تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
30-10-2017, 09:50 AM
عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد:

هذه مقالة رائعة نافعة ماتعة خطها يراع الشيخ:" وليد الوصابي"، جزاه الله خير الجزاء، وهي تعالج داء يعاني منه كثير من الناس، وهو:" داء الوساوس النفسية والفكرية".
وحرصا منا على فتح نافذة أمل تريح كثيرا ممن يعانون من هذا الداء الفتاك بجسم الإنسان وفكره ونفسه، أحببنا نشر هذه المقالة بشيء من التصرف في إخراجها على صفة يجد القارئ معها: أريحية في مطالعتها بنفس ملؤها:" التفاؤل والأمل نحو غد مشرق مفعم برياحين الإيمان القلبي والاطمئنان النفسي، راجين من الله أن يتقبل منا ومن صاحبها صالح العمل، وإلى المقصود:

قال الله سبحانه وتعالى:[ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ]...
هذه هي:" الحياة":
طُبعت على كدر وأنت تريدها *** صفواً من الأقذار والأكدار

لم تصف لخير الخلق، وأشرف الأمة، وأفضل البشرية، لأنها ليست بدار جزاء ولا مكافأة، وإنما دار بلاء ومدافعة.
فإذا علمت هذا: لانت شدائدها، وهانت عليك مكائدها، وصبرت على ضرها، وشكرت على صرها.
وإن مما يؤرق الإنسان، ويعكر صفوه، ويجحم حياته هي:" الوساوس والأوهام"، وقد كثرت وفشت مع تقدم التقنية والتكنولوجيا والحضارة المزيفة.
يقول الدكتور:" ماثيو تشابك" في كتابه:(شفاء القلق):
" لو أن القلق عرف سبيله إلى نفس الإنسان البدائي: لانقرض الجنس البشري، ومحى الله وجه الأرض، لقد خلقت الحضارة: القلق، وليت القلق يحل مشكلات الحضارة، بل إنه يزيدها تعقيداً، ويحيلها عصية على الحل والبت".
وقد اشتكى إلي كثير من الناس منها، فكتبت هذه الكلمات، علّها أن تكون سبباً في شفاء، أو تخفيفاً من بلواء، [وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ].
وبعد:
فهذه عشرة مجالس، جلستها مع نفسي، فدونتها، ثم ها أنا ذا أنشرها لبني جنسي، علّ ناشد يجد فيها قوامه، وعاطش يروي منها أوامه، فدونكها مزبورة مسطورة.
وأسأل الله لي ولكم العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.
ثم لا بد من التوقف معي، والعيش بفناء داري تحت الظلال الوارفة، والأنهار الجارية، ومع العصافير الشادية: تسمع هدير الماء، وتشرب من نميره وسلسبيله، وتنظر إلى يانع الثمار، وبسوق الأشجار، تحاكي الطير وتناغيه، وتغرد مع الحمام وتصافيه، وتشدو مع البلبل الصادح، وتشرب من الماء القارح، مع ذكر الله سبحانه وتعالى، وترتيل الآيات، وتعاهد المساكين.
تعيش هذه المجالس: واقعا ملموسا، وشاهدا محسوسا، حتى لا تكون موسوسا، وأبشر -والله- بالشفاء والفرج، لا أقول: العلاج، بل الشفاء التام الكامل -بإذن الله-:

المقبس الأول: علينا أن نعلم بإيقان وإيمان، أن الشيطان عدو للإنسان، من عهد أبينا آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا زال ولم يزل ولن يزال في الوسوسة والغواية، والشك والنكاية، فاستعن بربه وربك، واستعذ بالله منه، ولا تحاوره وتناظره، فإنه لا طاقة لك به، وإذا نبحك كلب الراعي، فعليك بسيده، وإلا سيطول عليك الرجم، ويستمر الدفع، وربما عدا عليك، فعقرك، فتشقى وتهلك.
فإياك ثم إياك، والدخول معه في حرب، فإنه لا قِبَل لك بجنده، فتخسر المعركة، ويربح النصر،[ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ].
هذا هو: التعليم الرباني تجاه اللعين الشيطاني.
فالتفكير معه ليس له منتهى، فاقطع التفكير بأن لا تنظر إليه، ولا تلتفت إليه؛ لأنه ليس له إجابة أبداً.
فالتحاور معه: تحاور فارغ غير مجد، وإنما هو: تشتيت عقل، وإحزان قلب، واضطراب نفس، وزعزعة إيمان، والله يشفيك ويعافيك.

