تسجيل الدخول تسجيل جديد

تسجيل الدخول

إدارة الموقع
منتديات الشروق أونلاين
إعلانات
منتديات الشروق أونلاين
تغريدات تويتر
منتديات الشروق أونلاين > المنتدى الحضاري > منتدى الدراسات الإسلامية

> آيات الغفلة والنسيان في القرآن الكريم

 
أدوات الموضوع
  • ملف العضو
  • معلومات
nadir35
عضو فعال
  • تاريخ التسجيل : 14-07-2009
  • الدولة : algeria
  • المشاركات : 488
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • nadir35 is on a distinguished road
nadir35
عضو فعال
آيات الغفلة والنسيان في القرآن الكريم
13-08-2009, 01:30 PM

تعريف الغفلة لغة واصطلاحا
:
الغَفْلَة في اللُّغَة:
مصدرٌ. يقـال: "غَفَـلَ عـن الشَّيْءِ يَغْفُلُ غَفْلَةً وغُفُـوْلاً"[1]، قَالَهُ الجَوهري.
وقال ابن فارِس في مُعْجَمِه: "الغين والفاء واللام أصلٌ صحيح يَدُلُّ على تَرْكِ الشَّيْءِ سَهْوَاً وربما كان عن عَمْد، من ذلك غفلتُ عن الشَّيْءِ غَفْلَةً وغُفُوْلاً، وذلك إذا تَرَكْتَه ساهياً، وأغْفَلْتَه إذا تَرَكْتَه على ذُكرٍ منك له"[2].
أمَّا الغفلة اصطلاحاً:

فقد عَرَّفَها أهل اللغة والتفسير بتعاريف منها:
قول الرَّاغِب الأصفهاني[3]: "هي سَهْوٌ يَعْتَرِي الإنسان من قِلَّةِ التَّحَفُّظِ والتَّيَقُّظِ" [4] .
وقال البَغَوِي[5]: "هي معنى يمنع الإنسان من الوقوف على حقيقة الأمور"[6].
وأَوْرَدَ الشَّوْكَانِي تعريفاً لها في تفسيره فقال: "الغَفْلَةُ: ذهابُ الشَّيْء عنك لانشغالك بغيره"[7].
وبالتأمل في هذه التعريفات السَّابقة، والتشخيصات لحقيقة الغَفْلَة وبيان المراد منها، تَبَيَّنَ لِي أنَّ تعريف الرَّاغِب ـ والله أعلم ـ هو أقرَبها للصَّواب، فهو أشمل في التَّعْيِين، وأبلغ في التبيين.
ويتضح ذلك بالعودة إلى تعريف الرَّاغِب:
فقوله "سَهْوٌ" تعريف لها ( أي الغفلة ) بمثيلها ونظيرها، وفيه معنى الشُّرُود وعدم التفكير والاهتمام بالمراد.
وقوله "يعتري" يفيد أنَّ الغفلة غير لازمة للإنسان فهي تنفك عنه وتذهب.
فمتى ما غَفَلَ وسها أقبلت ومتى ما تَيَّقَّظ أدبرت.
وقوله "من قِلَّةِ التَّحَفُّظِ والتَّيَقُّظ" بيان لسبب الغفلة ومنشئها.
النِّسيان في اللغة:

بكسر النُّون: خلاف الذِّكر والحفظ.
ورجلٌ نَسيان (بفتح النون): كثير النِّسيان للشَّيء.
وقال ابن فارس: "النُّوْن والسِّين والياء أصلان صحيحان يَدُلُّ أحدهما على إغفال الشَّيْءِ، والثاني على ترك الشَّيْءِ[8].
النِّسيان في الاصطلاح:

عُرِّفَ بتعاريف كثيرة منها:
قول الرَّاغِب: "هو ترك الإنسان ضبط ما استودع؛ إمَّا لضعف قلبه؛ وإمَّا عن غفلة؛ وإمَّا عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذِكْره"[9].
وعرَّفه الجرجاني بأنَّه الغفلة عن معلوم في غير حالة السِّنة[10].
الفرق بين الغفلة والنِّسيان:
بعد بيان معنى كل من الغفلة والنِّسيان في اللغة والاصطلاح، يتضح الفرق بينهما، وزيادة في الإيضاح أذكر بعض الفروق التي ذكرها أهل العلم،ومنها: .
قول الكفوي:" النِّسيان زوال الصورة عن القوة المدركة مع بقائها في الحافظة، والسهو زوالها عنهما معاً ".
وقيل: غفلتك عمَّا أنت عليه لتفقده سهو، وغفلتك عمَّا أنت عليه لتفقد غيره نِسْيان[11]، فكأنَّ الغفلة عامة تشمل الأمرين.
وقيل: إنَّ الغفلة عبارة عن عدم التفطن للشِّيء وعدم عقليته بالفعل سواء بقيت صورته أو معناه في الخيال أو الذكر، أو انمحت عنه إحداهما.
وهي أعمُّ من النِّسيان؛ لأنه عبارة عن الغفلة عن الشَّيْء مع انمحاء صورته
أو معناه بالكلية، ولذلك يحتاج الإنسان إلى تجشم [جُهد] كبير جديد وكلفة في تحصيله ثانياً
[12].
ونقل التَهَانوي عن الآمدي[13]: أنَّ الغفلة والنِّسيان عبارات مختلفة لكن يقرب أن يكون معانيها مُتَّحِدَة، وكلُّها مضادَّة للعلم بمعنى أنَّه يستحيل اجتماعهما معاً[14].
وهذا هو الظاهر، فإنَّ المعاني متَّحِدة، ثم إنَّ الغفلة اسم عام؛فكل نِسْيَان غفلة وليس كل غفلة نِسْيَان.

المطلب الأول: نفي الغفلة عن الله تعالى
خَتَمَ الله تبارك وتعالى آياتٍ من كتابه المبارك، بنفي الغفلة عنه جلَّ وعلا.
من ذلك قوله سبحانه: { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة/74]
وقوله: { وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة/85]
وقوله: { أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة/140].
وقوله:{ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } [البقرة/144]
وقوله أيضاً: { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة/149].
وقوله جلَّ وعلا: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [آل عمران/99] .
وقوله: { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ } [الأنعام/132] .
قوله: { وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [هود/123] .
وقوله تعالى :
وقوله: { وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [النمل/93]
وهذا النَّفي للغفلة عن الله تعالى يستلزم إثبات كمال ضدِّ الصفة المنفية عنه سبحانه وتعالى ؛ فتكون دالة على كمال علمه، وسعة اطلاعه، وسرعة حسابه وعقابه، وبذلك تكون الصِّفة المثبتة بالضدِّ صفة مدحٍ وكمالٍ له جلَّ وعلا،وهذا مقرر عند علماء الاعتقاد من أهل السنة والجماعة؛كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وينبغي أن يُعلم
أنَّ النَّفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتاً، وإلا فمجرد النَّفي ليس فيه مدح ولا كمال؛ لأنَّ النَّفي المَحْض عدمٌ مَحْض؛ والعدم المَحْض ليس بشيء، وما ليس بشيء فهو كما قيل: ليس بشيء؛ فضلاً عن أن يكون مدحاً أو كمالاً[15].
ولأنَّ النَّفي المَحْض يوصف به المعدوم والممتنع، والمعدوم والممتنع لا يوصف بمدح ولا كمال.
فلهذا كان عامَّة ما وصف الله به نفسه من النفي متضمناً لإثبات مدح؛ كقوله: { اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } [البقرة/255] فنفي السِّنة والنَّوم: يتضمن كمال الحياة والقيام؛ فهو مبين لكمال أنَّه الحي القيوم، وكذلك قوله: { وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا } أي لا يُكْرِثُه ولا يُثْقِله وذلك مستلزم لكمال قدرته وتمامها"[16].
وكذا الغفلة كما أسلفت آنفاً فإنَّ نفيها عن الله تعالى يستلزم إثبات كمال ضدها.
ومن الآيات التي نفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه الغفلة قوله سبحانه:
{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } [إبراهيم/42]

وفي معنى الآية قوله تعالى: { وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا } [المزمل/11][17].
قال الزَّمَخْشَري: "فإن قلتَ يتعالى عن الله السَّهو والغفلة، فكيف يحسبه رسول الله r وهو أعلم الناس به غافلاً حتى قيل ولا تحسبن الله غافلاً؟ قلت: إن كان خطاباً لرسول الله r ففيه وجهان:
أحدهما: التثبيت على ما كان عليه من أنَّه لا يحسب الله غافلاً، كقوله:
{ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ } [الأنعام/14] { فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ } [الشعراء/213] كما جاء في الأمر { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ } [النساء/136].
الثاني: أنَّ المراد بالنَّهي عن حسبانه غافلاً، الإيذان بأنَّه عالم بما يفعل الظالمون، لا يخفى عليه منه شيء، وأنَّه معاقبهم على قليله وكثيره على سبيل الوعيد كقوله: { وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } [البقرة/283] يريد الوعيد.
ويجوز أن يراد: ولا تحسبنَّه يعاملهم معاملة الغافل عمَّا يعملون، ولكن معاملة الرَّقيب عليهم، المحاسب على النَّقِير[18] والقِطْمير[19]، وإن كان خطاباً لغيره ممن يجوز أن يحسبه غافلاً، لجهله بصفاته، فلا سؤال فيه[20].
وقال الطَّاهر ابن عاشور[21] في الآية: "وصيغة "لا تحسبن" ظاهرها نهيٌ عن حُسبان ذلك. وهذا النَّهي كناية عن إثبات وتحقيق ضدِّ المنهي عنه في المقام الذي من شأنه أن يثير للنَّاس ظنَّ وقوع المنهي عنه لقوة الأسباب المثيرة لذلك. وذلك أنَّ إمهالهم وتأخير عقوبتهم يشبه حالة الغافل عن أعمالهم، أي تحَقَّق أنَّ الله ليس بغافل، وهو كناية ثانية عن لازم عدم الغفلة وهو المؤاخذة،…وعلى هذا الاستعمال جاءت الآية سواء جعلنا الخطاب لكل من يصح أن يخاطب فيدخل فيه النَّبي r أم جعلناه النبي r
ابتداء ويدخل فيه أمَّته.ونفي الغفلة عن الله ليس جارياً على صريح معناه؛لأنَّ ذلك لا يظنه مؤمن بل هو كناية عن النَّهي عن استعجال العذاب للظالمين، ومنه جاء معنى التسلية للرسول r" [22]
المطلب الثاني: غفلة المكلفين عن الرذائل
حقاً يالها من غفلة محمودة، حينما يغفل فيها المسلم عن الرذيلة والوقوع في أوحالها.
يغفل عن الشهوات والشبهات؛ فيصوم عن الكذب والبهتان لسانه، وتعمى عن النَّظر إلى الحرام عينه، وتصمَّ عن سماع الزور أذنه؛ فهو من الذين حكم الله تعالى عليهم أنهم من أهل الفلاح {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } [المؤمنون/1]ومن بينهم: { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } [المؤمنون/3].
يعيش المسلم العفيف في صفاء ونقاء، وعفِّة وطُهْر ، أخلاقه سامية، وأفعاله نبيلة.
في المسند من حديث عُقْبة بن عامر t قال: قال رسول الله r: "إنَّ الله ليعجب من الشابِّ ليست له صَبْوة"[23].
قال المناوي: "ليست له صبوة": أي ميل إلى الهوى بحسن اعتياده للخير، وقوة عزيمته في البعد عن الشر"أ.هـ.[24].
وفي شجرة المعارف: "الغفلة عن القبائح مانعة من فعلها، إذ لا يتأتى فعلها إلا بالعزم عليها، ولا عزم عليها مع عدم الشعور بها"[25].
وقد جاء هذا النوع من الغفلة المحمودة في قول الله U: { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور/23].
قال ابن جُزَي[26]: "ومعنى { الْغَافِلاتِ } السَّليمات الصُّدور، فهو من الغفلة
عن الشَّرِّ"
[27].
وقال البغوي: "والغافلة عن الفاحشة: أي لا يقع في قلبها فعل الفاحشة"[28].
ومن قدَّرَّ الرَّمْيَ للمحصنات على العموم جعل الغفلة عامَّة للمذَّكر والمؤنَّث، كما قال النَّحاس[29]: "ومن أحسن ما قيل [ أي في { يرمون }] إنَّه عامٌ لجميع الناس القذفة من ذكر وأنثى، وأنَّ التقدير {يرمون } الأنفس { المحصنات } فيدخل فيه المذَكَّر والمؤنَّث،وكذا في الذين يُرمون إلا أنَّه غُلِّبَ المذَّكَّرُ على المؤنَّث"[30].
وعند أبي السعود[31]: { إن الذين يرمون المحصنات } : أي العفائف مما رُمين به من الفاحشة {الغافلات} عنها على الإطلاق بحيث لم يخطر ببالهن شيء منها ولا من مقدماتها أصلاً. ففيها من الدَّلالة على كمال النَّزاهة ما ليس في { والمحصنات }أي السَّليمات الصُّدور النَّقيات القلوب عن كل سوء[32].
ويشير البقاعي[33] عند ذكر هذه الآيات بكلام لطيف ؛ فيقول: { والمحصنات } أي اللائي جعلن أنفسهن من العِفَّة في مثل الحصن.
ولمَّا كان الهامُّ بالسِّيئ والمقدم عليه عالماً بما يرمي به منه، جاعلاً له نصب عينه، أكدَّ معنى الإحْصَان بقوله: { الغافلات } أي عن السوء حتَّى عن مجرد ذكره، ولمَّا كان وصف الإيمان حاملاً على كل خير ومانعاً من كل سوء، نبَّه على أنَّ الحامل على الوصفين المتقدمين إنَّما هو التقوى، وصَرَفَ مالهن من الفطنة إلى ما لله عليهن من الحقوق فقال: { المؤمنات } [34].
ولمَّا جاء المؤمنات إلى رسول الله rيبايعنه أخذ عليهن العهد كما أمره الله بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [الممتحنة/12] ، قالت هند بنت عتبة رضي الله عنها : وهل تزني الحرة! [35].
فهي تتعجب أن تقوم الحُرُّة المحصنة بالإقدام على هذا الأمر المشين،مع أنَّه ليس مستغرباً في زمانهم وقد كانت أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق إحدى الغافلات عن الفحش الذيرميت به كما في قصة الإفك[36]، وما هذه الآية [37]إلا في أمرها وبيان صِدْقِها وعفافها، وكفى بها شرفاً أن تتلى هذه الآيات ببرائتها إلى يوم القيامة، إضافة إلى أنَّ الله تعالى رتَّب على من قذفها وكذا من جاء بعدها من المؤمنات النَّقيات التقيات باللعن في الدنيا والآخرة والعذاب العظيم.
وهذا القول الذي اختير أي القول بعموم الوعيد فيمن رمى عائشة x وكل مُحْصَنة غافلة مؤمنة، هو ما اختاره الإمام ابن جرير في تفسيره حيث قال:" وأولى هذه الأقوال في ذلك عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآية في شأن عائشة رضي الله عنها، والحكم بها عامٌ في كل من كان بالصفة التي وصفه الله بها فيها.
وإنَّما قلنا ذلك أولى تأويلاته بالصواب ؛ لأنَّ الله عمَّ بقوله { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور/23] ،كلّ محصنة غافلة مؤمنة، رماها رامٍ بالفاحشة، من غير أن يخصّ بذلك بعضاً دون بعض، فكل رامٍ محصنة بالصِّفة التي ذكر الله جلَّ ثناؤه في هذه الآية؛ فملعون في الدنيا والآخرة، وله عذاب عظيم، إلا أن يتوب من ذنبه ذلك قبل وفاته، فإنَّ الله دلّ باستثنائه بقوله ¼{ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [آل عمران/89] على أنَّ ذلك حكم رامي كلّ مُحْصَنة بأي صفة كانت المُحْصَنَة المؤمنة المرْمِيَّة، وعلى أنَّ قوله { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور/23] معناه: لهم ذلك إن هلكوا ولم يتوبوا"[38].
فليتأمل العاقل اللبيب هذه الآيات { إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } { الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } [النور/23 ـ 26].



[1] الصِّحاح – تاج اللغة وصحاح العربية - ؛لإسماعيل بن حمَّاد الجَوْهَري ، المتوفَّى سنة393 هـ 5/1782 مادَّةُ "غَفَلَ" ، تَحْقِيْق أحمد عبد الغفور عطَّار ، طبع دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثانية 1399هـ = 1979م.
[2] معجم مقاييس اللغة ؛لأحمد بن فارس، المتوفَّى سنة 395هـ 4/386، مادَّةُ "غَفَلَ" ، بتَحْقِيْق عبد السلام محمد هارون، طبع دار الجيل، بيروت ـ لبنان.
وقيل اسمه المفضل بن محمد وهو ما سار عليه صاحب بُغْيَة الوُعَاة 2/297، وصاحب طبقات المفسرين محمد بن علي بن أحمد الدَّاوودي، المتوفَّى سنة 945هـ 2/329، طبع دار الكتب العلمية،بيروت ـ لبنان.
[4] مفردات ألفاظ القرآن؛ للرَّاغِب الأصفهاني ص:609،مادَّةُ " غَفَلَ " ، تحقيق: صفوان عدنان داوودي،طبْع دار القلم ، دمشق/ الدار الشامية،بيروت، الطبعة الثانية 1418هـ = 1997م.
[5] هو: الحسين بن مسعود بن محمد العلامة أبو محمد البَغَوِي الفقيه الشافعي، يُعَرَف بابن الفَرَّاء ويُلَقَّب بِمُحْيِي السُّنَّة ، توفي سنة 510هـ [ انْظُر تَرْجَمَتَهُ: تَذْكِرَة الحُفَّاظ؛ لشمس الدِّين محمد الذَّهَبِي ، المتوفَّى ســـنة 748هـ،2 /37، طبع دار الكتب العلمية،بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1419هـ = 1998م؛ طبقات المفسرين ؛ للإمام جلال الدِّين عبد الرحمن بن أبي بكر السُّيُوطِي ،المتوفَّى سنة 911هـ،ص:38،راجع النُّسخة وضَبَطَ أعلامها لجْنَةٌ من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية،بيروت ـ لبنان، الطبعة الأولى 1403هـ = 1983م ].
[6] تفسير البغوي معالم التنزيل ؛للإمام أبي محمد الحسين بن مسعود البغوي ،4/358، حقَّقَه وخرَّج أحاديثه :محمد عبدالله النِّمْر، وعثمان جمعة ضميرية،وسليمان مسلم الحرش ،دار طيبة للنَّشر والتوزيع،الرياض ـ المملكة العربية السعودية ،الطبعة الثانية 1414هـ = 1993م .
[7] فتح القدير الجامع بين فَنَّي الرِّوَاية والدِّرَاية من علم التفسير؛لمحمد بن علي بن محمد الشَّوكاني،المتوفَّى سنة 1250هـ ،2/238، وثَّق أُصُوْلَه وعَلَّق عليه سعيد محمد اللحَّام، طبع دار الفكر، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1412هـ = 1992م.
[8] معجم مقاييس اللغة 5/421،مادَّةُ "نَسِيَ".
[9] المفردات ص :803، مادَّةُ "نَسِيَ".
[10] التعريفات ص:167.
[11] الكُلِّيات ص 506.
[12] فرائد اللغة، لهنريكوس لا منس اليسوعي1/235، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين، 1889م.
[13] هو: علي بن محمد بن سالم التغلبي، أبو الحسن، سيف الدِّين الآمدي: أصولي، باحث،قيل:إنَّه حفظ الوسيط للغزالي وتفنَّنَ في علم النَّظَر والكلام والحكمة وكان من أذكياء العالم ، توفِّي سنة 631هـ
[ انْظُر تَرْجَمَتَهُ:شذرات الذَّهَب في أخبار من ذهب ؛للمؤرِّخ الفقية الأديب أبي الفلاح عبد الحيّ بن العماد الحنبلي، المتوفَّى سنة 1089هـ 5/144 دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان؛الأعلام4/332].
[14] كَشَّاف اصطلاحات الفنون 6/1337.
[15] مجموع الفتاوى 3/35
[16] مجموع الفتاوى 3/36.
[17] التحرير والتنوير؛ لسماحة الأستاذ الإمام محمد الطاهر بن عاشور، المتوفَّى سنة 1393هـ 13/245، نشر دار سحنون للنشر والتوزيع، تونس – الجمهورية التونسية.
[18] النَّقير: النُّكتة في ظهر النواة [الكليات، ص:909].
[19] القِطْمير: شقّ النواة، أو القشرة الرقيقة بين النواة والتمر [الكليات، ص:909].
[20] الكشَّاف ، 2/527
[21] هو: محمد الطاهر بن عاشور، رئيس المفتين المالكيين بتونس، وشيخ جامع الزيتونة وفروعه بتونس،كان له باع طويل في مختلف العلوم،عيِّن عضواً في المَجْمعين العلميين في القاهرة ودمشق، توفِّي سنة 1393هـ= 1973م [ انْظُر تَرْجَمَتَهُ: الأعلام،6/174،والمستدرك على معجم المؤلفين؛لعمر رضا كحَّالة،ص:662 ،مؤسسة الرِّسالة،بيروت ـ لبنان،الطبعة الأولى 1406هـ].
[22] التحرير والتنوير، 13/245.
[23] الحديث حسن لغيره أخرجه أحمد في المسند 4/151 برقم.17409؛وأبو يعلىأحمد بن علي بن المثنى ،أبو يعلى الموصلي ، المتوفَّى،سنة307هـ في مسنده 3/288 برقم 1749،تحقيق حسين سليم أسد،دار المأمون للتراث ،دمشق،الطبعة الأولى 1404هـ ـ1984م،والطبراني في المعجم الكبير17/309 برقم 853.
قال مُحَقِّق المسند الموسوعة الحديثية، 28/600 :"الحديث حسن لغيره،[ وفي سنده ] عبدالله بن لهيعة سيئ الحفظ ،لكن الراوي عنه هنا هو قتيبة بن سعيد ،وقد مشَّى بعض أهل العلم حديثه عن ابن لهيعة، وذلك لأنّه كتب أحاديثه من كتاب ابن وهب ثمَّ سمعها من ابن لهيعة،وكان ابن وهب ممن سمع منه قديماً قبل اختلاطه واحتراق كتبه.وحسَّن هذا الإسناد الهيثمي في المَجْمَع 1/270].
[24] فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النَّذير ؛للعلامة محمد عبدالرؤوف المناوي المتوفَّى سنة1031هـ 2/334 ضبطه وصحَّحَه أحمد عبدالسّلام، طبع دار الكتب العلمية،بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1415هـ = 1994م.
[25] شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال؛ لسلطان العلماء عزُّ الدَّين عبدالعزيز بن عبدالسَّلام السُلمي، المتوفَّى سنة 660هـ، ص:145،تحقيق إياد خالد الطبَّاع،طبع دار الفكرالمعاصر،بيروت– لبنان،ودار الفكر، دمشق – سورية، الطبعة الثانية 1416هـ = 1996م.
[26] هو: محمد بن أحمد بن محمد بن جُزَي الكَلْبي المالكي، يُكْنَى أبا القاسم، من أهل غرناطة وذوي الأصالة والنَّباهة فيها،إمام مقرئ عارف، توفِّي شهيداً يوم الكائنة في عام 741هـ. [ انْظُر تَرْجَمَتَهُ: غاية النِّهاية في طبقات القُرَّاء ؛لشمس الدِّين أبي الخير محمد بن محمد بن الجزري، المتوفَّى سنة833هـ،2/83،عني بنشره ج.برجستراسر،دار الكتب العلمية ،بيروت ـ لبنان، الطبعة الثالثة 1402هـ = 1982م ؛طبقات المفسرين ؛للداوودي 2/85].
[27] التسهيل لعلوم التنزيل؛للإمام العلامة محمد بن جُزَي الكَلْبي ،المتوفَّى سنة 741هـ 3/63، طبع دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان.
[28] معالم التنزيل 6/27.
[29] هو: أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي المصري،مفسرُ ،نحوي،أديب،أبو جعفر النَّحَّاس،اشتغل بالتصنيف في علوم القرآن والأدب،توفَّي سنة 338هـ [ انْظُر تَرْجَمَتَهُ: معجم الأدباء،1/617؛طبقات المفسرين؛للداوودي،1/68؛الأعلام،1/208].
[30] إعراب القرآن ؛لأبي جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النَّحاس ،المتوفَّى سنة338هـ،2/436،تحقيق الدكتور زهير غازي زاهد ،مطبعة العاني،بغداد.
[31] هو: محمد بن محمد ،بن مصطفى العِمَادي الحَنَفِي ،مُفَسِّر،شاعر من علماء التُّرك المستعربين،تنقّل في المدارس ثمّ قُلِّدَ قضاء بَرْسة ثمَّ قسطنطينية ثمَّ قضاء العسكر في ولاية روم ايلي وأضيف إليه الإفتاء،وكان حاضر الذِّهن سريع البديهة،جامعاً للغات العربية والتُّركية والفارسية،توفِّي سنة 982هـ [ انْظُر تَرْجَمَتَهُ:شذرات الذَّهب 8/398؛الأعلام 7/59 ].
[32] تفسير أبي السعود [ إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم ] ؛للقاضي أبي السعود،محمد بن محمد بن مصطفى العِمَادِي الحنفي، المتوفَّى سنة982هـ 4/448، وضع حواشيه عبداللطيف عبدالرحمن، طبع دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1419هـ = 1999م.
[33] هو:إبراهيم بن عمر بن حسن الرُبَاط ـ بضمِّ الرَّاء وتخفيف الباء ـ بن علي بن أبي بكر البقاعي الشافعي المحدِّث المفسِّر الإمام العلامة المؤرِّخ،برهان الدِّين ،أبو الحسن ،برع في جميع العلوم ،وفاق الأقران،المتوفَّى سنة885هـ [ انْظُر تَرْجَمَتَهُ:شذرات الذَّهب 7/338؛البدر الطالع1/18 الأعلام 1/56 ].
[34] نَظْمُ الدُّرَر في تَنَاسُب الآيات والسُّور؛ لبرهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي ،المتوفَّى سنة885هـ ،5/249، خرَّج أحاديثه عبدالرزاق غالب المهدي، طبع دار الكتب العلمية،بيروت – لبنان، الطبعة الأولى 1415هـ = 1995م.
[35] القصة في مسند أبي يعلى،8/194، وذكرها ابن جرير في تفسيره ـ بسنده ـ 28/78،وابن حجر في الإصابة 8/346.
[36] القصة أشهر من أن تذكر وهي في الصحيحين صحيح البخاري ،كتاب الشهادات ،باب:تعديل النِّساء بعضهن بعضاً،برقم2661؛وصحيح مُسْلِم،كتاب التَّوبة ،باب :في حديث الإفك،وقبول توبة القاذف،برقم 6951.
[37] أعني آية النور { إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات}، الآية:23.
[38] جامع البيان عن تأويل آي القرآن ؛لمحمد بن جرير الطَّبَري ،المتوفَّى سنة 310هـ 18/105، طبع دار الفكر، بيروت – لبنان، طبع سنة 1408هـ = 1988م.


إبراهيم بن علي الحكمي الاربعاء 04 ربيع الأول 1429 الموافق 12 مارس 2008
  • ملف العضو
  • معلومات
الصورة الرمزية sellma
sellma
عضو متميز
  • تاريخ التسجيل : 01-08-2009
  • الدولة : أرض الله الواسعة
  • المشاركات : 865
  • معدل تقييم المستوى :

    15

  • sellma is on a distinguished road
الصورة الرمزية sellma
sellma
عضو متميز
رد: آيات الغفلة والنسيان في القرآن الكريم
21-09-2009, 11:35 AM
يا نفس توبي * قبل أن تعودي
إلى رب العباد و معك الذنوب * ستٌسألين عن عمر ملأته الذنوب
و علم أركته شوائب الركود
ماذا ستقولين لرب العباد؟؟؟
إذا كانت الأعضاء هي الشهود
مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 


الساعة الآن 10:40 AM.
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى