ذكر الله قوت الأرواح والقلوب
13-03-2009, 06:08 PM
ذكر الله قوت الأرواح والقلوب-من أقوال سيدى ابن عطاء الله السكندرى

مفهوم الذكر :
الذكر : هو التخلص من الغفلة والنسيان بحضور القلب مع الحق , وقيل : ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان .
والذاكر قد يكون اللسان , وقد يكون بالجنان ( وهو القلب ) , وقد يكون بأعضاء الإنسان , وقد يكون بالإعلان والإجهار , والجامع لذلك كله ذاكر جامع .
أنواع الذكر :
رزق الظاهر بحركات الأجسام , ورزق الباطن بحركات القلوب , ورزق الأسرار بالسكون .
وليس في الأغذية قوت لأرواح وإنما هي للأجسام , وقوت الأرواح والقلوب ذكر الله علام الغيوب .
قال الله تعالي ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
فإذا ذكرت الله تعالي ذكر معك كل من يسمعك , لأنك تذكر بلسانك ثم بقلبك ثم بنفسك ثم بروحك ثم بعقلك ثم بسرك ,ذلك فى الذكر الواحد .
فإذا ذكرت الله تعالى بلسانك ذكر مع ذكر لسانك الجمادات كلها .
وإذا ذكرت بقلبك ذكر مع قلبك الكون ومن فيه من عوالم الله .
وإذا ذكرت بنفسك ذكر معك السماوات ومن فيها .
وإذا ذكرت بروحك ذكر معك الكرسى ومن فيه من عوالمه .
وإذا ذكرت بعقلك ذكر معك حملة العرش ومن طاف به من الملائكة الكروبيين ( وهم سادة الملائكة سموا بذلك لشدة قربهم من الله تعالى) والأرواح المقربين .
وإذا ذكرت بسرك ذكر معك العرش بجميع عوالمه الى أن يتصل الذكر بالذات .
أفضل الأذكار للسالك المبتدئ :
ومن أفضل الأذكار للسالك أن يبدأ بالصلاة علي حضرة النبي صلي الله عليه وسلم دون غيرها من الأذكار , فإنه صلي الله عليه وسلم الواسطة بيننا وبينه والدليل لنا عليه , والمعرف لنا به , والتعلق بالواسطة مقدم علي التعلق بالمتوسط إليه .
وأيضا محل الإخلاص القلب , وقد يكون مصروفا لغير الله .
والنفس متوجهه الى الخلق , أمارة بالسوء , متبعة للشهوات , مائلة للأباطيل , وذلك كله أدناس تحجب القلب عن الاخلاص ,وعن الوجهة الصحيحة الى الله تعالى .
وهى قابلة لأوامر الشيطان , ولو لم تكن قابلة منه لما وجد مسلكا للقلب , وقبولها منه دليل على غفلتها وغيبتها عن الله تعالى .
والغيبة حجاب كثيف عن خالقها , والحجاب ظلمة , فاحتاج السالك لدفع تلك الظلمة وزوال تلك الأدناس , والظلمة تزول بالنور .
روى أنه صلى الله عليه وسلم قال ( الصلاة علىّ نور ) . وزوال الأدناس بالمطهر .
فلذلك يؤمر السالك بالصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم لتطهير محل الإخلاص , إذ لا إخلاص مع بقاء العلل وزوال النعم .
وللحديث إن شاء الله تعالى بقية .
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وسل