الطُّرقيَّة حاميةُ الشرك والهاديةُ إليه - مِن كلام أئمَّة الإصلاح:ابن باديس،الإبراهيمي،مبارك الميلي
01-12-2012, 02:04 PM
الطُّرقيَّة حاميةُ الشرك والهاديةُ إليه
[ مِن كلام أئمَّة الإصلاح : ابن باديس ، الإبراهيمي ، مبارك الميلي ]


مبحث مستل من الكِتاب الفذّ :
مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ


بسم الله الرحمن الرحيم




[الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله] : وأعظمُ سيّئاتهم وأفظعُ جناياتهم : إقرارُهم الشرك بالله وتأليه البشَر ، وقطعهم الطريق على النّاس في توجّههم إلى ربّهم والتجائهم إلى خالقهم ، يقول الإمام الإبراهيمي : " يجري كلُّ هذا والأشياخ أشياخ يُقدَّسُ ميّتهم وتُشاد عليه القباب ، وتُساق إليه النذور ، ويُتمرّغ بأعتابه ، ويُكتحلُ بترابه ، وتُلتمسُ منه الحاجات وتفيض عند قبره التّوسّلات والتّضرعات ، ويكون قبره فتنةً ، وأولاده فتنة ، وداره فتنة ... " (1)
ويقول الإمام ابن باديس : " ... إنَّ المصلحين ما تصدَّوْا لمقاومة الطرقية إلاَّ بعد أن رأوا رؤساءها قد قعدوا للمسلمين على رأس كل طريق للخير يصدُّونهم عنه ، قعدوا على طريق التَّوحيد ، فإذا دعونا الناس إلى عبادة الله وحده وسؤالِهِ وحده والقَسَمِ بِهِ وحده والرجاء فيه وحده والخوف منه وحده والخضوع له وحده – أَبَوْ إلا أن يحلف النَّاس بهم وإلاَّ أن يخضعوا لهم ويرجُوا تصرّفهم لهم ويخافوا دعوة شرّهم " إلى أن يقول : " فبعد هذا البيان لا نظنُّ أحدًا من أهل العلم والدين والنُّصح للإسلام والمسلمين يتردَّدُ في استصواب ما سلكه المصلحون من مقاومة الخرافات الطرائقية وضلالاتها ومضارِّها " (2) .
[الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله] : وكتب الشَّيخ مبارك الميلي في "رسالة الشرك ومظاهره" فصلاً بعنوان : "هداة الشرك وحماته" ، يقول فيه عن "شيوخ الطرق الصوفية" :
" كانوا هم المشجعين لمن اتحد معهم في الغرض والمضلِّلين لبعض من وقع معهم في هذا المرض ، وقد بلغنا لما أعلنّا نشر رسالة "الشرك ومظاهره" أنهم قالوا في مجتمعٍ لهم : " لابد لنا من الدفاع عن الشرك "فكانوا أحقّ أن يسمّوا "هداة الشرك وحماته" (ص:273) .
ويقول تحت عنوان : "تأله الطرقين" : " صرف قلوب الناس عن الله إليهم بالرجاء فيهم والخشية منهم والاعتماد في سعادة الدارين ، وهذا تألّهٌ منهم واستبعاد لأتباعهم " (ص:280) .
ويقول الإمام الإبراهيمي : " وأكبر جرحة دينيّة فيهم عندي إقرارهم لتلك الأماديح الشعرية الملحونة التي كان يقولها فيهم الشعراء المتزلّفون وينشدونها بين أيديهم في محافلهم العامة ، وفيها ما هو الكفر أو دونه الكفر من وصفهم بالتصرف في السموات والأرضين ، وقدرتهم على الإغناء والإفقار وإدخال الجنّة والإنقاذ من النار ، دع عنك المبالغات التي قد تغتفر ، كل ذلك وهم ساكتون ، بل يعجبون لذلك ويطربون ... ولو كانوا على شيءٍ من الدين لما رضوا أن يسمعوا تلك الأماديح وهم يعلمون كذبها من أنفسهم ، ويعلمون أنّ فيها تضليلاً للعامة وتغريرًا بعقائدها ، وأنَّ تلك الأماديح المنشورة بين الناس في وطننا هذا – هي سرُّ انتشار الطرقية وتوغلّها فيها ، وقد سمعنا الكثير منها " (3) .

على أمواج الأثير: أَمِنْ عاصمة الزيتونة يذاع هذا الضلال ؟


[الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله] : وقد حصل في سنة 1939م ، أنْ أذاع راديوا تونس قصائد ممَّا تلقيه طائفة السلامية ، على لسان شيخها عبد السلام الأسمر : " الدنيا في قبضة يدي ، نتصرف في الكون وحدي ، نحكم في الكون وحدي أنا وهو الإمام المهدي " ، فكتب الإمام ابن بايس " على أمواج الأثير : أَمِنْ عاصمة الزيتونة يذاع هذا الضلال؟ " ، يقول فيه : " من العجيب المؤسف أن يقف جهول خرافي من صرعى الطرقية أمام المذياع ، فيلقي على العالم سخافات من مدح من لا يعرف له أثر في دين ولا في دنيا ، إلا ما كان في رءوس الجهال المنتسبين إليه الغالين فيه ، ثم يتجاوز تلك السخافات إلى الشرك الصريح والكفر البواح ... " ، إلى أن يقول : " يعلم العلماء أن التَّوحيد هو الأساس الذي تنبني عليه أعمال الإيمان : أعمال القلوب وأعمال الجوارح ، وأنّ الله لا يقبل شيئًا منها إذا انبنى على الشرك ، وقد قال تعالى : ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزُّمَر:65] ، إلى أن يقول : " إن السواد الأعظم من العامة ... قد نخرت صدورهم تلك العقائد الشركية ، فكل طائفة منهم تعتقد لشيخها الحكم والتصرف والقبضة على الكون ، ومثل ما يُلقيه خرافيُّ مذياع تونس ، تجدُهُ في مدائح أشياخهم فاشيًا كثيرًا " (4) .

دفع شبهة ونقض فِرْيَةٍ


[الشَّيخ سمير سمراد –حفظه الله] : تلك سيِّئات الطرقيّة ومفاسدُها ، أشرتُ إلى شيءٍ منها ، لكنْ أريد هنا أن أنقل مضمون كلام الإمام الإبراهيمي – مع نقولٍ أُخْرَى لأئمةٍ مُصلحين – في دفع شبهة ونقض فِرْيَةٍ تتعلق بهذا الموضوع ألا وهي :
أن هناك أناسًا من الطرقيين ، ومعهم مَنْ هُوَ محسوبٌ على الإصلاح "الباديسيّ – الإبراهيمي" – إن صح التعبير ! ، يعترفون بالآثار السيئة والمخازي المكشوفة التي يرتكبها الكثير – ولا أقول البعض – من الطرقيين ، وتقع في كثيرٍ – وليس في بعضٍ – من الطرق ! لكن يقوم هؤلاء للدفاع عن الطرق "الصالحة" والطرقيين "الصالحين!" ، والمنافحة عن الصوفية والصوفيين ، بحجة أن هذه الطرق لم يعتبرها الفسادُ إلاّ في القرون الأخيرة ، وهو ما يعبر عنه بعضهم بقوله : "التصوف الصحيح" ، وآخرون بـــ :"الطرقية السنيَّة" ، وجازف البعضُ ، فقال : "تسليف الصوفيّة" ، ولعلَّ مقصود هؤلاء وأولئك : توثيق نسبتهم بــ "الصوفية الأولين" ، أو "أسماء لامعة في سماء التصوف" ! ، وأنهم بذلك متبعون للسَّلف الصالح !!
ولندع الأئمة المصلحين السَّلَفيين ، من أئمة الإصلاح في الجزائر ينقضون زعمهم هذا ، وهم يرفعون هذه المرَّة شعار : "لا طرقيَّة في الإسلام"

الحواشي :
(1) : "آثار الإبراهيمي" (1/172)
(2) : مقالة : ( الأستاذ محب الدين الخطيب لمقاومة الطرقية والطرقيّين ) / "الشهاب": (ج5/م10) محرم 1353هــ ، أفريل 1934م ، (ص:210-212) .
(3) : "آثار الإبراهيمي" (1/176)
(4) : "البصائر" ، العدد (153) ، 27 ذي الحجة 1357هــ ، 18 فيفري 1939م ، (ص:1) / "آثار الإمام ابن باديس" (6 /292-294) .

يُتبع إن شاء الله بــ : "الطرق بدعةٌ في الإسلام" من كلام أئمَّة الإصلاح في الجزائر .
التعديل الأخير تم بواسطة السني الجزائري ; 01-12-2012 الساعة 06:49 PM