تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
موعزيز محمد فريد
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 20-03-2007
  • الدولة : ، الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 107
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • موعزيز محمد فريد is on a distinguished road
موعزيز محمد فريد
عضو فعال
الإمام وإبليس
10-04-2007, 10:13 PM
في قرية جميلة يعيش أهلها في أمن وسلام ، دستورهم القرءان ، معاملاتهم تحكمها الشريعة الإسلامية السمحة ، حتى الأطفال لا يعرفون معنى الخصومة ،المحبة ، التضامن ،الإخاء ، الإيثار ، كل هذه الصفات لا تأخذ معناها الحقيقي ألا عند سكان هذه القرية ، مجتمع أسلامي كما أراد الله أن تعيش البشرية جمعاء ،
ومن عادة نساء القرية كن يجتمعن مساءا في طرف القرية تحت شجرة وافرة الظلال كلما كان الجو جميلا ، يتجادبن أطراف الأحاديث ، ومن حولهن أطفالهن يمرحون ويحبرون ،
إبليس نعله الله لم يرق له هذا ،فأمر شلة من بني جنسه بالنزول إلى القرية ، والعمل على تصريف أهلها عن عبادة الله الواحد القهار ،وعلى زرع الفاحشة، والشحناء ،والبغضاء بين أهلها ،
نزل جند إبليس نعلهم الله إلى القرية ، وحاولوا بشتى الطرق والوسائل ، لكنهم لم يفلحوا وخابوا واندحروا أمام قوة إيمان أهل القرية ، وعادوا إلى كبيرهم خائبين ،غضب المارق غضبا شديدا ، وتوعد جنده بالعقاب الشديد ، وأقسم بأن يتولى المهمة بنفسه .
وبالفعل قصد القرية المسالمة الهادئة ملتمسا غايته الدنيئة ، فعرج أولا على رجالها ووجدهم منهمكين في خدمة الأرض ، وألسنتهم تصدح بالقول الجميل ، تسبيح وتهليل،وتكبير ، فاندحر المارق اللعين ، ثم عرج على الأطفال فما كان له إلا الفرار لما وجدهم يتلون ويكررون القرءان ، جال وطاف بكل أنحاء القرية فلم يجد غايته ، ثم أقفل عائدا خائبا من حيث أتى . في طريق عودته وجد النسوة تحت الشجرة الوافرة الظل يتجادبن الأحاديث كعادتهن ،
تنكر الخبيث في صفة عجوز طاعنة في السن ، ولما أقترب منهن تظاهر بالإرهاق والتعب الشديدين ، بعدالتحية جلس بينهن يسترق الحديث ، وما هي إلا لحظات حتى قام وانتصب وبدأ يضرب راحتي يديه بجدع الشجرة ويمسد أطرافه ، تعجبت النسوة من هّذا المشهد الغريب ، وقبل أن يسألنه قال ، لنا شجرة مثلها في قريتنا ، نتبرك بجذعها لما تصيبنا الكآبة والتعب ، وورقتان من أوراقها نعلقهما خلف الباب لنبعد العين والحسد ، ثم أنصرف مسرعا . كأن لم يكن به تعب أو إرهاق . في طريق عودة النسوة دب بينهن إختلاف ، مجموعة عارضت لما جاءت به العجوز ، وأخريات مؤيدات حجتهن في ذاك ،التسبب لا يتعارض مع الإيمان ، ومع مرور الإيام أصبحت الشجرة الوافرة الظل خالية من الأوراق ، ومزارا للتبرك والدعاء ، وما كان إختلاف تحول إلى خلاف ، وتحول العيش في القرية الهادئة الجميلة إلى جحيم ، خصومات ومعارك ، ذهب الأمن والأمان ، ليحل محله الحدر والخوف ،وعوض الهجاء والجفاء ،التآزر والإخاء،
حتى الصبية والأطفال تحولوا إلى وقود للفتن والنار ،إمام القرية أصبح كل ليلة يعقد إجتماعا للصلح بين الرجال الكبار.حائر فيما صارت عليه أحوال القرية ،
بعد جهد جهيد وهداية من رب العالمين ،علم بقصة الشجرة الوافرة الظل ، وبحدسه تفطن إلى فعلة إبليس ، فقرر مقارعة اللعين ، بعد صلاة العصرتوجه إلى الشجرة حاملا معه المصحف الشريف ، وما إن وصلها حتى بدأ يصيح باعلى صوتــــه .
يا إبليس يا منعول أخرج لي ، يا إبليس يا منعول أخرج لي ،
خرج إبليس ضاحكا متهكما يقول . ما بك أيها العجوز ؟ أغرب عن وجهي وإلا كسرت عصاك على ظهرك ،
قال له الإمام . إن لم تبتعد عن أهل القرية ليصبنك مني مكروه .
ضحك المارق من الإمام وقال. أنت لا تقوى على السير لو لا عصاك وتهددني . لن أترك أهل القرية يوحدون الله ، وافعل ما تراه ،
غضب الإمام غضبا شديدا ، وهجم على إبليس ، فدارت بينهما معركة حامية الوطيس دامت مدة ليست بالقصيرة ، لكن الغلبة عادت للإمام ، فتعهد الماكر وهو تحت أرجل الرجل الصالح ، بأن يترك القرية وأهلها . عاد الإمام وهو يلهث من شدة التعب آملا في العودة بسكان القرية إلى العهد القديم . مرت أيام وأسابيع ولا شيىء تحقق ،حال الناس بقي عل حاله بل إزداد توترا ،قرر الإمام مقارعة المارق مرة أخرى وعقد العزم على أن لا يفلت هذه المرة .
كما في المرة الأولى حمل المصحف الشريف، وتوجه صوب الشجرة بعد صلاة العصر ،
