حديث الصباح.. وقفة مع التاريخ
09-11-2017, 05:30 AM
إن قارئ التاريخ كمن يقف أمام ممثلين بارعين يقفون على خشبة المسرح ، يقدمون عرضا حول أبٍ دكتاتوريّ، يزرع بعد وفاته دكتاتورا آخر من نفس العائلة، و يموت الثاني، و قبل وفاته يترك وصية بولاية طاغية جديد، هي مسرحية بلا أضواء حتى تكتمل اللعبة لكي تضع الإنسان أمام عالم بلا هوية، و ما يتبع ذلك من جهل و قهر و استبداد، هكذا تضيع البوصلة، و لذا فقراءة التاريخ و التعرف على صانعيه وحده كلمة السرّ لجمع شتات الأمّة التي مزقتها السياسة و الحروب، و أنا أبحث في سيرة العقيد محمد الصالح يحياوي أطال الله عمره و أقف على مواقفه، أجدني و بعفوية و تلقائية استرجع مواقف رفيق كفاحه المجاهد عبد الرزاق بوحارة رحمه الله و هو يرافع عن الهوية الجزائرية و الوحدة الوطنية كلحظة استثنائية من التاريخ و نتاج تلاحم أحداث وطنية و دولية و عمل منسق قام به رجال القضية الوطنية الذين كانوا على انسجام تام مع الجزائر العميقة، حلمهم الوحيد هو تشييد دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية.
ولطالما ركز عبد الرزاق بوحارة في محاضراته و مداخلاته على "الهوية"، كان النقاش فيها يمثل عامل تثمين و تعزيز لمقومات الشخصية الجزائرية و هذا يدعو إلى التعرف على تاريخ الجزائر و تثمينه أو إعادة مراجعته بالنسبة للذين يتجاهلونه من خلال مسعى يتمثل قبل كل شيء في دراسة الحقل الوطني و أبعاده التاريخية و السوسيولوجية قبل القيام بتثمينها بالروافد الأساسية للحضارات الأجنبية، و عليهم أن يؤمنوا بأن
نظرية نهاية التاريخ إلا خدعة من أناس أرادوا استغلال ثروات الشعوب، و أن يبحثوا عن اسباب القطيعة التي عصفت بالمجتمع الجزائري، أرى أنه حان الوقت لمراجعة تاريخنا و كيف تأسست الدولة الجزائرية، و نرفع الستار عن التكتم المفضوح لتاريخ الثورة ، و الحقيقة كثير من الشخصيات و القادة الذين كانوا يتميزون بـ: "الكاريزماتية" طواهم النسيان، و هم المتشبعين بقيم الوطنية التي أضحت جريمة في زمن الرداءة.
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Capture.jpg‏ (17.6 كيلوبايت, المشاهدات 1)
عندما تنتهي حريتكَ.. تبدأ حريتي أنا..
التعديل الأخير تم بواسطة علجية عيش ; 09-11-2017 الساعة 06:05 PM