محافظ الصالون الدولي للكتاب / الكتب الدينية في مقدّمة الممنوعات.. ومستغانمي لم تطلب فلسا واحدا
06-10-2017, 07:59 PM


آسيا شلابي / حسان مرابط / زهية. م


يعود الجدل إلى الساحة الثقافية والأدبية في الجزائر قبيل كل طبعة من فعاليات المعرض الدولي للكتاب، وتعود إلى واجهة الحدث كواليس المنع ومعاييره، كما يفرض ميزان الأسماء الضيفة منطقه فتكون المحافظة أمام رهانات صعبة. يكشف محافظ الصالون تفاصيل الطبعة الـ 23 في منتدى الشروق ويوضح أسباب وخلفيات تراجع مستغانمي عن قرار المقاطعة وغياب أمين معلوف وتكاليف أجنحة العرض ومدى تأثير الأزمة المالية على أسعار الكتب ونسبة إقبال الزوار...
أكد محافظ المعرض الدولي للكتاب حميدو مسعودي أن الروائية أحلام مستغانمي لم تشترط أي مبالغ مالية مقابل حضورها إلى معرض الكتاب لهذه السنة ولم تفعل العام الماضي، حيث رفضت أن تبيت في فندق وفضلت الإقامة في منزلها العائلي.
وتأسف مسعودي لأن أصواتا تتعالى قبيل حضورها إلى معرض الجزائر لتطرح مثل هذه الأمور التي هي بالأساس حق من حقوقها كأديبة تراهن وتتنافس على تواجدها ابرز وأشهر معارض الكتاب في العالم العربي.
وأضاف "أقسمت العام الماضي بعد انتشار الشائعات أن الروائية أحلام مستغانمي لم تتقاض دينارا واحدا وأنها رفضت الإقامة على حساب الصالون الذي خصص لها سيارة للتنقل وأهداها باقة ورود".
وأشار في معرض حديثه عن حضور صاحبة "الأسود يليق بك" إلى أن محافظة المعرض ستخصص بالتنسيق مع أحلام بعض الإجراءات لضمان سير عملية البيع بالتوقيع في أجواء أكثر تنظيما من العام الماضي، لتسمح لأكبر عدد من قرائها بلقائها وعليه فإنه من المرجح أن تتم العملية في فضاء آخر خارج المعرض.
كما تأسف مسعودي في سياق آخر لأن بعض الأصوات انتقدت توجيه الدعوة للكاتب أمين معلوف الذي اعتذر لظروف طارئة ووعد بالحضور في الطبعة القادمة، بدعوى انه من دعاة التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني.
وكشف مسعودي عن أهم الأسماء الأدبية العربية التي يراهن عليها البرنامج الأدبي على هامش فعاليات الصالون، حيث سيحل كل من الروائي العراقي علي بدر والروائية السورية لينا الهويان الحسن واحمد علي الزين ووحيد طويلة والأديبة زهور ونيسي والروائي واسيني الأعرج والروائي أمين الزاوي والروائي الحبيب السايح وربيعة جلطي ومحمد ساري وأنور بن مالك، إضافة إلى كتاب الجيل الجديد ممن توجوا مؤخرا بمختلف الجوائز داخل وخارج الوطن.
ونظمت المحافظة عددا من الندوات حول الثورة التحريرية ويوما حول الإسلام والغرب إضافة إلى يوم دراسي عن المنظومة التربوية بالتنسيق مع وزارة التربية.
وكشف مسعودي بصفته مديرا للمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية "ايناق" أن هذه الأخيرة ستدخل المعرض بـ25 عنوانا جديدا منها الأعمال الكاملة للعربي ولد خليفة وإصدار جديد لمحي الدين عميمور وشبه مذكرات لتيجاني هدام.
الجمارك الفرنسية "تفحصت" كل الكتب الجزائرية في معرض باريس
معرض الدوحة منع كتابين لواسيني.. وأغلب الكتب الممنوعة في "سيلا 23" دينية
2.5 مليار سنتيم المبلغ الذي أسهم به شركاء الصالون
أوضح محافظ صالون الكتاب، حميدو مسعودي، بخصوص الجدل الدائر حول منع وضع الكتب والمصاحف على الأرض بأجنحة الصالون باستثناء بعض دور النشر العربية وقال: "استثناء بعض الدور النشر العربي منها الأردن في الطبعة الفارطة، مراعاة لظروف معينة منها البعد الجغرافي وأعداد الكتب الهائلة التي يشاركون بها، وقد تتجاوز عند بعض الناشرين 3000 عنوان".
