تمن ... التفكير
19-10-2008, 09:56 AM
ثمن ...... التفكير
وجدت نفسي ذات يوم من أيام الصيف الحارة أنتظر في صف طويل مكوّن من غرباء من جنس البشر بجانب إحدى الأرصفة في العاصمة، كانوا منتظمين في سلسلة عجيبة غريبة التكوين، ...كان الواحد منهم لما يحين دوره يرتمي في فضاء زاوية أمامه غير آبه، فيحدث في أول الأمر جلبة ثم يسقط فيصرخ وبعدها يصمت. لم أفهم في بادئ الأمر ماذا كان يحصل لي ولماذا وجدت في هذا المكان بجانب هؤلاء في المدينة تلك ....لكني سرعان ما أدركت نفسي… فسألت الواقف في الصف من ورائي أن ماذا يحصل ولماذا وجدنا هنا ؟....في البداية لم يكترث لسؤالي المتواضع ...لكنه سرعان ما استدرك فقال:....أحقا لا تعلم أين نحن ولماذا نحن هنا..؟ فقلت :..أي والله يا أخي... فإني مندهش ولا يمكنني ترتيب أفكاري من شدة ذهولي......فأجاب بخبث مخفف:....لما يحين دورك ستعرف....ثم ابتسم وسكت ولم يزد بعدها حرفا...رغم إلحاحي عليه كثيرا...، إلا نه لم يرد أن يناقش معي هذا الأمر فتيقنت أنه يجب علي السكوت والرضوخ للأمر فوق إرادتي، عندها ...استسلمت للأمر وتركت الغيب لعالم الغيب متيقّنا أن لا ملجأ منه إلا إليه..... وكنا في تلك اللحظات نسمع دويا مفزعا بعد سقوط الواحد منا في تلك الزاوية، كان شديدا حتّى أننا كنا نحس بزلزلة خفيفة تمر بين أرجلنا، فترانا بسببها نتمايل يمنة ثم يسرة ونعود بعدها لصف الانتظار. لم يذهب عني هذا الذهول حتّى وجدتني أمام الزاوية، كنت خائفا بشدة لم أستطع لا التظاهر بالشجاعة ولا استحضار الفحولة لأن منظر هذا الشيء قبيح مقزّز .....كان هذا الأخير يشبه بئرا من الآبار الكبيرة التي كنت أراها في الريف –أيام الصبا - عليه ظلمة شديدة، مكتوب على حوافه:....هنا تنتهي المشكلة.... لما حان دوري في السقوط أردت الهرب لأنه لا يعقل أن أرمي نفسي هكذا دون سبب، ولكن هيهات هيهات...فقد اجتذبتني ريح من فم تلك الزاوية وأسقطتني رغما عنّي، ثم إذ بي أصرخ من شدة الفزع حتّى أدركت أسفل الزاوية، فإذا بآلة ضخمة كانت تستقبل الساقط منا ثم تمسكه وتشدد في ذلك ثم تقوم بشيء غريب:.... تفتح له دماغه جاعلة فيه ثقبا صغيرا ثم تستخرج منه ماءا قاتما ............يسمى عندهم ماء التفكير......وبعد الانتهاء تضخ في ذلك الثقب ماءا آخر يسمى عندهم ........ماء التخدير..... ثم في الأخير تخيط الثقب وتكتب بقلم أسود بجانب الجرح هذه الجملة:...قابل للاستعمار...فلا يستطيع بعدها أي كان أن يقوم بالتفكير من جديد....ربما تتساءلون كيف نجوت أنت من هذه المحنة، فأنت الآن تفكّر وتسرد لنا هذه الوقائع...؟؟؟ ببساطة لأن تلك الآلة العجيبة ...وفي لحظة ضخها لماء التخدير في دماغي نفذ منها هذا السائل الملعون فجأة، فحدث أن أطلقتني دون حقنة – فالكمال لله عزّ وجلّ – وعوض أن تكتب تلك الجملة أخطأ قلمها فكتب:...قابل للاستشعار.... فنجوت منها والحمد لله، فها أنا الآن أخبركم ....ويا لها من تجربة قاسية................بقلم نبيل شبانة
تحياتي
![](http://www.google.dz/images?q=tbn:DvNx-ov6p5hSaM::hamasgaza.files.wordpress.com/2008/07/hamas_190805_01.jpg)
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه * والجاهلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعش به حيا أبدا * فالناس موتى و أهل العلم أحياء
من مواضيعي
0 المطرات الحزينة
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات
0 كيف للقلم أن يجف حبره
0 عش الحقيقة
0 إمام البيعة .....الــــــ.....
0 أحن إلى جزائر أخرى
0 معا من أجل تخفيض سعر البطاطا والدقيق هذا شعاري لو كنت مرشحا للانتخابات