حــور الجنان قد أشفت أسقامي !!
22-10-2018, 06:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم












حــور الجنان قد أشفت أسقامي !!
توالت زرافات الحسان تزورني في عنبر المنامة .. ركب تلو ركب يردد سماحة قول تعني السلامة .. لقد أحببت سقمي حين أوجدني في رفقة أهل البهاء والرزانة .. وتلك عيني تشتكي الإبهار من أقمار تجاهر بالإنارة .. زمر تلو زمر تزهو بالمحاسن وتتنافس بالأناقة .. وحينها تيقنت بأني عزيز في خواطر أهل السماحة .. تزيدني الإطلالة زهواً وفرحاً كلما تقدم أسراب الحمامة .. لقد أمطروني عطفاً وحناناً بقدر زادني عزاً في المكانة .. مالي أرى الدنيا تفوح عبقاً وعطراً كلما تزورني فرق الجماعة ؟.. تتوالى الأسراب في المزار وكل سرب يماثل العقد المرصع بحبات الجمانة .. وقد أصبحت جدلاً يجذب الأنظار كلما تزورني ظباء اليمامة .. وكأني قبة المزار لشيخ جليل يجذب الأتباع بفرية الإشاعة !.. وتلك هواجس في النفس تشغل بالي ولا أريد أن ألمح بالإشارة .. حيث أن عيني تترصد خلسة قدوم ظبية لعلها تكون في رفقة البطانة .. فكلما يزورني سرب الحسان فإن العين تبحث خلسة عن الغزالة .. وفي ذات يوم أشرقت بوادر الخير حين ناد المنادي بالبشارة .. فذاك ركب قد أطل وفيه تلك البهية تتلألأ كالمنارة .. درة كاملة الجمال تتوسط حبات عقد مرصع بأروع الحجارة .. دنت إلينا في حياء ثم قالت شفاكم الله وألبسكم ثوب السلامة .. وتلك حروفها قد مثلت ترياقاً أذهبت عني ملامح الأسقام بالإزالة .. فقلت لها ولكم السلام يا نجمة الإصباح ويا روعة الإطلالة .. لما الغياب ونحن نشتكي الآلام منذ أيام ونترقب الزيارة ؟.. فقالت كنت أجهل الأمر وأنت أدرى بصدق الرواية .. ولو كنا على علم لهرولنا إليكم منذ لحظة البداية .. نخفف عنكم الآلام والأوجاع برفقة تعني الحنان والرعاية .. ولو جاز لخل أن يحمل أسقام خل لحملنا عنكم تلك الأسقام بالإنابة .. فقلت لها سلام لكم فإني لا أطيق قولاً يجرح القلب بالملامة .. أتركي الأسقام لأهلها فنحن أهل الأسقام بفطرة الهيام والشدة التواقة .. نشتكي الأوجاع والأشجان ثم نرجو الشفاء منكم بنظرة وإدامة .. أنتم الداء وأنتم الدواء فيا عجباً من غرابة الحكاية !. لقد أبهجتني زيارة الحسان بروعة العطف والحنان ووقفة الصدق والأمانة .. ومن قبل كنت أجهل أني عزيز ذو قيمة عالية وغالية تعادل الألماس في المكانة .. وما زلت أمتطي سروج التواضع مطية وفرساً وتلك شيمتي حتى القيامة .
ــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد