الاكتشافات العلمية العشرة الأهم في عام 2018
13-01-2019, 07:18 PM
تمحورت اكتشافات عام 2018 حول بيئة الأرض، و الوراثة الجينية و شفاء الأمراض المستعصية، و اكتشافات هامة تتعلق بالأحداث الكونية النادرة كالانبعاث الصادر عن مركز المجرات، و اكتشاف ما يعتقد أنه بحيرة ماء على سطح المريخ مما يعد بإمكانية الحياة على سطحه، و بعض أنشطة الإنسان الأول على سطح الأرض. فقد تصدرت الاكتشافات التالية القائمة.
في مجال بيئة الأرض:
- تركزت أهم مكتشفات العلم في العام المنصرم على تغيرات مناخ الأرض باعتبارها المهاد الوحيد للجنس البشري حتى يومنا هذا على الأقل، إذ لم تكتشف عوالم أخرى بعد يمكن الارتحال إليها فيما لو حدثت كارثة طبيعية أو اصطناعية على الأرض. فهو العام الذي تبين فيه أن اتفاق (باريس 2015) بشأن الاحترار العالمي و الذي يقضي بتحديد ما يطرح من ملوثات صناعية في البيئة بحيث لا يؤدي إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الجو عن درجتين مئويتين حتى نهاية عام 2100، لم يعد كافياً للتصدي للتغيرات الهامة الحاصلة في المناخ كارتفاع منسوب مياه المحيطات الذي بدأ يقضم اليابسة، و انقراض بعض فصائل الأحياء، و انتشار الجفاف و السيول المطرية الجارفة، و أن الحد المقترح لذروة الاحترار ب 2 درجة مئوية يجب تخفيضه إلى 1.5مْ، و أعِدت دراسات بهذا الخصوص بينت أن التخفيض بمقدار 0.5مْ عن الحد المقترح ب 2مْ سيحدث فرقا واضحا في تخفيف الآثار البيئية الضارة التي سببتها و تسببها النشاطات البشرية المختلفة من صناعة و وسائل نقل و استهلاك جائر للبيئة، لقد تبين أن تغير المناخ لم يعد موضوع اهتمام للعقود القادمة، بل هو موضع قلق و اهتمام اليوم!



ارتفاع منسوب المياه يجبر سكان «ساوث كارولاينا» على المغادرة

و في مجال الطب:
تناول البحث العلمي الهندسة الوراثية و كيف يمكن من خلال تعديل المورثات تلافي الكثير من الأمراض المستعصية كنقص المناعة مثلا، أو تحسين ظروف البيئة المعاشة من خلال القضاء على البعوض بتغيير مورثاته، أو إيجاد علاقة بين المورثات و السجل الإجرامي لبعض المجرمين.
- فقد فاجأ عالِم صيني العالم في أواخر نوفمبر / تشرين الثاني بزعم أنه قد تمكن من إنتاج أول طفل معدل وراثيا بطريقة تكسبه المناعة ضد مرض نقص المناعة، لكن بعض الأوساط العلمية و الاجتماعية ترى أن زرع الأجنة المعدلة وراثيا هو أمر سابق لأوانه ويعرض الأطفال لمخاطر صحية غير ضرورية، و أبدت تخوفها من أن تؤدي هذه العمليات إلى ولادة أطفال معدلين لأغراض تخدم فئات معينة قد تكون مناوئة للمجتمع.
- ولأول مرة ، تمكن العلماء من تخليق مجموعة من المورثات المدمِّرة و زرعها في خلايا مجموعات صغيرة من البعوض مما أدى إلى انقراضها. يبشر هذا البحث بتحقيق حلم طالما راود منظمات الصحة العالمية في القضاء على البعوض نهائيا من على سطح الأرض، و إنقاذ البشرية من كثير من الأمراض الفتاكة التي ينقلها كالملاريا التي تقتل حوالي 660 ألف إنسان كل عام.
- في عام 2018 ، تبنى المحققون الجنائيون في الولايات المتحدة علم الأنساب الجيني كأسلوب شرعي لتعقب المشتبه بهم من خلال أشجار عائلاتهم بغية الكشف عن الجرائم القديمة المستعصية على الحل و غيرها. لكن هذا النوع المبتكر من العمل البوليسي أثار تساؤلات حول شرعية اقتحام خصوصية العوائل المدروسة من قبل أجهزة الشرطة.



القبض على مجرم خطير في كاليفورنيا بالاستعانة بتحليل الحمض النووي

- وأظهرت دراسات متفرقة نشرت ذلك العام إمكانية إعادة تأهيل الحبل الشوكي للمصابين بالشلل و ذلك باستخدام تقنية التحفيز الكهربائي، و قد شفي ستة مرضى فعلا و أمكنهم السير من جديد بعد أن مرت على إصابتهم بضع سنوات.
- لقد حمل عام 2018 أنباء صادمة لمن يتناولون الكحول و لو بكميات بسيطة، إذ تبين و بشكل لا يقبل الجدل أن تناول الكحول ضار للصحة مهما كانت الكمية المتناولة، و أن الكمية التي يقترحها الأطباء لمن يرغب بتناول الكحول بمختلف صوره و أشكاله هي لاشيء (صفر).
و في مجال الفضاء و الأبحاث الكونية:
- تم اكتشاف مصدر الأجسام المسماة النيوترينوز- Neutrinos التي تقصف الأرض بدفق من الطاقة حيث تبين أنها تنتج عن أحداث كونية فائقة الشدة تقع في مركز المجرة، و أمكن اصطياد بعضها في صائد الجسيمات العملاق المطمور في أعماق جليد القطب الجنوبي للأرض (IceCube observatory). لقد انتظر العلماء هذا الاكتشاف بضعة عقود ليعرفوا طبيعة هذه الإشعاعات، فمن خلاله تبين أن الجسيمات الملتقطة يرافقها حزم من البروتونات، كما أمكن التعرف على طبيعة التفاعلات التي تؤدي إلى بث هذه الجسيمات، هذا الاكتشاف يعد بأن تكون هذه الجسيمات القادمة من الفضاء مفتاحا لرصد و معرفة الكثير مما يحدث في أعماق الكون كالاصطدام الذي يحصل بين النجوم النيوترونية أو الثقوب السوداء و غير ذلك من الأحداث فائقة العنف التي لا يمكن رصدها بالمراقب الضوئية التقليدية.


رسم تخيلي لثقب أسود و أفق الحدث المحيط به

- اكتشف الباحثون هذا العام بحيرة من الماء بالقرب من القطب الجنوبي لكوكب المريخ، مدفونة على عمق 1.5 كم من الجليد، يُعتبر هذا الحوض المائي المفترض أكبر حوض للمياه على المريخ ، و يعتقد أنه هناك منذ فترة طويلة، مما ينعش الآمال بإمكانية استعمار الكوكب الأحمر من قبل الإنسان.


القطب الجنوبي للمريخ و يتوقع أنه يخفي تحته بحيرة كبيرة من الماء

- أبقى العلماء سرا لثلاث سنين خلت اكتشافهم لما يشبه فوهة البركان مدفونة على عمق 1 كم تقريبا تحت الجليد في جزيرة غرينلاند، و في نوفمبر-تشرين الثاني من العام المنصرم باح العلماء بسر هذه الفوهة و أنها على الأغلب حفرة كبيرة ناتجة عن ارتطام نيزك كبير ضرب الأرض منذ حوالي 13000 عام و أدى إلى الحقبة المسماة Younger Dryas (دراياس الأصغر) و التي انقرضت خلالها كثير من الحيوانات الضخمة كالماموث الذي يعتقد أنه السلف الأكبر للفيل المعروف اليوم.
- أخيرا فقد وسعت الاكتشافات الأحفورية في العصر الحجري التي نشرت هذا العام نطاق ما كنا نعرفه عن ذكاء الإنسان في تلك الحقبة، و بينت أن براعته تفوق كثيرا ما كان يعتقد سابقا وذلك من خلال الرسومات و الأدوات و الألوان المستعملة في النقش على أحجار تلك الحقبة. لقد أظهر تتبع أثر الإنسان الأول لمطاردة فرائسه عبر آسيا أنه كان يستقر في البيئات المناسبة لمعيشته أحيانا و لو بشكل مؤقت أثناء الارتحال و يترك آثاره هناك منذ حوالي 1.7 مليون عام.



رسوم على شكل حيوانات و سلالم تم اكتشافها في كهف La Pasiega في اسبانيا أمكن تحديد عمرها ب 64.800 في عام 2018 بدراسة اليورانيوم-الثوريوم المشع يعتقد أن إنسان (نياندرثال) قد قام برسمها.

المراجع:

Science News, YEAR IN REVIEW
ANTHROPOLOGY
ARCHAEOLOGY
HUMAN EVOLUTION
2018 TOP 10
التعديل الأخير تم بواسطة طارق زينة ; 14-01-2019 الساعة 09:10 AM