تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى العام > نقاش حر

> نعمة الأمن وأسباب حفظها

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
نعمة الأمن وأسباب حفظها
09-05-2018, 03:17 PM
نعمة الأمن وأسباب حفظها


الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

تعيش أمتنا الجزائرية مؤخرا في ظل اضطرابات اجتماعية بفعل الإضرابات المتكررة في مختلف القطاعات، وكذا الغليان الاجتماعي بسبب غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية، أضف إلى ذلك: تربص الأعداء في الخارج بوطننا الحبيب، رد الله كيدهم في نحورهم، ووفق الله جيشنا الشعبي لحماية جزائرنا بإبطال مكر هؤلاء المتربصين.
وأغتنمها فرصة لأدعو كل جزائري محب لوطنه يطلع على هذا المقال: أن يقرأه بعين العقل الراجح، والبصيرة النافذة التي تدرك عواقب الأمور ومآلاتها، فالعقل الراجح يبصر الفتن قبل وقوعها، فيحذرها ويجتنبها، بينما العقل القاصر يدرك الفتن بعد وقوعها، فيعض أنامل الندم بسبب الخوض فيها، وحينها: لا ينفع الندم:" بعد وقوع الفأس على الرأس!!؟".
وإلى المقصود بتوفيق المعبود:

ثبت في سنن الترمذي عن عبيد الله بن محصن رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا ".
إنه لحديث عظيم، يخاطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته، ويخبرهم بأن الإنسان يملك الدنيا بما فيها، إذا تحققت له ثلاثة أمور:
( الأمن في وطنه، والمعافاة في جسده، وتأمين لقمة العيش)، فمن تحققت له هذه الأمور الثلاثة، فكأنما ملك الدنيا كلها.
ومن أعظم النعم التي ينعم بها علينا ربنا سبحانه:( نعمة الأمن والأمان في الوطن)، نعمة يغفل عنها وعن شكرها كثير من الناس، نعمة افتقدتها كثير من الأوطان.
فلنتأمل أيها الكرام في نعمة الأمن التي نعيشها ولله الحمد والمنة، أي نعمة نعيشها؟:( نعمة الأمن في الأوطان، والصحة في الأبدان).
ولنتأمل أخرى في جيراننا من الأمم والشعوب، فرج الله كروبهم: فمنهم من ابتلاه الله بالحروب، فدكدكت منازلهم بالمدافع والقنابل والصواريخ، وقتل أطفالهم، وشرد عيالهم، يصبح المرء منهم على أزيز الطائرات وصوت المدفعيات، لا يدري هل يمسي في يومه هذا حيا أو لا ؟، يخرج الواحد منهم في الصباح الباكر يلتمس الرزق تاركا أولاده في المنزل، وعندما يعود يجد المنزل قد تحول إلى كوم من التراب على رؤوس الصغار.
ما أعظمها من نعمة!، إنها نعمة الأمن، وما أدراكم ما نعمة الأمن التي كانت أولَ دعوةٍ لأبينا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، حينما قال:
( رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وارزق أهله من الثمرات) [ البقرة: 126]، فقدّم إبراهيم نعمة الأمن على نعمة الطعام والغذاء، لعظمها وخطر زوالها.
إن أشهى المأكولات، وأطيبَ الثمرات، لا تُستساغ مع ذهابِ الأمن ونزولِ الخوف والهلع، ذلكم أنه لا غناء لمخلوق عن الأمن، مهما عز في الأرض، أو كسب مالاً أو شرفاً أو رفعة.
إن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال، وإن البلاد التي تنعم بالأمن: تهدأ فيها النفوس، وتطمئن فيها القلوب، وإن كانت قاحلةً جرداء.
ففي رحاب الأمن: يأمنُ الناس على أموالهم ومحارمهم وأعراضهم.
وفي ظلال الأمن: يعبدون ربهم، ويقيمون شريعته، ويدعون إلى سبيله.
وفي رحابِ الأمن وظلِه: تعم الطمأنينةُ النفوس، ويسودها الهدوء، وترفرف عليها السعادة، وتؤدي الواجبات باطمئنان، من غير خوفِ هضمٍ ولا حرمان.
إن أمراً هذا شأنه، ونعمةً هذا أثرها، لجديرةٌ بأن نبذِل في سبيلها كلَّ رخيص ونفيس، وأن تُستثمَرَ الطاقات، وتُسخَرَ الجهودُ والإمكانات في سبيل الحفاظ عليها وتعزيزها.

