الزواج بين الأمس واليوم.. مسنون يحكون وشباب يبكون!
10-08-2018, 05:53 AM



كان زواج “زمان”عنوانا للبساطة والقناعة وخاصة الوفاء والحب، حيث عادة ما ينجح الزواج ودوام العشرة بين الزوجين إلى أن يفرق بينهما الموت، وذلك يعود إلى عوامل متنوعة، أهمها الحياء والجهل، بينما تحوّل الزواج اليوم إلى صفقة تميزها الماديات والمظاهر لتنتهي بمآسي وخصومات في المحاكم، الشروق أجرت مقارنة بين زيجات اليوم والأمس ووقفت على فروقات عجيبة وغريبة.
وفي هذا الإطار تقول لنا “خالتي سعدية” من ضواحي العجيبة، عندما يصل الشاب إلى سن الزواج يرسل إليه الأب أحد المعارف ليعرض عليه الزواج لأن مثل هذا الحديث لا يدور بين الأب والأم، فيقول له: أرسلوني إليك لأخبرك بأنهم سيخطبون بنت فلان، وهو رجل شهم ليس مثله في دوارنا، فيقول الشاب: الرأي رأيكم، أما إذا سكت ولم يجب فالسكوت هو علامة الرضى، ونفس الشيء بالنسبة للفتاة، يُقال لها خطبك فلان لابنه وأنت تعرفينه شخصا طيبا، فيتم الزواج دون أن يرى الفتى الفتاة أو تراه هي، فقط لأن والديهما اتفقا على الزواج، وقد تحدث خلافات بين الزوجين إلا أن العائلتين تتدخلان لفض النزاع دون العروج على المحاكم، وهذا سبب من أسباب نجاح الزيجة التقليدية، وقد تكره الفتاة زوجها ولكن حياء منها تتحمل كل المشاكل، وخاصة إذا كانت أما، بينما الشاب يتصارع مع الحياة للتكفل بالزوجة والأولاد إضافة إلى والديه الهرمين.
الزواج قديما يتشابه من منطقة لأخرى، يتكفل به ذوي العقول النيرة وذوي الحكمة، هذا ما أخبرنا به “الحاج محمد أمزيان” والذي أكد أن كل عائلة تختار العائلة التي تناسبها للمصاهرة، مكانتها في المجتمع، سمعتها، إذ لا يمكن مثلا أن تصاهر عائلة ثرية والتي قد تقابلك باستهزاء والكرامة لا تسمح لك بالمغامرة، وبمعنى أخر كما قال “الحاج” يجب معرفة موضع ملعقتك في الجفنة، والمصاهرة بين عائلتين مهمة لا يستهان بها واللعب بها خط أحمر، والعائلتان لا تسمحان بقطع الصلة بينهما، حتى وإن حدث خلاف بين الزوجين فستقوم العائلتان بفض النزاع، وقد تمتد المصاهرة إلى أبعد منطقة أو أبعد دوار، وهذا بتدخل الأعيان والشيوخ لربط الصلة بين منطقة ومنطقة أخرى بعيدة.
أما في زمننا فمعظم الزيجات باءت بالفشل، وأغلب الخلافات بين الزوجين تدور في أروقة المحاكم وأغلبها مصيرها الطلاق والأولاد يدفعون الثمن، وهذا يعود إلى الحرية المفرطة التي يتمتع بها الجميع بسبب التفتح وتقليد الغرب والبحث عن حياة سهلة ومريحة في منزل جميل، هذا هو تفكير كل شابة: أريده جميلا، وسيما، مثقفا، له منزل خاص وسيارة من آخر طراز.