المقبس الثاني: قد علمنا وآمنا بعداوة الشيطان لنا؛ وجب علينا أن نصدّق القرآن، قال الله:[ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا]، فإذا علمنا أن الشيطان عدو، فمن شأن العدو: أن يُحذر ويُتقى، وإلا أوردنا المهالك والهوى، والمعاطب والغوى، وعلينا أن نعلم أهم أسباب الوساوس، وهما سببان:
ﺍﻷﻭﻝ: ﻭﺳﻮﺳﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻳﺪ ﺇﻳﻘﺎﻋﻚ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺼﻠﺔ ﻟﻴﻔﺴﺪ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻛﻠﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:[ ﻟِﻴَﺤْﺰُﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ].
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﻬﺎ الله ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺄﻧﻬﺎ (ﺟﺰﻭﻋﺔ)، ﺃﻱ: ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﺸﺮﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ ﻭﻋﻨﺪ ﺗﻮﻗﻌﻬﺎ، ﻭﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:[ ﺇِﻥَّ ﺍﻹِﻧﺴَﺎﻥَ ﺧُﻠِﻖَ ﻫَﻠُﻮﻋًﺎ * ﺇِﺫَﺍ ﻣَﺴَّﻪُ ﺍﻟﺸَّﺮُّ ﺟَﺰُﻭﻋًﺎ * ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻣَﺴَّﻪُ ﺍﻟْﺨَﻴْﺮُ ﻣَﻨُﻮﻋًﺎ].

المقبس الثالث: إذا علمنا ما سبق، علينا أن نعلم أن الله رحيم بنا، وغني عن عذابنا، فنوقن تماما، أن ما نعانيه -من وساوس وأوهام وشكوك وأسقام- إنما هو: من الباطل الذي تنزه الله عنه، قال الله:[ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ]،(والشر ليس إلى الله)، وإنما هو: من الشيطان الرجيم الذي قعد لابن آدم بأطرقه: الدينية والدنيوية، فهو حريص كل الحرص على إفشالك ومحقك، والسقوط بك إلى المنحدرات، والرمي بك في المستنقعات، عند ذلك، -لا قدر الله- يفرح ويمرح ويسرح، ليغوي غيرك بعد أن صرت في شراكه وشركه، فاحذر.

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
  • تاريخ التسجيل : 28-03-2012
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 3,073
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • أبوهبة will become famous soon enough
الصورة الرمزية أبوهبة
أبوهبة
مشرف ( سابق )
رد: عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
30-10-2017, 12:45 PM
السلام عليكم

...بارك الله فيك أخي الكريم **أمازيغي مسلم** على الموضوع القيم ، ولكن هناك مصطلح ظهر عند رواد التنميةالبشرية وهو الوسواس القهري وأصاحب هذا المرض إما يكونوا وسواسهم فكري عقائدي أو عملي و فعلي كطهارة مثلا تجدهم يكررون الوضوء أكثر من مرة وهناك أدوية تساعد هؤلاء الناس للشفاء ،ما رأيك يا أخي الكريم في ذلك ، كيف لنا أن نفرق بين هذا وذاك؟؟؟؟ وشكرا.
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا . ولا تؤمنوا حتى تحابوا . أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 11-04-2009
  • الدولة : وهران
  • المشاركات : 384
  • معدل تقييم المستوى :

    16

  • zoulikha2 is on a distinguished road
الصورة الرمزية zoulikha2
zoulikha2
عضو فعال
رد: عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
01-11-2017, 09:03 AM
سلام عيد سعيد
والله ما ارى علاجا للانسانية احسن من هذا في هذا العصر الذى طغت فيه الحتان على بني الانسان وشكرا علي الموضوع لقد جاء في وقته
ربنا زدنا علما وعملا بما علمتنا
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
07-11-2017, 03:09 PM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

الأخ الفاضل:" أبا هبة".
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
وفيكم بارك الله على كريم التصفح، وجميل الدعاء، وتميز الإضافة.
صدقت وبررت في تعليقك، فمرد الوساوس كلها إلى الخواطر الفاسدة التي تهجم على قلب الإنسان وعقله، فتنعكس سلبا على تصوراته وأفعاله، وذلك ناشئ غالبا من ضعف الإيمان وهشاشة الصلة بالله لبعد القلب عن حبه وخشيته، وبعد اللسان عن ذكره وتسبيحه، وبعد الجوارح عن طاعته وعبادته.
أما قلب المؤمن، فمطمئن بذكر الله كما وصفه خالقه حين قال:
[الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ].
وليس معنى هذا: أن المؤمنين سالمون من تلك الوساوس، فهم يتعرضون لها، ولكن الله يذهبها بحسن إيمانهم به، وجميل توكلهم عليه.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال:" الله أكبر الله أكبر الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة".( صحيح ظلال الجنة: 658 ).
لعل الله ييسر لنا بإذنه تفصيل ذلك في مشاركة لاحقة.

الأخت الفاضلة:" زوليخة".
ولك الشكر على كريم التصفح، وجميل التعليق.
حقا وصدقا: إنه لموضوع هام جدا تحتاج إليه البشرية التي ضل أكثرها في أودية الوساوس النفسية والفكرية، فحارت واضطربت وتاهت بحثا عن المخرج الذي لم تدركه!!؟، ولا علاج لها إلا علاج فاطرها لو كانت تعقل!!؟.
وإلى تمام الموضوع:

المقبس الرابع: عليك أن تعلم أخي: أن لكل داء دواء، مهما صعب وخفي وعظم؛ مصداقا لقول نبينا عليه الصلاة والسلام،" ما أنزل الله من داء، إلا وأنزل له دواء"، فتؤمن وتوقن: أن مرضك بيد الرحيم الخبير الحكيم، سبحانه وتعالى، فتطمئن وترتاح وتسكن وتأنس، وتعلم أن اختيار الله لك: خير من اختيارك لنفسك، أو اختيار والديك وزوجك لك، مع البحث عن أسباب الشفاء الذي لا بد من وجوده، وعند ذلك تقطع على الشيطان كل شبهة وشك، فينزل الله شفاءه.

المقبس الخامس: عليك بصدق التوكل على الله، وحسن الظن به، مصدقا في ذلك الحديث القدسي:" أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء".
الله أكبر، جعل الله الاختيار لك يا عاقل، فماذا أنت مختار!!؟.
أظن أن ذكاءك وفطرتك، يدلانك على أن تحسن الظن بربك، وستأتيك -والله- الثمرة والعائدة.

المقبس السادس: اعلم أن كل شيء بقضاء وقدر، قال الله:[ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ]، فإذا آمنت حق الإيمان، أن كل شيء في العالم: صغُر أم كبر، عظم أم حقر؛ هو بقضاء وقدر: ارتاح قلبك، واطمأن فؤادك، وسكنت نفسك، وهدأت جوارحك، وبردت عينك، وعظم يقينك.
ولا تقلق من المستقبل؛ لأن ذلك بعلم الله:[ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ]، وتذكر قول الله:[ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ].
فالخير بيد الله، والشر يكشفه الله، فلا تقلق ولا تحزن ولا تجزع.

المقبس السابع: قابل المرض بالمدافعة، فتفر من قدر الله إلى قدر الله -كما جاء عن عمر رضي الله عنه- وهذه سنة الحياة،" تداووا عباد الله، ولا تداووا بحرام"، فإذا أصبت بمرض، فلتدافعه بالعلاج الشرعي، واليقين القلبي، والاعتماد الكلي على رب الأرباب، ومسبب الأسباب.

