الوالد العقيم
08-05-2018, 08:16 AM
لبنى..يا حلوتي اهتمي بأمك المريضة حتى عودتي من العمل و إن حصل طارئ ما قومي بإعلامي على الفور..
يتوجه الأب إلى عمله بسيارته التاكسي فهو بعد تقاعده من عمله السابق يقوم بهذا العمل الإضافي حتى يغطي مصاريف فرح ابنته الوحيدة لبنى..يقود سيارته و هو يحدث نفسه..كم أنت غريبة يا دنيا..نربي بناتنا و نعلمهم و نتعب من أجلهم طوال حياتنا فيأتي رجل غريب يأخذ حلمنا الجميل المدلل منا بعدما أبدعنا في نسجه و يتناول قطعة الجبن التي رعتها أيدينا بكل رفق و حنان..
يركن سيارته و لم يكد يخرج منها حتى يصادف امرأة بطنها منتفخة تكاد تضع حملها..أسرع يا رجل إلى المستشفى..انطلق بها مسرعا و عند وصولها المستشفى طلب منها التصريح باسم الأب حتى يمضي بعض الوثائق..هنا ادعت أن سائق التاكسي هو أب طفلها..التصقت التهمة بالمسكين و قيد بالأغلال لأنه أنكر صحة ادعاء تلك الساقطة التي أوقعته في مكيدة و ورطة كبيرة..كيف سيكون رد فعل ابنته و زوجته عندما تعلمن بالأمر..إنها المصيبة السوداء..
يحال المتهم إلى الطبيب لإجراء التحاليل اللازمة لإثبات التهمة عليه..لم يتوقع احد نتيجة التحاليل التي كانت في صالحه و برئته من التهمة فقد أكد له الطبيب انه عقيم و من المستحيل أن ينجب..استفسر الرجل الطبيب..لكني املك ابنة يا طبيب..كيف يعقل دلك..أكد له الطبيب مرة أخرى أن فيه عيبا عند ولادته و لا يمكن أن تنجب على الإطلاق أما زوجتك فالله اعلم من أين جاءت بتلك الطفلة..
هنا صعق الرجل و انهار من جراء هول الخبر فقد اكتشف متأخرا أن زوجته قد خانته و افترس جسدها احد الذئاب في غفلة منه و كانت ابنته لبنى ثمرة خطيئة أمها اللعوب..
لم يحتمل الرجل طعنة الغدر القاتلة..لقد قتلت الزوجة فرحه و أحلامه و قضت على حياته الهنية و سودت ذكرياته الجميلة.. عاد إلى البيت أضرم فيه النار بما فيه و قاد سيارته بجنون و هوى بها من احد الجسور الشاهقة..أمسى الرجل خبرا..
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحيم قال ; 08-05-2018 الساعة 08:25 AM