“البوحمرون” يقتل شخصين بورقلة ومستشفيات ترفض التكفل بالمصابين
08-05-2018, 05:49 AM





تعرف منطقة الطيبات الواقعة على بعد 200 كلم عن مقر الولاية ورقلة والتابعة للمقاطعة الإدارية تقرت هذه الأيام تسجيل عشرات حالات الإصابة بداء الحصبة (بوحمرون) تسببت في حالتي وفاة. إضافة إلى حالة جد معقدة، حولت إلى العناية المركزة بمستشفى سليمان أعميرات بتقرت، ويتعلق الأمر بشقيق إحدى الضحيتين.
الضحية الأولى للوباء يبلغ من العمر سنة ونصف، فارق الحياة نهاية الأسبوع الماضي بعد صراع مع هذا المرض، حيث يروي عمه للشروق أنه كان ينقل كل مرة إلى المستشفى ويتم إعادته إلى المنزل وهو على نفس الحالة أي في حالة غيبوبة، حيث عجز حتى عن الشرب، وظل يُنقل من المنزل إلى المستشفى إلى أن فارق الحياة، كما أن العدوى انتقلت إلى أفراد أسرته أين يرقد شقيقه بالعناية المركزة بمستشفى سليمان عميرات بتقرت. كما طال الوباء أفرادا من العائلة الكبيرة للرضيع المتوفى.
وروى عم الضحية، أنه نقل جميع أفراد عائلته لتلقيحهم بالعيادة المتعددة الخدمات التابعة لمؤسسة الصحة الجوارية بالطيبات، فطُلب منه أن يأتي بشهادة من مستشفى الطيبات تثبت إصابة أفراد عائلته بهذا الداء ،فما كان منه إلا أن انتقل إلى المستشفى، لكن طلبه قوبل بالرفض من طرف الطبيب بحكم أنه ليس المناوب الليلي ليعود إلى منزله هو وأفراد عائلته وهم يتهددهم الخطر الذي صار موجودا بالبيت.
أما عن الضحية الثانية فيتعلق الأمر بفتاة في 18 من العمر تقطن في قرية بونخيلة ببلدية الطيبات والتي تنعدم فيها شروط الحياة، فالقرية ورغم أنها لا تبعد بأكثر من 20 كلم عن مقر بلدية الطيبات، إلا أنها تنعدم بها الكهرباء وشبكة الماء الشروب وكذا شبكة الصرف الصحي، حيث يروي والد الضحية أن ابنته مكثت 04 أيام بالمستشفى، ثم طلب منه أخذها إلى البيت رغم حرارتها التي لا تزال مرتفعة مما تسبب لها في حالة من الانهيار العصبي، وعند عودته بها إلى المستشفى بعد ثلاثة أيام طلب منه أن يأخذها إلى مختص بحكم أنها صارت في حالة نفسية غير طبيعية حسبهم، مما اضطر والدها إلى الشروع في رحلة للبحث عن علاج ابنته بين المختص في علاج مرض الأعصاب والبحث عن راق للتطبب بالرقية الشرعية. وبين هذا وذاك تدهورت حالة الضحية، فلفظت الضحية أنفاسها الأخيرة بالقرية لتنقل إلى المستشفى جثة هامدة للتأكد من وفاتها أين طلب الطبيب نقلها إلى الطب الشرعي للتشريح بعد ما فتحت فرقة الدرك الوطني تحقيقا لمعرفة ملابسات الوفاة.
“الشروق” اتصلت بمدير المستشفى لاستقاء تعليقه على الوضعية الوبائية، والشكاوى من سوء التكفل. فأكد أن المصالح الصحية بالطيبات تستقبل يوميا العديد من الحالات ويتم توجيهها إلى المؤسسة الجوارية بالطيبات، أما عدد آخر من الحالات فيتم إرسالها إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بتقرت، أما حالات الوفاة وخاصة الحالة الأولى فقد تم إعداد تقرير مفصل يشرح كل الحيثيات وتم إرساله إلى الوصاية.
هنا يتساءل المواطن بالطيبات إذا كانت عشرات الحالات يتم تسجيلها يوميا، فلماذا لا تشكل فرق طبية متنقلة تجوب مختلف القرى ومواطن المرض لمحاصرة هذا الخطر الذي تزداد دارته يوما بعد آخر.