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
16-11-2017, 09:37 AM
المقبس الثامن: عليك بشفاء القرآن، فلا شافي مثله، ولا طبيب شبهه، فهو الذي قال الله فيه:[ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ]، فهو شفاء من الأمراض الحسية والمعنوية، و:" من جرب: عرف".
عفوا: لا تجرب القرآن، بل تيقن الشفاء قطعا وجزما ويقينا، أما إذا اتخذته تجرِبة، فلن ينفعك.
هل تصدق كلام الله؟.
إذن، استشف بالقرآن، بكل ثقة ويقين وإيمان.
ومن ذلك: آية الكرسي، والمعوِّذات، وقراءة:(آيات الحفظ) و:(آيات الشفاء) و:(آيات السكينة)، ففيها عجائب ومعجزات، يعرفها من استشفى بها.
وقد حكى ابن القيم عن شيخه ابن تيمية، رحمهما الله:" أنه كان إذا اضطرب قلبه، وتشتت لبه: قرئت عليه آيات السكينة؛ فيهدأ ويزول عنه ما كان يجده".

المقبس التاسع: عليك بالمحافظة على الصلوات الخمس، وأذكار طرفي الليل والنهار، وأوصيك بكتاب:(حصن المسلم)، فقد جمع وسهل.
وأوصيك يبعض الأذكار: اتخذتها لنفسي زادا ورفدا، فكم ألجأ إليها حين تبلبل الأفكار، وتكدر الأكدار، وإحاطة الأخطار، فما هي إلا التجلية والتحلية والتصفية والترقية، وهي:
-يا حي يا قيوم.
-يا ذا الجلال والإكرام.
-سبحان الله.
-الحمد لله.
لا إله إلا الله.
-الله أكبر.
-لا حول ولا قوة إلا بالله.
-حسبنا الله ونعم الوكيل.
-إنا لله وإنا إليه راجعون.
-أستغفر الله وأتوب إليه.
-اللهم صل وسلم على نبينا محمد.

المقبس العاشر: عليك بالدعاء، وصدق الالتجاء إلى ربك وخالقك، فانطرح بين يديه بكل تضرع وخضوع وخشوع، وتحيّن أوقات وأماكن استجابة الدعاء.
ومع العلاج الروحاني، لا بأس بتناول العلاج الطبي الجسماني من طبيب حاذق صادق.

وأختم بما قاله العلامة: السعدي -رحمه الله تعالى-:
" ومن أعظم العلاجات لأمراض القلب العصبية، بل وأيضاً للأمراض البدنية: قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة، والغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة، ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب: أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة.
ومتى اعتمد القلب على الله، وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام، ولا ملكته الخيالات السيئة، ووثق بالله وطمع في فضله: اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية، وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور: ما لا يمكن التعبير عنه، فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة!!؟، وكم أثَّرت هذه الأمور على قلوب كثيرين من الأقوياء، فضلاً عن الضعفاء، وكم أدت إلى الحمق والجنون!!؟، والمعافى من عافاه الله، ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب، الدافعة لقلقه، قال تعالى:(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) أي: كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه.
فالمتوكل على الله: قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام، ولا تزعجه الحوادث: لعلمه أن ذلك من ضعف النفس، ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له، ويعلم مع ذلك: أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده، فيزول همه وقلقه، ويتبدل عسره يسراً، وترحه فرحاً، وخوفه أمناً، فنسأله تعالى العافية، وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته، وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير".
(الوسائلالمفيدةللحياةالسعيدة).

إخواني الأفاضل:
هذه عشر محطات، جمعتها لكم من خلجات قلبي، وشتات فكري: معتمداً على كتاب ربي، وسنة نبيي صلى الله عليه وسلم، وصالح سلف الأمة الكرام.
أرجو أن أكون وفقت لوصف العلاج الناجح الناجع النافع، فهذا ما أريده منكم -إخواني القراء- أن تشفوا وتعافوا، وألقاكم على خير وعافية.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
27-11-2017, 09:35 AM
كيف تقهر الوسواس القهري بإذن الله؟
الدكتور: محمد فهاد الدوسري
استشاري طب الأسرة والمجتمع

النظرة الإسلامية للوسواس:
التعريف: وَسْوَسَ الشيطانُ إليه وله، وفي صدره وَسْوَسَةً ووِسْوَاساً: حدَّثه بما لا نَفْعَ فيه ولا خير. ويقال: وَسْوَسَت النفْسُ. وتكلَّم بكلام خفيّ مختلط لم يبيِّنه. واعترته الوساوسُ. وهَمَسَ. يقال: وَسْوَسَ الصائدُ، ووسوستْ كلابُه. وهو صوَّت في خفاء. يقال: وسوست الريح، ووسوس الحَلْيُ والقَصَب. ووسوس فلانٌ فلاناً: كلَّمه كلاماً خفيًّا. (وُسْوِسَ): اختَلَطَ كلامُه ودُهِش. و في حديث عثمان: لمَّا قُبِضَ رسولُ الله صَلى الله عليه وسلم: "وُسْوِسَ ناسٌ، وكنتُ فيمن وُسْوِس"
الوَسْوَاسُ: الشيطانُ. و مَرَضٌ يَحدُث من غلبة السَّوداءِ، يختلط معه الذِّهن.

الآيات الواردة في الوسواس:
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ . إِلَهِ النَّاسِ . مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ . الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ . مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.
{فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا...}.
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}.
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ}.

الأحاديث الواردة في الوسواس:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " ما من مولود إلا على قلبه الوسواس، فإن ذكر الله خنس، وإن غفل وسوس، وهو قوله تعالى: {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}" (مستدرك الحاكم صفحة 590- جزء 2).
عن ابن عباس قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أحدنا ليجد في نفسه الشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به، فقال صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة» ( صحيح ابن حبان صفحة 360- جزء 1).
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجدون من الوسوسة، وقالوا: يا رسول الله إنا لنجد شيئًا لو أن أحدنا خر من السماء كان أحب إليه من أن يتكلم به؟، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ذاك محض الإيمان» (مسند أحمد صفحة 154- جزء 7).
حَدَّثَنَا ‏ ‏هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ‏وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، ‏وَاللَّفْظُ ‏‏لِهَارُونَ ‏قَالَا: حَدَّثَنَا ‏سُفْيَانُ ‏عَنْ ‏هِشَامٍ عَنْ ‏أَبِيهِ عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ‏ ‏قَالَ: "‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:‏ ‏«لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هَذَا خَلَقَ اللَّهُ الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ؟، فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا، فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ».
قال أبو هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا، حتى يقول من خلق ربك فإذا بلغه، فليستعذ بالله ولينته».( صحيح البخاري صفحة 1194- جزء 3).
عن عبد الله قال: "سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: «تلك محض الإيمان».( صحيح مسلم صفحة 119- جزء 1).
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط، فإذا قضي أقبل فإذا ثوب بها أدبر، فإذا قضي أقبل حتى يخطر بين الإنسان وقلبه، فيقول اذكر كذا وكذا حتى لا يدري أثلاثا صلى أم أربعًا، فإذا لم يدر ثلاثا صلى أو أربعًا سجد سجدتي السهو» ( صحيح البخاري صفحة 1196- جزء 3).
عن أبي العلاء: أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته، فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا، قال ففعلت ذلك فأذهبه الله عني» ( صحيح مسلم صفحة 1728- جزء 4).

يقول الإمام العلامة: ابن القيم -رحمه الله- في:( إغاثة اللهفان):
"لا ريب أن الشيطان هو الداعي إلى الوسواس: فأهله قد أطاعوا الشيطان ولبوا دعوته، واتبعوا أمره ورغبوا عن أتباع سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته".
قال الشيخ: ابن قدامة المقدسي رحمه الله في كتابه:(ذم الوسواس):
"ثم أن طائفة الموسوسين قد تحقق منهم طاعة الشيطان حتى اتصفوا بوسوسته، وقبلوا قوله وأطاعوه، ورغبوا عن أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته، حتى أن أحدهم ليرى أنه إذا توضأ وضوء الرسول عليه الصلاة والسلام أو صلى كصلاته فوضوءه باطل، وصلاته غير صحيحة!!؟، ويرى أنه إذا فعل مثل فعل الرسول عليه الصلاة والسلام في مؤاكلة الصبيان وأكل طعام عامة المسلمين أنه قد صار نجساً يجب عليه تسبيع يديه وفمه، كما لو ولغ فيهما كلب أو بال عليهما هر!!؟".
ثم إنه بلغ من استيلاء إبليس عليهم أنهم أجابوه إلي ما يشبه الجنون ويقارب مذهب السوفسطائية الذين ينكرون حقائق الموجودات، والأمور المحسوسات، وعلم الإنسان بحال نفسه من الأمور الضروريات اليقينيات، وهؤلاء يغسل أحدهم عضوه غسلاً يشاهده ببصره ويكبر، ويقرأ بلسانه بحيث تسمعه أذناه، ويعلمه بقلبه، بل يعلمه غيره منه ويتيقنه، ثم يشك: هل فعل ذلك أم لا!!؟.
وكذلك يشككه الشيطان في نيته وقصده التي يعلمها من نفسه يقيناً، بل يعلمها غيره منه بقرائن أحواله، ومع هذا يقبل قول إبليس في أنه ما نوى الصلاة ولا أرادها، مكابرة منه لعيانه، وجحداً ليقين نفسه، حتى تراه متلدداً متحيراً، كأنه يعالج شيئاً يجتذبه، أو يجد شيئاً في باطنه يستخرجه، كل ذلك مبالغة في طاعة إبليس، وقبول وسوسته، ومن انتهت طاعته لإبليس إلي هذا الحد، فقد بلغ النهاية في طاعته.
ثم أنه يقبل قوله في تعذيب نفسه، ويطيعه في الإضرار بجسده، تارةً بالغوص في الماء البارد، وتارة بكثرة استعماله وإطالة العرك، وربما فتح عينيه في الماء البارد، وغسل داخلهما حتى يضر ببصره، وربما أفضى إلي كشف عورته إلي الناس، وربما صار إلى حال يسخر منه الصبيان ويستهزئ به من يراه.
ذكر أبو الفرج بن الجوزي عن أبي الوفاء بن عقيل: "أن رجلا قال له: أنغمس في الماء مراراً كثيرة وأشك، هل صح لي الغسل أم لا؟، فما ترى في ذلك؟ فقال له الشيخ اذهب، فقد سقطت عنك الصلاة، قال: وكيف؟، قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رُفع القلم عن ثلاثة: المجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى يبلغ»، ومن ينغمس في الماء مراراً، ويشك هل أصابه الماء أم لا!!؟، فهو مجنون".
قال: " وربما شغله بوسواسه حتى تفوته الجماعة، وربما فاته الوقت، ويشغله بوسوسته في النية حتى تفوته التكبيرة الأولى، وربما فوت عليه ركعة أو أكثر، ومنهم من يحلف أنه لا يزيد على هذا، ثم يكذب".
قلت: "وحكي لي من أثق به عن موسوس عظيم رأيته أنا يكرر عقد النية مراراً عديدة فيشق على المأمومين مشقة كبيرة، فعرض له أن حلف بالطلاق أنه لا يزيد على تلك المرة، فلم يدعه إبليس حتى زاد، ففرق بينه وبين امرأته، فأصابه لذلك غم شديد!!؟".

العلاج الشرعي:
نبدؤه بكلام نفيس لابن قيم الجوزية رحمه الله:
"فمن أراد التخلص من هذه البلية، فليستشعر أن الحق في أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله وفعله، وليعزم على سلوك طريقته، عزيمة من لا يشك أنه على الصراط المستقيم، وأن ما خالفه هو" من تسويل إبليس ووسوسته، ويوقن أنه عدو له لا يدعوه إلى خير:{..إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}".
فإنه لا يشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على الصراط المستقيم، ومن شك في هذا، فليس بمسلم، ويقول لنفسه: "ألست تعلمين أن طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الصراط المستقيم؟، فإذا قالت له: بلى، قال لها: فهل كان يفعل هذا؟، فستقول: لا، فقل لها: فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ وهل بعد طريق الجنة إلا طريق النار؟ وهل بعد سبيل الله وسبيل رسوله إلا سبيل الشيطان؟، فإن اتبعت سبيله كنت قرينه، وستقولين:
{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}.
ولينظر أحوال السلف في متابعتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فليقتد بهم، وليختر طريقهم، فقد روينا عن بعضهم أنه قال: "ل قد تقدمني قوم لو لم يجاوزوا بالوضوء الظفر ما تجاوزته".
وقال زين العابدين يوماً لابنه: "يا بني اتخذ لي ثوباً ألبسه عند قضاء الحاجة، فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء ثم يقع على الثوب، ثم انتبه فقال: ما كان للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلا ثوب واحد، فتركه". وكان عمر -رضي الله تعالى عنه- يهم بالأمر ويعزم عليه، فإذا قيل له لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى، حتى إنه قال: "لقد هممت أن أنهي عن لبس هذه الثياب، فإنه قد بلغني أنها تصبغ ببول العجائز، فقال له أُبي بن كعب رضي الله عنه: مالك أن تنتهي، فان رسول الله عليه الصلاة والسلام قد لبسها ولُبست في زمانه، ولو علم الله أن لبسها حرام لبينه لرسوله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: صدقت".
ثم ليعلم أن الصحابة رضي الله عنه ما كان فيهم موسوس، ولو كانت الوسوسة فضيلة: لما أدخرها الله عن رسوله وصحابته، وهم خير الخلق وأفضلهم، ولو أدرك رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الموسوسين لمقتهم، ولو أدركهم عمر -رضي الله عنه- لأدبهم، ولو أدركهم الصحابة لبدعوهم.

يتبع إن شاء الله.
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
رد: عشرة مقابس لإزالة ظلمة الوساوس
18-12-2017, 11:23 AM
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

قال الإمام العلامة: ابن القيم رحمه الله:
" فالوسوسة والخواطر وحديث النفس: شيء يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان، ومن فضل الله تعالى ورحمته: أن تجاوز عن ذلك ما لم يعمل به صاحبه أو يتكلم، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم". رواه البخاري ومسلم.

والعبد وإن لم يكن قادرا على دفع مثل ذلك ابتداء، فإنه قادر على مدافعته والكف عن الاسترسال فيه ومتابعته إن حصل، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالانتهاء عنها، فقال صلى الله عليه وسلم:" يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟، من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق ربك؟، فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته". متفق عليه.

و للإمام العلامة: ابن القيم رحمه الله: كلام بديع في بيان مخاطر الخواطر السيئة والوساوس الشيطانية، وكيفية علاج ذلك، حيث يقول رحمه الله في كتابه:( طريق الهجرتين):
" قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال، وهى شيئان:
أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها، والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء، لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أَرض القلب، فإذا تمكن بذرها: تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأَعمال، ولا ريب أن دفع الخواطر: أَيسر من دفع الإِرادات والعزائم، فيجد العبد نفسه عاجزاً أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة، وهو المفرط إذا لم يدفعها وهى خاطر ضعيف، كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في حطب يابس، فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها.
فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟، قلت: أسباب عدة:
أحدها: العلم الجازم باطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك.
الثاني: حياؤك منه.
الثالث: إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلقه لمعرفته ومحبته.
الرابع: خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.
الخامس: إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته.
السادس: خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها، فتأْكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله، فتذهب به جملة، وأنت لا تشعر!!؟.
السابع: أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به، فاعلم أن كل خاطر منها، فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.
الثامن: أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً، بل هي ضدها من كل وجه، وما اجتمعا في قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه وأخرجه واستوطن مكانه، فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفة والمحبة، فأَخرجتها واستوطنت مكانها، لكن لو كان للقلب حياة: لشعر بألم ذلك وأحس بمصابه.
التاسع: أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب في غمراته: غرق فيه وتاه في ظلماته، فيطلب الخلاص منه، فلا يجد إليه سبيلاً، فقلب تملكه الخواطر: بعيد من الفلاح، معذب مشغول بما لا يفيد.
العاشر: أن تلك الخواطر هي: وادي الحمقى وأَماني الجاهلين، فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي، وإذا غلبت على القلب: أورثته الوساوس وعزلته، وأفسدت عليه رعيته، وأَلقته في الأسر الطويل". انتهى كلامه رحمه الله.

يتبع إن شاء الله.
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 07:29 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى