لا يستقيـم الظـــل والعــود أعـوج !!
19-10-2018, 10:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



لا يستقيـم الظـــل والعــود أعـوج !!
معالم الغصة عظة لقلوب تتعود العبث بالمصائر .. وقد تبالغ تلك القلوب حين تتهاون بمقدرات الغير .. وحين تجتهد في تجريح أهل الصيت والشأن .. وتلك علة لا يمتطيها عاقل من العقلاء .. إلا ذلك الأحمق الذي يفتقد النباهة والمهارة في التفكير .. فهو يخفق رغم ذلك التشدد في اتخاذ الحرص مسلكا في المشوار والتدبير .. كما يخفق رغم دقة الحسابات لديه في الصغير والكبير .. ولا بد أن يسقط يوماً في حفرة يحفرها بتلك المحافير .. وهو كالعادة يتعهد مع النفس بأن يسلك مسالك الحرص الشديد عند كل خطوة من الخطوات .. وذلك حتى يحجب عيوب الجهل في نفسه عن العقلاء .. ولكنه لا يملك المؤهلات الصادقة لتنفيذ ذلك التعهد مع النفس في كل اللحظات .. بل يفقد علامة الجدارة والمهارة والخبرة عند المحك والامتحان !.. وعند ذلك يقف حائراً وعاجزاً ليفضح أمره وأمر تسلقه فوق أكتاف الأقران !.. جاهل يلبس ثياب الأنبياء ومتطفل يمرح في حقول العلماء .. كيف يرتاد العلم بغير علم وكيف يضع الذات في مصاف النبهاء ؟؟ .. ومقدرات الأذهان هي التي تفاضل الأشخاص عن الِأشخاص .. فتلك المقدرات تكمن في ملكات الفطرة للاستيعاب .. وهي التي تفرق الإنسان لتحدد المقام والمستويات .. ولو لا تلك الفوارق في قوة الأذهان لتساوى الكل في الميزان .. الجاهل والعالم .. الأحمق والعاقل .. البليد والشاطر .. والنقص في مقدرات الذهن لا يعيب المرء .. لأن العقول والأذهان ذات سعات ومقدرات محدودة بالمشيئة .. وهي سعات ومقدرات تتفاوت من إنسان لإنسان .. وصفة التواضع في الأذهان يحملها السواد الأعظم من البشر .. وقد يكمن السبب في كثرة النسيان .. ولو لا ذلك النسيان والسهيان لما سمي الإنسان بالإنسان .. فكيف للنفس أن تجاري الحرص والدقة كميزان الذهب عند المعيار ؟!! ،، فذلك جدل يستحيل في أغلب الأحيان .. ومن أجل ذلك يندر في الوجود العباقرة والفلاسفة والعلماء أصحاب العقول الجبارة الكبيرة .. أما السواد الأعظم من البشر فهو يجتهد ويبتغي دوما العلياء من قبيل الأمنيات .. رغم أن النفوس تعجز عن بلوغ الغايات .. والمرء قد يكسب خصال العيوب بقلة العزيمة وكثرة المرات والهفوات .. أو عثرات وإخفاقات ثم محاولات ومحاولات حتى الممات .. والمرائي بالعلم يعيب الذات بكثرة الهفوات ويفقد القيمة بكثرة التبريرات .. علة مستأصلة في الطباع حيث الرغبة في المديح والثناء الذي يمجد صيت الذات .. ومع ذلك فإن تواجد المقدرات الحقيقية رغم الندرة كفيلة في إشباع الساحات .. فذلك البدر حول الأرض رغم أنه وحيد فإنه يضيء الكون بالاشراقات .. والصورة برمتها تؤكد أن الظل لا يستقيم إذا كان العود معوجاً ويشتكي من المنحيات والتعريجات .

ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمرعيسى محمد أحمد