بكائية ليلية
18-03-2014, 10:14 AM
الشاعر:أمل دنقل
إلى “مازن جودت أبو غزالة، عرفته في سنوات التساؤل. رحل مع العاصفة”
1968
للوهلة الأولى
قرأت في عينيه يومَهُ الذي يموت فيه
رأيتُه في صحراء “النقب” مقتولا
منكفئًا.. يغرز فيها شفتيه،
وهي لا ترد قبلةً.. لفيه!
نتوه في القاهرة العجوز، ننسى الزمنا
نفلت من ضجيج سياراتها، وأغنيات المتسولين
تُظلّنا محطةُ المترو مع المساء.. متعبين
وكان يبكي وطنا.. وكنت أبكي وطنا
نبكي إلى أن تنضُب الأشعار
نسألها: أين خطوط النار؟
وهل تُرى الرصاصة الأولى هناك.. أم هنا؟
***
والآن.. ها أنا
أظل طول الليل لا يذوق جفني وَسَنا
انظر في ساعتي الملقاة في جواري
حتى تجيء.. عابرًا من نقط التفتيش والحصار
تتسع الدائرة الحمراء في قميصك الأبيض، تبكي شجنا
من بعد أن تكسرت في “النقب” رايتُك!
تسألني: “أين رصاصتُك؟”
“أين رصاصتُك”
ثم تغيب: طائرًا.. جريحُا
تضرب أفقك الفسيحا
تسقط في ظلال الضفة الأخرى، ترجو كفنا!
***
وحين يأتي الصبح -في المذياع- بالبشائر
أزيح عن نافذتي الستائر،
فلا أراك..!
أسقط في عاري. بلا حراك
أسأل إن كانت هنا الرصاصةُ الأولى؟
أم أنها هناك؟!
منقول من اكتب كي لاتكون وحيدا