صفحتي الخاصة على الفايسبوك
25-11-2014, 04:18 PM
صفحتي الخاصة على الفايسبوك
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
ابتداءا: أشكر كل من تفضل وتكرم بالدخول إلى متصفحي هذا رجاء الاطلاع على صفحة:" أمازيغي مسلم" الخاصة به على الفايسبوك، فهذا من جميل حسن ظنكم بأخيكم – بارك الله فيكم، وأحسن عاقبتكم في أمور دينكم ودنياكم -.
قد يستغرب أكثركم إذا قال لكم أخوكم:" أمازيغي مسلم" ما يأتي:
" بصراحة: ليست لدي صفحة خاصة على الفايسبوك؟؟؟".
ولكل منكم بعد ذلك: حق طرح السؤال الآتي:
"إذا: ماذا تقصد بعنوان متصفحك هذا؟؟؟"، فأجيب بالآتي:
من أساليب اللغة العربية: أن يحذف من الجملة، ويقدر فيها ويضمر ما لا يخل حذفه بأصل معناها بقصد إثارة انتباه السامع أو القارئ، وهذا ما توخيته من عنوان متصفحي هذا، وكلامي المقدر هو: مبتدأ وظرف زمان، فالمبتدأ هو:" مواصفات"، وظرف الزمان هو:" مستقبلا"، فيكون تمام العنوان كالآتي:
" مواصفات صفحتي الخاصة على الفايسبوك مستقبلا".
والذي دعاني إلى كتابة هذا المتصفح هو:" تذكير نفسي وإخواني وأخواتي بأمر هام جدا": أشار إليه قوله تعالى:[ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ].
إخواني الأفاضل، أخواتي الفضليات:
إن ما نكتبه في صفحاتنا الخاصة على:" الفايسبوك والمنتديات" وغيرهما: يعتبر بلا شك من:" الآثار" التي نخلفها وراءنا بعد موتنا، وهي شاهدة لنا أو علينا يوم القيامة بحسب ما استودعناه فيها بأناملنا في الدنيا، لنجده منشورا بين أيدينا يوم القيامة، فمن يطلب السلامة يوم القيامة، سيحرص على:" حسن الاختيار، ونقاء الاصطفاء" لما تسره رؤيته عند عظيم اللقاء، يوم توزع الكتب، فآخذ بيمينه، وآخر بشماله أو وراء ظهره؟؟؟.
قال الإمام العلامة السني المفسر:" الشنقيطي" رحمه الله في تفسيره:(39/11):
" وأمّا الثاني منها، وهو كونه: يكتب ما قدّموا في دار الدنيا، فقد جاء في آيات كثيرة؛ كقوله تعالى:{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}، وقوله تعالى:{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقوله تعالى:{وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}، وقوله تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، وقوله تعالى:{مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
وقال قال الشيخ العلامة السني:" عبد الرحمن السعدي" رحمه الله في تفسيره:(1/693):
"{ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى } أي: نبعثهم بعد موتهم لنجازيهم على الأعمال، { وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا } من الخير والشر، وهو أعمالهم التي عملوها وباشروها في حال حياتهم، { وَآثَارَهُمْ } وهي آثار الخير وآثار الشر، التي كانوا هم السبب في إيجادها في حال حياتهم وبعد وفاتهم، وتلك الأعمال التي نشأت من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، فكل خير عمل به أحد من الناس، بسبب علم العبد وتعليمه ونصحه، أو أمره بالمعروف، أو نهيه عن المنكر، أو علم أودعه عند المتعلمين، أو في كتب ينتفع بها في حياته وبعد موته، أو عمل خيرا، من صلاة أو زكاة أو صدقة أو إحسان، فاقتدى به غيره، أو عمل مسجدا، أو محلا من المحال التي يرتفق بها الناس، وما أشبه ذلك، فإنها من آثاره التي تكتب له، وكذلك عمل الشر.
ولهذا:" من سن سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، وهذا الموضع، يبين لك علو مرتبة الدعوة إلى اللّه، والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك، ونزول درجة الداعي إلى الشر الإمام فيه، وأنه أسفل الخليقة، وأشدهم جرما، وأعظمهم إثما.
{ وَكُلَّ شَيْءٍ } من الأعمال والنيات وغيرها:{ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } أي: كتاب هو أم الكتب، وإليه مرجع الكتب، التي تكون بأيدي الملائكة، وهو اللوح المحفوظ".انتهى كلامه رحمه الله.
إخواني الأفاضل، أخواتي الفضليات:
إذا أدركنا خطورة ما تخطه أناملنا على صفحاتنا، أليس حريا بنا أن نضع ميزان الحساب يوم القيامة بين أعيننا قبل أن ننشر أي كلمة؟؟؟، ثم لنتأمل مع:" إخلاص نية، وصدق طوية، وسلامة صدر" فيما كتبناه ونشرناه:
هل يغلب على ظننا أن ما نكتبه: سيأتي في كفة حسناتنا يوم لا تنفع فيه التقية، ولا الأسماء المستعارة، ولن تغني عن صاحبها شيئا؟؟؟.
هل راجعنا سابقا أنفسنا، وهل سنراجعها مستقبلا قبل نشر ما تجود به قريحتنا؟؟؟، ونسألها: هل ما ننشره: تكون الغاية منه هي:
" ابتغاء مرضاة الله، ونصرة دينه، ورفع راية ملته؟؟؟".
أم أنه:
" انتصار للذات وحظوظ النفس، ومكابرة للحق وجحود أدلته، وعناد أنصاره وأهله؟؟؟".
إخواني الأفاضل، أخواتي الفضليات:
هي أسئلة: لن يصيب إجابتها إلا:" من صدق مع ربه أولا، ثم مع نفسه ثانيا "، وقبل أن يجيب كل واحد منا على تلك الأسئلة، أدعوه إلى تدبر تأمل قول العليم الخبير بما في الصدور حين قال:
[ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ].
كانت تلك:" خواطر" علقت بذهني بعد مضي أزيد من عام على انتسابي لمنتديات الشروق، وقد تجاوزت مواضيعي ومشاركاتي الألف، فأحببت أن أقف مع نفسي وقفة محاسبة لما سبق مني نشره، لتكون محطة مراجعة للنفس، وقد رغبت أن أشرك فيها إخواني وأخواتي، فكل منا:" كتب سابقا، وقد يكتب لاحقا": ما يخلفه حتما وراءه بعد رحيله من هذه الدنيا؟؟؟.
وصدق رب العالمين إذ يقول في القرآن المبين:[ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ].
فاللهم:[ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ].
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ولتمام الفائدة: ألتمس من إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات:
مشاهدة هذا المقطع:" الماتع الرائع": الذي له صلة وطيدة بما سطرته على متصفحي هنا، وعنوان المقطع:" نقاء الأنامل" من إنتاج مجموعة:" أنامل مبدعة" – بارك الله فيهم -، وهو تحت هذا الرابط:
https://www.google.dz/url?sa=t&rct=j...80185997,d.d2s