"عرفات مزوار" للشروق:. ألكاراز لا يتحمّل المسؤولية و"الفاف" هي من تقف وراء ما يحدث للمنتخب
17-10-2017, 03:24 AM


ظهر اللاعب السابق للخضر "عرفات مزوار" في حوار مع الشروق اليومي مستاء للغاية للمستوى الذي آل إليه المنتخب الوطني، وإقصائه المبكر من سباق التأهل إلى مونديال روسيا 2018.
حيث حاول ابن مدينة حمام بوحجر تشريح الأسباب التي أدت إلى هذا الانهيار الكبير، كما فتح النار على بعض اللاعبين والمسيرين، متهما إياهم بتحطيم الفريق الوطني، وعلى رأسهم اللاعب الدولي السابق وصاحب الكعب الذهبي رابح ماجر، كما لم يتوان مزوار عن الدفاع على رئيس الفاف السابق "روراوة"، حين أكد بأن تعويضه صعب للغاية.
في البداية، نود منك تحليلا وافيا لما يحدث داخل بيت المنتخب الوطني والكرة الجزائرية بشكل عام
للأسف المستوى نزل إلى الحضيض على كل الأصعدة، والمنتخب الوطني أصبح شغل من لا شغل له، وأنا شخصيا أتأسف كثيرا لما وصلنا إليه، فـ"الخضر" تم تحطيمهم في ظرف 3 سنوات فقط، وبات السؤال المطروح هو أين ذهب المنتخب المونديالي الذي تأهل للدور الثاني من كأس العالم بالبرازيل، ومن وجهة نظري فإن السبب في كل ما يحدث تقريبا هو الإدارة السيئة من طرف الاتحادية الجديدة بقيادة زطشي، حيث لم تتمكن من التحكم في الأوضاع، وتركت التسيّب يضرب كل أركان كرة القدم الجزائرية، وبطبيعة الحال عندما تكون سياسة الفاف عرجاء فما علينا سوى انتظار الأسوأ.
لكن البعض يحمّل المسؤولية للمدرب ألكاراز، ويؤكدون بأن المنتخب الوطني أكبر منه، ما رأيك في هذا الموضوع؟
عندما أسمع مثل هذه الآراء أشعر بالغضب، فالمدرب الإسباني ألكاراز لا يتحمّل المسؤولية أبدا، عقده مع الاتحادية واضح، والأهداف المسطرة له لم يكن من ضمنها التأهل لنهائيات كأس العالم، لذا كيف نلوم شخصا تسلم المهمة لمدة 6 أشهر فقط، ويخطئ تماما من يظن بأن هذا المدرب ضعيف، صحيح أنه لا يملك خبرة اللعب في القارة السمراء، بيد أنه لديه رصيد خبرة مهم للغاية، وعاش كل حياته متنقلا بين الأندية الاسبانية، ومرّ عليه لاعبون من مختلف الجنسيات والعقليات، المشكل يبقى في عقليتنا نحن، فبمجرد أن يخسر المدرب لقاءين أو ثلاثة نطالب بإقالته ورحيله، هذا غير معقول أبدا، فالمنتخبات الوطنية تعمل وفقا لبرنامج طويل الأمد يستمر لخمس سنوات على الأقل، ومن بين أسباب التقهقر الذي حدث معنا هو تغيير 4 مدربين في ظرف 3 سنوات فقط، لذا من وجهة نظري المتواضعة الحل لا يكمن أبدا في رحيل ألكاراز وقدوم تقني آخر.
إذن اللاعبون يتحمّلون المسؤولية، وهناك حتى من يتهمهم بالغش مقارنة بما يقدمونه مع أنديتهم الأوروبية، هل هذا صحيح؟
اللاعب عندما لا يجد قوانين صارمة تحكمه، وعقوبات واضحة تطبق عليه، حتما سيصبح متمردا، ويريد التحكم في الأمور، وهذا يحدث داخل بيت "الخضر"، يوجد لاعبون –بصراحة- غشّاشين، ولا يقدمون أقصى ما لديهم فوق أرضية الميدان، والفرق بين المنتخب والنادي هو أن الأندية في أوروبا لا تعرف المجاملة، ولا تسير بعقلية "السوسيال"، ومن لا يقدّم أقصى ما لديه سيجد نفسه ضمن قائمة المسرحين، كما أريد التنويه لنقطة أخرى إن سمحتم...
.....تفضل.
لا يجب أن نكذب على أنفسنا، نحن لا نملك لاعبين كبار في الدوريات الأوروبية، هم أسماء بمستوى جيد ومحترم لا غير، ولا أحد يحمل قميص ناد من الصنف الأول كبرشلونة، ريال مدريد، بايرن ميونيخ والبقية، فمحترفونا ينشطون في أندية من الصنف الثالث أو الرابع على غرار نابولي الذي يلعب له فوزي غولام، مع العلم أنه لا يقدم تماما نفس المستوى، وهو أحد الأسماء التي تم وضعها في قفص الاتهام.
وماذا بخصوص تصريحات فيغولي الذي شدّد على أن المشكل في اللاعبين؟
هذا اللاعب أصبح مهرجا، فقبل مباراة الكاميرون أدلى بتصريحات سخيفة، وظهر في صورة من جاء ليصفي حساباته مع زملائه الآخرين، والدليل أنه قال لا أجد من وقف معي عندما تم إبعادي سابقا، وفي نهاية المطاف شاهدنا أداء ضعيفا للغاية منه، أي أنه تحدث فقط ولم يفعل أي شيء فوق أرضية الميدان، وأنا شخصيا أظن بأن فيغولي انتهى، وهو ينشط حاليا في دوري ضعيف مثل الدوري التركي، فحتى بلوغي سن الـ44 يمكنني بالقليل من التدريبات أن أصبح لاعبا في فريقه الحالي، لذا عليه فقط التزام الصمت.
ألا ترى بأن الحل يكمن في إبعاد بعض اللاعبين المحترفين؟
هناك بعض اللاعبين أصابهم مرض الطغيان، وأضحوا يعتقدون بأن المنتخب الوطني ملك لهم، لذا فإن إبعاد العديد منهم حلّ جزئي لإعادة ترتيب بيت الفريق الوطني، وهذا السيناريو سبق وأن عشته شخصيا، فعندما كنت استدعى لمباريات "الخضر"، شاهدت كيف كان منصوري وزياني يتصرفان ويأمران، هناك أيقنت بأننا لن نذهب بعيدا لأن لا أحد أوقفهما عند حدّهما، ومؤخرا سمعت بأن سليماني اتصل واحتج على عدم استدعائه، وهذا ليس من حقه تماما، فالمدرب الوطني يستدعي من يشاء دون أن يسأل عن خياراته الفنية.
تمت إعادة بعض الأسماء أمام الكاميرون لكن دون جدوى، ما السبب وراء ذلك؟
من المضحك توجيه الدعوة للاعب مثل بلفوضيل، هذا لن يقدم لنا أي شيء إضافي، شأنه في ذلك شأن زميله كادامورو، وحتى بعض اللاعبين الذين تواجدوا في الفترة الماضية لا يستحقون حمل قميص المنتخب في صورة تايدر، فعلا هذا اللاعب لا علاقة له بكرة القدم، وهناك أسماء محلية تلعب أفضل بكثير منه، ومع ذلك يستدعى في كل مرة، بل ويلعب أساسيا.
البطولة المحلية ضعيفة، هل يمكن الاعتماد عليها في تكوين منتخب قوي؟
صحيح أن البطولة المحلية ضعيفة، لكن هناك بعض العناصر الجيدة، وما على الناخب الوطني سوى منح الفرصة لهم، لا أقول بأنهم سيعيدون "الخضر" للواجهة، لكن منحهم الفرصة واجب، وذلك ليس باستدعائهم فقط، بل بالزج بهم كأساسيين، وبعد 3 أو 4 لقاءات يمكن إبعادهم إذا لم يقدّموا المطلوب، ومن هنا أيضا يمكن إسكات من ظلوا يطالبون باللاعب المحلي.
هناك لاعبون دوليون سابقون دافعوا عن زطشي، وقالوا بأنه لم يحصل على الوقت الكافي، ما ردك؟
أنا لست ضد زطشي، لكنني ضد من يدافعون عنه فقط لتقزيم رئيس الفاف السابق محمد روراوة، وعلى رأسهم رابح ماجر، وأستغل الفرصة لأؤكد عبر جريدتكم بأن ماجر لاعب كبير وفقط، أما مشواره كمدرب فحدث ولا حرج، ولا يملك أي صفة تؤهله ليكون إداريا ناجحا، بل أطلب منه الخجل من نفسه واحترام تاريخه، فرصيده لدى الجمهور الجزائري شارف على الانتهاء، كيف للاعب معروف مثله أن يؤكد بأننا سنفوز برباعية على زامبيا، ثم بعد الخسارة أمامهم يقول وماذا أردت أن أقول لكم، هل يظن فعلا بأن الشعب الجزائري ساذج، جمهورنا يعرف كرة القدم جيدا، ولا يمكن لأي أحد كان أن يخدعه، لكن للأسف ماجر يعاني من عقدة نفسية اسمها روراوة، ومن العيب أن يقارن نفسه بجبل ترك بصمة قوية في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
كيف ترى الصراع القائم بين الجيل القديم والحالي؟
أكن كل الاحترام والتقدير لكافة الأجيال التي مرت على المنتخب الوطني، إلا أن هناك عدة لاعبين قدماء وخاصة من جيل 82 ظنوا بأن الزمن توقف عندهم، ولا يحق لأي أحد لعب الكرة بعدهم، وهذا خطأ كبير، فالكرة الآن بصراحة أضحت أقوى بكثير من سنوات السبعينيات والثمانينيات، حين كان اللاعب يؤدي مهمته واقفا في منصبه، لكن الآن الكل يدافعون ويهاجمون في آن واحد، وذلك يتطلب مستوى عاليا وعملا كبيرا، والسؤال، لو كان جيل 82 شابا الآن، هل كان قادرا على اللعب بهذه الوتيرة العالية؟.
في الأخير، ما الحل المناسب بحسب رأيك للخروج من هذه الأزمة؟
علينا أن نتجاوز كل الخلافات الموجودة، وتغليب مصلحة كرة القدم الجزائرية، والبداية رئيس الفاف زطشي مطالب بتنظيف محيطه، والاعتماد على أشخاص أوفياء ويحبون الألوان الوطنية ولا يتبعون مصالحهم الشخصية، ثم ترك المدرب يعمل على المدى الطويل ودون التدخل تماما في صلاحياته، مع وضع كأس أمم إفريقيا 2021 كهدف رئيسي بما أن الوقت ليس كافيا لتكوين مجموعة قوية لكان 2019، ثم التفكير بجدية كبيرة في التأهل لمونديال قطر سنة 2022.
هناك أخبار شبه مؤكدة على أن رابح ماجر سيتولى مهمة تدريب الخضر خلفا لألكاراز، هل تعتقد فعلا بأنه الخيار المناسب؟
طبعا لا، تعيين ماجر كمدرب للخضر يعتبر مهزلة حقيقية، فهذا الرجل حتى وإن كان لاعبا كبيرا ولا اختلاف على ذلك، فإنه لا يصلح تماما لأن يكون مدربا، لقد شعرت بصدمة كبيرة حين سمعت الخبر، فماجر متوقف عن العمل والتدريب لمدة 15 سنة أو أكثر، كما أن مشواره في هذا المجال متواضع للغاية، ماذا فعل طيلة مسيرته، تولى زمام المنتخب الوطني في مناسبتين فكانت الكارثة، أشعر بالأسف فعلا بسبب ما وصلنا إليه، فمن يريدون ماجر هدفهم تحطيم ما تبقى من الفريق الوطني، على أي أساس تم هذا الاختيار، فهو لا يملك شهادات تؤهله لذلك، والمهنة الوحيدة التي مارسها هي التحليل وانتقاد كل شيء كأن كرة القدم توقفت عنده، فتفكيره لا يزال عالقا في سنوات الثمانينات، ولن يقدم أي إضافة تذكر، وما يحز في نفسي هو أن ماجر انتقد جلب راييفاتش، لأنه لم يدرب منذ 5 سنوات، لكنه ودون أي خجل قبل بالمهمة بعد توقفه عن التدريب لـ15 سنة، وأوجه نصيحة له: "من فضلك احترم تاريخك كلاعب كرة قدم كبير، ولا تقبل بهذه المهمة، لأنك ستمحي كل شيء بنيته، ولن تبقي على الاحترام الذي حصلت عليه على مدار السنوات الماضية".