أجهزة لوقف الشخير وإنقاذ الأزواج من الطلاق!
30-09-2018, 09:20 PM



يعد الشخير مشكلا صحيا خطيرا يهدد كثيرا من الجزائريين بتعقيدات ومضاعفات قد تصل حد الموت بعد بلوغ الأمر درجة انقطاع التنفس أو ما يسمى علميا بمتلازمة انقطاع التنفس، كما يلقي بظلاله على الحياة الاجتماعية للأفراد ويحولها إلى جحيم لا يطاق لما قد يسببه من توتر في العلاقة الزوجية وأحيانا تفكيكها والقضاء عليها نهائيا.
يشتكي كثير من الأشخاص لاسيما الأزواج من توتر علاقاتهم بسبب مشكل الشخير وعدم التمكن من إيجاد حلول للأمر، ما جعلهم يجربون كل الوسائل المتوفرة حتى ما يسوّق عبر العالم الافتراضي الذي استثمر فيه كثيرون وروجوا لأجهزة عديدة أثارت تساؤلات حول فعاليتها وجودتها وتأثيرها على صحة مستهلكها.
ومن بين ما يروج، أجهزة استشعار محيطي مصمم للكشف التلقائي عن الشخير لتقليل التكرار وشدة الشخير حسب ما ورد في بعض الاعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويستخدم الجهاز حسب مروجيه آلية استرجاع البيولوجي الطبيعي للجسم عن طريق تحفيز الأعصاب في منطقة المعصم ويحسن نوعية النوم، مؤكدا عدم تعرض المستخدمين لأي آثار جانبية ضارة، كما أنه لا يوقظ مستخدمه من النوم وهو مصمم لأقصى قدر من الراحة والملاءمة ومناسب للاستخدام في أي مكان وزمان.
ويعرض المروجون المنتج بثمن يقدر بـ3600دج تضاف اليه 400 دج تكاليف الشحن.
الشخير يوصل أزواجا إلى المحاكم وآخرين إلى المستشفيات

كشف المحامي بهلولي براهيم في تصريح للشروق اليومي عن وجود حالات وإن كانت نادرة وصلت إلى أروقة المحاكم بين أزواج بسبب الشخير واستشهد المتحدث بحالة بلغت مكتبه كانت لزوجة في بداية حياتها الزوجية تقدمت إليه بطلب خلع بسبب شخير زوجها الحاد وعدم تمكنها من تحمل ذلك.
وعاد بهلولي ليؤكد أنّ الطلاق ليس هو الحل دوما لمثل هذه المشاكل، لأن العلاقة مقدسة لاسيما في وجود أبناء وما قد ينجم عن ذلك من انعكاسات سلبية على تنشئة الأطفال وتسربهم المدرسي وانحرافهم.
وكشف المختص في الأمراض التنفسية والصدرية بمستشفى رويبة غرناووط مرزاق أنّ هذا المشكل يؤرق كثيرا من الأزواج والزوجات، حيث تستقدم بعض النساء أزواجهن إلى الطبيب لمحاولة إيجاد حلول للمرض، مبينا استقباله لحالات عديدة أثر الشخير فيها على علاقتهما الزوجية.
الرجال أكثر من يعاني من الشخير بنسبة 60 بالمائة

وفي السياق، أوضح البروفيسور غرناووط مرزاق أنّ الشخير صوت حاد مزعج، يصدر من الأنف والفم خلال النوم ولا يشعر به النائم، حيث أن المحيطين به هم من يخبرونه بذلك، ويعد علاجه عملا تكامليا بين مختصي الأنف والأذن والحنجرة وبين المختصين في الأمراض التنفسية والصدرية.
وكشف محدثنا أنّ الرجال بعد سن الأربعين أكثر عرضة للإصابة بالمشكل من النساء، حيث تصل النسبة إلى 60 بالمائة لدى الرجال و40 بالمائة لدى النساء. وبلغة الأرقام دائما تطرق المختص إلى جهاز قياس نسبة الشخير وحدّته، حيث قال أن الشخير يكون محتملا إذا كان بين 40-45 ديسيبال و60-65 ديسبال، أمّا إذا بلغ أكثر من 95 ديسيبال فهنا يصبح خطيرا ومزعجا جدا ومرضيا ويعاني من هذا الوضع 25 بالمائة من الرجال و15 بالمائة من النساء.
ومن بين أهم الأسباب التي تساهم في بروز الشخير ورفع حدته، وفق ما افاد به غرناووط، نجد السمنة خاصة على مستوى البطن ما يتسبب في ضيق للمجاري التنفسية بالإضافة إلى التعب والإرهاق الشديدين وشرب الكحول.
ونصح المختص في مستشفى رويبة بضرورة تخفيف الوزن وتناول وجبه العشاء ساعتين على الأقل قبل النوم.
وأضاف غرناووط “ما نخشى منه كمختصين هو ظهور بعض الأعراض والتعقيدات مع الشخير ومن أهمها النوم المفرط صباحا وصعوبة التركيز وارتفاع ضغط الدم والسكري، خاصة انّ 80 بالمائة من هؤلاء يعانون من متلازمة انقطاع التنفس ويمكن لا قدر الله لصاحبها الوفاة بسكتة قلبية”.
وفي مثل هذه الحالات يطلب المختص تحاليل وقد يستعين بجهاز للمساعدة على التقليل من الشخير، وقد اثبت الجهاز تحسن أكثر من 60 بالمائة من المرضى وحدوث استقرار وتوازن في ضغطهم الدموي.
أمّا عن الأجهزة الأخرى التي توضع في الأنف أو اليد، فقال المختص انه لم يجربها ولم يطلع إلى غاية الآن على نتائجها على المرضى الجزائريين الذين يعدون أفضل مؤشر على نجاحها، موضحا ضرورة التواصل مع المختص قبل استعمال أي جهاز قد يعرض حياتهم لمضاعفات.
حماية المستهلك: أجهزة وقف الشخير تطرح الكثير من التساؤلات

وبدوره، أفاد مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك أنّ ترويج مختلف المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كثر في المدّة الأخيرة، حتّى أنّها في المدة الأخيرة باتت تتناول منتجات ذات علاقة بصحة المواطن وأمنه.
ولفت المتحدث الانتباه إلى أن أجهزة وقف الشخير التي تروج بشكل لافت خلال الأسبوعين الأخيرين تطرح العديد من التساؤلات، حيث قال “للأسف الشديد عند تسليم البضاعة لا يوجد فيها وسم بالعربية ولا اسم المستورد ما يجعلنا نتساءل عن كيفية إدخالها إلى أرض الوطن والترويج لها، كما أننا لا نعلم مدى أمن وسلامة الجهاز، وهذا لا يعني – حسبه – التشكيك في نوعية وجودة المنتج بقدر ما هو تخوف ورغبة في الاطمئنان على صحة المستهلك الذي يستعملها وما تأثير ذلك من هزات وارتدادات على مختلف الفئات وعن مدى تناسب الجهاز مع بعض المرضى الذين يعانون أمراضا مزمنة.