تسجيل الدخول

الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..

ســيد الأولين والآخرين ..

وعلى آله وصحبه أجمعين .. الى يوم الدين .


أحبابي ، أحبائي رواد منتدى الشرووووق





ܓܨ•|•الكتاب الأسود•|•ܓܨبقلمي




بالأمسِ القريب، كانت القضيةُ قضية ، تشغل بال كل كبير و صغير

كل عاقل و مجنون ، كنا نذرف لها دمعاً و دماً .

كنا نتابع تطورتها كل لحظة ،كنا نتعلم منها معاني الصبر و المرابطة،كنا نتغذى منها بالأمل ، و الغد القريب

نترقب لها الفرج و طلوع شمس نهار جديد ، نتنفس فيه صعداء ، فنغني و نرقص

بعودة الأبن المخطوف و المغدور إلى كنف العائلة ، إلى حضن الأم الدافئ، فتعود الليالي الملاح .

فالقضية هنا هي فلسطين.


لست أكتب اليوم ، كتابة كلاسيكية ، كالتي إعتدنا قراءتها في الجرائد و المجلات
و المنتديات ، فتلك الكتابات أضحت عقيمة ، لاتغني و لا تسمن من جوع
فالمفاهيم تغيرت فأحدثت السياسة و العلاقات طفرة في القضية ، كما خُطِطَ لها أن تكون
و الحكاية تبدأ منذ سبتمبر الأسود عندما أغتيلة القضية ، سفك دمها بأيدي عربية مسلمة
تغذيها إيديولوجيات غربية. و النتيجة تحوير القضية و تقزيمها من حركة تحرر
إلى قضية إثبات وجود.


و العجب ، من أن يحول حق طبيعي لشعب أغتصبت كرامته
إلى فدرالية تسيل لعاب من هم بالأحرى إخوة في الدين ، ليس إلا أنها أضحت
قضية توسيع صلاحيات ملك يريد لبريق تاجه أن يصل إلى أبعد الحدود...



و تتواصل فصول القضية ، بنكسات عربية ، تشوبها رائحة الخيانة
لا زالت تخلد على أنها إنتصارات لأبطال من ورق
و القضية مزالت قضية .
و البقية معروفة ، بين تماطل و تواطؤ عربي قبل أن يكون غربي
مؤتمرات ، لأخر الصيحات و الهتافات
و تفنن في لغة التنديد و خنق الميكروفونات ، و في أخرها تقديم المشروبات
و كل أنواع المقبلات.


و الغريب أن عصابات العدو ما زالت جاثمة على أعناقنا ، تتحدنا كل يوم بأخر الخرجات
جرائم بأخر الصيحات الفوسفورية ، و نحن بأخر الهتافات
حتى تمكنوا من تحريف حقيقة معتقاداتنا أننا نناضل من أجل فلسطين
إلى قضية جديدة أسموها بغزة
و كسر حصار غزة
و كأن ما بقية من فلسطين إلا غزة

و لعل الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة
على المؤامرة الجديدة التي تحاك

و نبقى نحن نبكي على الأطلال ...
حتى يكشف الكتاب الأسود طي صفحاته...


مع كامل ودي