أيها الأفاضل:
الأمن والإيمان قرينان، فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان، قال تعالى:
( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ).[ الأنعام: 82].
إذا الإيمان ضاع فلا أمــــان÷ ولا دنيا لمـــن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين÷ فقد جــعل الفناء لها قرينـا

وإذا تخلى أبناء المجتمع عن دينهم، وكفروا نعمة ربهم: أحاطت بهم المخاوف، وانتشرت بينهم الجرائم، وانهدم جدار الأمن، وادلهم ظلام الخوف والقلق، وهذه هي سنة الله التي لا تتخلف في خلقه، قال تعالى:
( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الخوف والجوع بما كانوا يصنعون ).[ النحل: 112].

أيها الأفاضل:
لا بد أن ندرك: أن نعمة الأمن لا توجد إلا بوجود مقوماتها، ولا تدوم إلا بدوام أسبابها، والتي من أعظمها:

أولا: توحيد الله والإيمان به، والتخلص من خوارم العقيدة، ومجانبة البدع والخرافات.
إن الأمن الذي نعيشه ونتفيؤ ظلاله، إنما هو: منحة ربانية، ومنة إلهية، مربوطة بأسبابها ومقوماتها، والتي من أعظمها: إقامة شرع الله، وتنفيذ حدوده، وتحقيق عقيدة التوحيد ومناصرتها والدعوة إليها، قال تعالى:
( فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ).[ قريش: 3-4 ].

ثانيا: مما يحقق الأمن في البلاد: تربية الأمة على طاعة الله تعالى، والاستقامة على شرعه، والبعد عن معصيته.
إن النفوس المطيعة لا تحتاج إلى رقابة القانون وسلطة الدولة لكي تردعها عن الجرائم، لأن رقابة الله والوازع الإيماني في قلب المؤمن يقظ لا يغادره في جميع الأحوال.

ثالثا: مما يحقق الأمن في البلاد: التمسُّك بالكتابِ والسنة، والعنايةُ بالعلم الشرعي، فالعلم عصمةٌ من الفتن، وللتعليم الشرعيِّ أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان، قال ابن القيّم رحمه الله في:( إعلام الموقعين):
" وإذا ظهر العلمُ في بلدٍ أو محلّة: قلّ الشر في أهلها، وإذا خفي العلمُ هناك: ظهَر الشرّ والفساد ".

رابعا: مما يحقق الأمن في البلاد: القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الضوابط الشرعية، بالحكمة والموعظة الحسنة بعدم الاعتداء على حق الحاكم في ذلك، فهو صمام أمان، يمنع الشرور والآفات عن المجتمعات، وبه يحصل العز والتمكين في الأرض، قال سبحانه:
( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ).[ الحج: 40-41 ].

خامسا: مما يحقق الأمن في البلاد: العدل في كل جوانب الحياة، فالراعي مع رعيته، والأب مع أهله وزوجاته وأولاده، والمعلم مع طلابه، والرئيس مع مرؤوسيه، وصاحب العمل مع عماله، ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" كلكم راع ومسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته "، ومتى تحقق العدل: دام الأمن بإذن الله.
أيها الأفاضل:
ومن تشريعات الإسلام لإدامة الأمن والاستقرار: الأمر بلزوم الجماعة، والنهي عن شق عصا الطاعة، ففي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر عن زمن استحكام الفتن، وكثرة الدعاة إلى جهنم، سأله حذيفة رضي الله عنه عما يفعل إن أدركه ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم:
" تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ".
وأمر صلى الله عليه وسلم بالصبر على الظلم والأثرة، ومدافعة المنكرات بالنصيحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق الضوابط الشرعية، فقد ثبت في سنن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا "، قالوا: فما تَأْمُرُنَا يا رَسُولَ الله، قال:" أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ وَسَلُوا الله الذي لَكُمْ ".
وفي الصحيحين يقول صلى الله عليه وسلم:
" من رَأَى من أَمِيرِهِ شيئا يَكْرَهُهُ، فَلْيَصْبِرْ عليه، فإنه من فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إلا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة ".
وكل ما يؤدي إلى تباعد القلوب وتباغضها، واختلاف الكلمة وافتراقها، وسفك الدماء المعصومة من مظاهرات واحتجاجات وخروج وغير ذلك، فينهى عنه ويحذر منه؛ لأن ذلك يؤدي إلى الاضطراب، ويقضي على الأمن والاستقرار، وهو: مطلب شرعي ضروري، ويتأكد ذلك في البلاد التي تشرأب أعناق أهل الفتن لافتراسها، والسيطرة على أجزاء منها، وتغري الدول الاستعمارية باقتحامها، ونهب ثرواتها؛ فالخير لأهلها حكاماً ومحكومين: أن تأتلف قلوبهم، وتجتمع كلمتهم، ويطفئوا مشاعل الفتنة فيهم، ويصلحوا ذات بينهم.

أيها الأفاضل:
لوحة الأمن الجميلة التي نعيشها، نرسمها نحن بإذن الله بأيدينا، ونسهم بصنعها بأنفسنا - بعد توفيق ربنا سبحانه - حينما نستقيم على ديننا، ونؤدي صلاتنا، ونبر والدينا، ونصل رحمنا، ونوقر كبيرنا، ونرحم ضعيفنا، ونعرف لعالمنا حقه.
لوحة الأمن، نسهم بصنعها حينما نحفظ حدود الله، ونتقي محارم الله، ونشكر نعم الله.
لوحة الأمن، نسهم بصنعها حينما نتعامل مع الواقع بميزان الشرع والعقل، بعيداً عن الأهواء والعواطف والرغبات الشخصية.

أيها الأفاضل:
نحتاج في ظل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها إلى: تحكيم لغة العقل والحكمة، وتقديرِ المصالح والمفاسد، وتقديمِ المصالح العامة على المصالح الشخصية، لأنه إذا غابت لغةُ الشرع والعقل والحكمة، وعلت لغةُ الصياح والصراخ: وقعت الفتنُ، وفرح الشيطانُ، وحصلت الفرقةُ بين أبناء المجتمع الواحد، فلا ترى ولا تسمعُ إلا السبَ والشتم، والغيبةَ والنميمة، والتحريضَ والفوضى، وانتشارَ الحقد والبغضاء والضغينة، وحينئذ: يتحققُ حلمُ الشيطان في التحريش بين الناس، ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم ".

فلنغلب لغة الشرع والعقل والحكمة، ولنصبر على البلاء، فالفرَج قريب، والنصر آت لا محالة، فإن النصر مع الصبر، والفرَج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا.
والصبر مثل اسمه مر مذاقته÷ لكن عواقبه أحلى من العسل

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, وول علينا خيارنا، واكفنا شرارنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

جزى الله خيرا راقم المقال وقارئه وناشره.

  • ملف العضو
  • معلومات
rostomistorik
عضو نشيط
  • تاريخ التسجيل : 11-03-2015
  • المشاركات : 67
  • معدل تقييم المستوى :

    10

  • rostomistorik is on a distinguished road
rostomistorik
عضو نشيط
رد: نعمة الأمن وأسباب حفظها
12-05-2018, 03:06 PM
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, وول علينا خيارنا، واكفنا شرارنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.أخوكم السعيد بالله: 13:
  • ملف العضو
  • معلومات
أمازيغي مسلم
شروقي
  • تاريخ التسجيل : 02-02-2013
  • المشاركات : 6,081
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • أمازيغي مسلم has a spectacular aura aboutأمازيغي مسلم has a spectacular aura about
أمازيغي مسلم
شروقي
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:08 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى