هل نحن في حاجة إلى "أساتذة" أصلا؟
06-03-2015, 07:00 AM

الكاتب:عبد الناصر

هل السيدة نورية بن غبريط هي الشخص المناسب في المكان المناسب، لتحمل أمل الأمة، في مدرسة تربية وتعليم؟

سؤال نكاد نجزم أن الإجابة عنه من الأولياء ومن الأساتذة ومن التلاميذ بـ "لا" قد تقارب المئة بالمئة.

وهل الأساتذة الذين دخلوا في إضراب عن تقديم العلم لتلاميذ الجزائر، ورفضوا الخروج منه، مؤهلون أيضا لحمل رسالة، وضع حجر أساسها الجيل الباديسي الجميل؟

سؤال نكاد نجزم أن الإجابة عنه من عامة الشعب بـ "لا" قد تقارب المئة بالمئة.

بعض الجزائريين من شدّة اليأس والقنوط، صاروا مقتنعين بأن البرلمانيين الذين اجتمعوا هذا الأسبوع مجرّد صور من دون روح، تواجدهم مثل العدم، ولا منفعة للدولة ولا للشعب فيهم، ما عدا مضار المرتبات والمزايا التي يأخذونها، وبعضهم صار مقتنعا بأن قطاع الصحة هو سبب الأمراض في الجزائر، وقطاع النقل سبب حوادث المرور وفوضى الازدحام، وحتى الأساتذة - من همّ الناس وحزنهم على أبنائهم- صار البعض يرى أنه لا جدوى من وجودهم، وقد يتعلّم التلميذ من الأنترنت ومن خارج المدرسة، أحسن مما يقدمه له أستاذ، لا شغل له سوى المطالبة بما يسمّيه حقوقه المهضومة، ولا أحد من الوزراء الحاليين أو الذين سبقهم، بإمكانه أن يقنعنا بأن الحكومات المتعاقبة ليست حكومات تصريف أعمال، تأخذ ما هو موجود من أموال ريع النفط، لتصرفه على مختلف القطاعات من دون أي بذل لخلق فكرة وتطبيقها.

بعض الأساتذة في الجزائر يتحدثون عن 2000 دولار التي يتقاضاها الأستاذ الياباني شهريا، وبعض البرلمانيين يتحدثون عن مرتب 20 ألف أورو الذي يناله منتخبو بلجيكا شهريا، وبعض الأطباء يقارنون ما بين مرتباتهم وأكثر من ثلاثين مليونا يتقاضاها الطبيب في تونس وفي المغرب. وواضح أن تعامل الشعب بعمّاله وبطّاليه وطلبته، قد خرج عن سكة المواطنة والضمير المهني، وواضح أن الدولة خرجت أيضا عن سكة الدور الذي من المفروض أن تقوم به. والذي يتابع حوار الطرشان، بين النقابات التعليمية وبين وزارة التربية والتعليم، يدرك أن المستوى قد وصل إلى الحضيض، من دون أن يعلم المتخاصمون وربما يعلمون.

وإذا صحّ أن إحدى النقابات قد طالبت بسنة استرخاء، يرقد فيها الأستاذ لأجل الراحة أو ربما لممارسة مهن أخرى ويتلقى راتبه جزاء نومه أو ربما عمله في قطاع آخر، فإن بعض الأساتذة- ولحسن الحظ ليسوا جميعا- يبدو أنهم يمتهنون عملا آخر، لا تربية فيه ولا تعليم، وإذا صحّ أن بعض المسؤولين في وزارة بن غبريط، قد قالوا إن التعليم لا يمنح البلاد أي دخل مالي، ومن المفروض أن يكون في أسفل القطاعات، فمعنى ذلك أننا أمام وزارة، بعض أروقتها، لا تربية فيه ولا تعليم، وبين هذا الهمّ وذاك الهمّ، علينا أن نعود الآن بعد خمس وسبعين سنة من وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس، لنبكي على مدارس التربية والعلم التي بعثها العلامة، ذات.. استعمار مظلم.