وأضاف مسعودي في "فوروم الشروق" أتفهم ناشرا مصريا أو سوريا أو لبنانيا، لكن لا أتفهّم وأستغرب من بعض الناشرين الجزائريين الذين مقرات مكاتبهم بجوار المعرض ولا يستطيعون توفير طاولات".
وتابع مسعودي أنّ "قانون المعرض يمنع وضع الكتب والمصاحف على الأرض ويطبق على الجميع ومن يخالفه يقصى السنة القادمة". وبخصوص العناوين المتحفظ عليها، أعرب مسعودي عن اندهاشه من عدم الحديث عن أزيد من 130 ألف عنوان تشارك في المعرض ويتم التركيز فقط على الـ130 عنوان "الممنوعة"، وقال إنّ "هذا الشيء- ويقصد "التحفظ والمنع"- معمول به في كل البلدان".
وذكر: "حتى في معرض الكتاب بفرنسا السنة الماضية، لم تخرج كتبنا من إدارة الجمارك إلا بشق الأنفس، بحيث تم تفحصها عنوانا عنوانا".

وعلّق: "وهو بلد (فرنسا) يدّعي الحرية والديمقراطية وحرية التعبير وكذا وكذا.. ولقد مررنا بمرحلة صعبة، وهذا شيء معمول به في كل المعارض العربية والأجنبية".
ولفت في السياق إلى أنّ كتبا جزائرية منعت في معارض عربية منها معرض في المغرب (الدار البيضاء) الذي منع موسوعة جزائرية تضم خارطة الصحراء الغربية، ومعرض الدوحة بقطر الذي طلب منع كتاب أو كتابين لواسيني الأعرج، بحيث طلب من الطرف الجزائري سحب الكتابين، ولكن تم ذلك في هدوء. وأرجع المتحدث سبب السحب "ربما إلى محتوى العمل الذي يضم كلمات لا تتماشى وتقاليد وعادات المجتمع القطري".
وأشار في السياق ذاته إلى أنّه تم التحفظ على أكثر من 130 عنوان في النسخة الـ23 القادمة، وقال إنّ اللجنة مستقلة عن الصالون مكونة من وزارات عدة منها وزارة الثقافة والشؤون الدينية والتجارة والداخلية وتعمل بصرامة ونزاهة. ويعتقد المتحدث أنّ ما تم التحفظ عليه يعدّ شيئا بسيطا بالنسبة إلى العناوين المعروضة التي تفوق 130 ألف عنوان.
واعتبر أنّ كل الكتب التي تقع تحت طائلة قانون 2003 يتم منعها من المشاركة في المعرض. وأكدّ أنه تمنع تلك التي تمجد الإرهاب وتحرض على التطرف وتدعو إلى التفرقة والطائفية وتخدش الحياء وتمس بتاريخ الثورة ورموزها.
ولم يفصح عن العناوين تفاديا للتشهير بها، وأبرز أنّ الكتب الممنوعة دينية تدعو إلى التطرف والفتنة والتفرقة والتحريض وكذلك تلك التي تمجد الإرهاب.
وأوضح حول كيفية ممارسة المنع على هذه العناوين، بقوله: "تأتينا قائمة من طرف لجنة القراءة التي لديها باع طويل في الميدان، وبإمكانهم تصنيف العناوين، وهذا لا يمنع أنّ اللجنة موجودة في الصالون وأيّ مخالفة من طرف الناشرين في هذا الجانب يتم مباشرة سحب الكتاب".
ولم يخف مسعودي في معرض حديثه أنّ اللجنة تكون موجودة يوميا في الصالون وأي كتاب يخالف قانون المعرض سيسحب مباشرة، مثنيا في الصدد على الأسرة الإعلامية التي تكشف عن مثل هذه العناوين.
وكشف في سياق آخر أنّ ميزانية المعرض بلغت 8 ملايير سنتيم. وأوضح أنّ التمويل الإضافي بلغ نقدا نحو 1.5 مليار ونصف، بينما ما قيمته نحو 1 مليار يمس الجوانب المادية واللوجستيك والتجهيز وغيرها. وذكر أنّ الممولين هم: "الوكالة الوطنية للنشر والإشهار (أناب)، مشروبات "رامي"، "الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط (كناب)، والديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة "لوندا".
من أراد أن يروج لكتابه عليه أن يدفع: حميدو مسعودي
15 مليون سنتيم تكلفة قاعة معاشي يوميا و100 مليون تكلفة الحراسة
يكلفنا بناء الجناح الواحد 8 آلاف دينار للمتر المربع
قال محافظ معرض الكتاب حميدو مسعودي إن الزيادة التي فرضتها إدارة الصالون على الناشرين المشاركين في المعرض رمزية "ألف دينار" لا تقارن بالنفقات التي تتكبدها إدارة المعرض حيث تدفع ما لا يقل عن 8 آلاف دينار للمتر المربع للكراء زيادة على نفقات تأمين الصالون حيث تكلف الحراسة والتأمين مبلغ 10 ملايين دينار.
في السياق ذاته، كشف محافظ معرض الجزائر في منتدى "الشروق" أن الناشرين الذين يحتجون عادة لعدم برمجة مقترحاتهم ضمن البرنامج الثقافي المرافق للمعرض لا يكلفون أنفسهم عناء الترويج لكتبهم واستقبال كتابهم، مع العلم أن إدارة المعرض تسعى لتحقيق التوازن والأخذ قدر الإمكان بجميع المقترحات. مع العلم، يقول مسعودي، أن كراء قاعة علي معاشي يكلف 150 ألف دينار يوميا فماذا يمنع الناشر الذي يريد تنظيم برنامج ثقافي من دفع حقوق الكراء؟ وأعطى مسعودي مثالا بمعرض باريس للكتاب الذي برمج العام الماضي 720 نشاط ثقافي لم يكن فيها لإدارة الصالون إلا 16 نشاطا بينما تكفلت دور النشر بالباقي.
نفى تأثير "بوك برود" على معرض الكتاب.. مسعودي
التقشف لن يؤثر على مبيعات الصالون ونطمح إلى مليوني زائر
كنا وسنبقى شريكا مع "لاناب" في جائزة آسيا جبار
كشف مسعودي أن إدارة الصالون هذه السنة تطمح إلى تحقيق مليوني زائر للمعرض الذي يعتبر حاليا الأكبر عربيا وإفريقيا من ناحية الإقبال بتحقيق مليون ونصف مليون زائر. وهو المتنفس الوحيد للناشرين العرب من ناحية المبيعات.
وعن تأثير الأزمة الاقتصادية وانهيار أسعار العملة الوطنية في المبيعات وإقبال الجمهور قال مسعودي: بحكم التجربة سيكون الأفضل أمام الناشر العربي والأجنبي لو يقدم تخفيضات ويوفر أسعارا معقولة للجمهور أفضل له من أن يعيد الكتب معه مع ما تكلفه العملية من شحن وجمركة السلع والتخليص.
من جهة أخرى، قال مسعودي إن تنظيم الطبعة الثانية من الصالون المهني للطباعة والنشر "بوك برود" الذي تشرف عليه المنظمة الوطنية للناشرين في طبعته الثانية، حدث مرحب به على هامش المعرض شرط ألا يؤثر على معرض الكتاب وألا يكون معرضا موازيا ولا مانع أمام إدارة الصالون من أن يكون هذا الحدث على هامش معرض الكتاب.
وأشار مسعودي حميدو إلى أن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية كانت وما زالت وستبقى شريكا في تنظيم جائزة آسيا جبار مع الوكالة الوطنية للنشر والإشهار ولم تقل إنها ستنسحب من التنظيم. في المقابل، نفي مسعودي أن يكون له أي علم بالأسماء التي سيتم الاتفاق معها لتكون في لجنة تحكيم الطبعة الثالثة.
فرض تعهدا على الأجانب بعدم تكرار أزمة الناشرين العرب
منح مدة 5 أيام كأقصى حد لتقديم كافة الوثائق والفواتير
كشف مدير المعرض أن إدارة الصالون اتخذت جميع الإجراءات حتى لا تتكرر المشاكل التي طرحت في الطبعات السابقة مع الناشرين العرب فيما يخص المرتجعات حيث خلص الاجتماع الذي عقده مسعودي مع المخلصين الجمركيين الذين وقع عليهم الاختيار إلى فرض كتابة تعهد من قبل الناشرين العرب يقرون فيه بأنهم اختاروا مخلصا معينا، وفي حالة حدوث أي تأخر في شحن السلع مستقبلا لن تتحمل إدارة الصالون أي مسؤولية ما دام المخلص الجزائري وقع عليه الاختيار من قبل زميله في بلد آخر. وفي نفس السياق، ولضمان السرعة في معالجة وتسوية فواتير ومخلفات المعرض قال مسعودي إن إدارة المعرض حددت مهلة 5 أيام أمام كل ناشر لإرسال كافة الوثائق اللازمة لتسوية الأمور. وهنا أكد مسعودي أن المسؤولية تقع على عاتق الناشرين الذين يقضون شهورا وشهورا لإرسال الوثائق والفواتير ثم يتهمون المعرض بسوء التنظيم بينما الأمر تجاري بحت ولا علاقة للإدارة به.