صاح بأعلى صوته على إبليس ، يا إبليس يا منعول أخرج ، خرج المارق كعادته ضاحكا
إنقض عليه الإمام ، وما هي إلا لحظات حتى وجد إبليس نفسه تحت الأقدام يستقبل ضربات الإمام ، بكى مترجيا رحمة ، متعهدا بأن يهجر القرية وأهلها ،ولما كان التعب قد أخذ أخده من الإمام أخلى سبيله ، جلس المنتصر يسترجع أنفاسه تحت الشجرة ، فبادره المارق بهذا الكلام . مالك ومال هؤلاء الناس ، أنت تدافع عنهم ، وهم عنك معرضون ، لا يطعمونك إلا بالقليل ، ولا يكرمونك إلا نادرا ،ما رأيك لو أعطيك 100درهم كل صباح وتتركني وشأني ، رفض الإمام العرض رفضا قاطعا ، إلا أن إبليس ضعف عرضه ب 200 درهم كل صباح ،بعدها بدأ الطمع ينفذ إلى قلب الإمام ، وقال في نفسه ،لن أخسر شيئا ، بل سأربح 200 درهم ، فوافق على العرض ،وإستفسر عن كيفية الدفع ، قال له إبليس ، ستجد المبلغ تحت وسادتك مع بزوغ الشمس ، وهذا بشرط أن لا ترفع رأسك ولا تقوم إلا بعد شروق الشمس ،
عاد الإمام وهو يمني نفسه بحياة جميلة ، بحيث يصبح سيدا لا ينتظر صدقة من أحد ولا هبة ، جفاه النوم في تلك الليلة من كثرة التفكير ، أحلام ومشاريع ، ينظر إلى ساعته ينتظر بزوغ أشعة الشمس الأولى ، تجاهل صلاتي الفجر والصبح متعمدا ، ومع الخيوط الأولى لنورالشمس أدخل يده تحت وسادته فوجد المبلغ كاملا ، قام مسرورا فرحا ،ومن كثرة فرحه خرج إلى أزقة القرية يمشي متبخترا بين أهلها لا يسأل عن حالهم ولا أحوالهم كما كان يفعل سابقا ، مر النهار عليه متثاقلا ،ينتظر صبحا جديدا ، وفي صباح اليوم الثاني بعد بزوغ أشعة الشمس أدخل يده تحت وسادته إلا أنه لم يعثر علىأي درهم ، قام مهرولا والغضب يكاد يحبس أنفاسه ،متوعدا إبليس بأشد العقاب ، انتظر العصر وهو كالأفعى التي فقدت سمها ، يتوعد ويقسم بأغلض الإيمان على أن ينتقم من المارق ، حمل المصحف الشريف واتجه صوب إبليس ، في هذه المرة وجده تحت الشجرة ينتظره ، وما إن رآه حتى إنقض عليه ،لكنه في لمحة بصر وجد نفسه تحت قدمي إبليس ، أعاد الكرة ثانية فلم يفلح ، تعجب الإمام وقال له،عجبا كنت دائما أنتصر عليك ،فرد عليه إبليس ، وهل تعتقد أيها العجوز الأحمق أنك تستطيع مقارعتي ،
ففي المرة الأولى والثانية كنت تنتصر لله فكان ينصرك علي رغم ضعفك ووهنك ،
لأن الله لايخلف وعده ، ألم يقل لكم يا بني البشر ، إن تنصروا الله ينصركم ،
أما في هذه المرة ، فجئت تنتصر لنفسك ، فانتصرت عليك .
طأطأ الإمام رأسه وقال ، إني ظلمت نفسي ، وما النصر إلا من عند الله ، أستغفر ربي وأثوب إليه .
ملاحظة . الفكرة العامة أخذتها من نص موجود بكتاب النصوص المختارة * لبنان *
تحياتي الأخوية ، وأرجو منكم التعليق بحرية وصدق .
التعديل الأخير تم بواسطة موعزيز محمد فريد ; 13-04-2007 الساعة 01:41 AM
  • ملف العضو
  • معلومات
سمراء
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 11-03-2007
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • العمر : 48
  • المشاركات : 1,104
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • سمراء is on a distinguished road
سمراء
عضو متميز
  • ملف العضو
  • معلومات
موعزيز محمد فريد
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 20-03-2007
  • الدولة : ، الجزائر
  • العمر : 70
  • المشاركات : 107
  • معدل تقييم المستوى :

    18

  • موعزيز محمد فريد is on a distinguished road
موعزيز محمد فريد
عضو فعال
  • ملف العضو
  • معلومات
سمراء
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 11-03-2007
  • الدولة : الجزائر الحبيبة
  • العمر : 48
  • المشاركات : 1,104
  • معدل تقييم المستوى :

    19

  • سمراء is on a distinguished road
سمراء
عضو متميز
رد: الإمام وإبليس
13-04-2007, 05:00 PM
فعلا القصة رائعة ، سمعت عنها قبل وشكرا فهي مفيدة والحمد لله أن الإمام تاب واستغفر ربه . لا إله إلا الله ،سيدنا محمد رسول الله .
اللهم خلقت لنا عدوامبينا يرانا ولا نراه ، فباعد بيننا وبينه كما باعدت بينك وبينه ويأسه من قلوبنا كما يأسته من جنتك يا أرحم الراحمين
الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
موضوع مغلق
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


المواضيع المتشابهه
الموضوع
أهل البدع وشمس الدين..ومصطلح الحشوية
الساعة الآن 03:38 PM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى