الباك"، مثلما يستحيل للسيقان العارية أن تحرز على نقاط إضافية، وإلاّ لأبرز كلّ المتمدرسين، ومعهم الأساتذة والأولياء، ذكورا وإناثا، سيقانهم، وزعموا كاذبين بأن "الجنّ" يسكنهم أو يُشاركهم المسار الدراسي!