مشهد من ألف ...
12-12-2014, 02:31 PM
المشهد الأول :
ذات عام من السنوات الماضية و في إحدى ولايات الجزائر الحبيبة ، كانت الوجهة الى مسجد الأمير عبد القادر ، فقد صدح الأذان في الأجواء ، و حين جالت في الخاطر ( فاسعوا إلى ذكر الله ) ، ضجّت الطرقات المؤدّية إلى المسجد ( و من كل فج عميق ) انطلق النّاس ...أطفال شيوخ شباب و رجال ، منهم الراجل و منهم الرّاكب ( و على كل ضامر ) ، أغلقت المحلّات و أوصدت الأبواب إلّا أبواب المساجد .. أدمع هذا المنظر العيون و أثار الأشجان و بدأ القلب في الأحشاء يضطرب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) كانت بعض الجماعات تراقب الحجيج ، حجيج بيوت الله و لسان حالهم يرتّل ( ألم يئن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله .. ؟ ) كانت الأقمصة البيضاء تثلج الصدور و كانت اللحية السوداء برائحة الإسلام تعطّر الأجواء بعطر الدّين .. بعطر الحبيب المصطفى ، تمازج غريب لكنّه رائع ، فسيفساء من متجلببات و ملتحين ، شدّ الطفل الصغير يد والده و قال ببراءة : أبي عندما أكبر سأترك لحيتي ( ترجع طويييييلة كيما أنت ) قبّل الوالد يد طفله ( فعلمت فيما بعد أنّ من السنّة تقبيل يد الأطفال ) ، ترتيل و تجويد ركوع و سجود لحية و قميص فرض و سنّة ( صبغة الله و من أحسن من الله صبغة ) ...
المشهد الثاني :
كنت في بدايتي وقتها و لم أكن يهمّني شيء إلّا تقليد المصطفى الحبيب صلى الله عليه و سلم فأرخيت لحيتي أخذا بقوله : ( ... و اعفوا اللحى ) و حتى لا أكون ممّن أمروا بــ : ( لآمرنّهم ليغيّرن من خلق الله ) و كنت أبحث عن لباس اسلامي يليق باللحية فوجدته حين ولجت أحد الأبواب الواسعة و جدته في ( و لباس التقوى ذلك خير ) ، مررت على أحدهم فغمز و همز و لمز فالتفتّ إليه و سلّمت ثمّ قلت تقصدني أنا ، فقال : لماذا اللحية ..؟؟ هي من الرياء فقلت أكان يرائي بها المصطفى قال : ذلك وقت و هذا وقت فقلت له : أنظر لحالك سجارة في اليد و شبه سروال مبقّع مقطّع ، أسفله يجر الأوساخ و أعلاه لا يستر العورة ، فقال : علّمكم الألباني كلّكم ..فقلت : من هذا الألباني..؟؟ قال : شيخكم ، قلت و إلى مايدعو..؟؟ قال : لمثل مظهرك ، قلت : تقصد لمثل مظهر الرسول صلى الله عليه و سلّم .. فتلعثم ... و مررت و أنا أتمتم من هذا الألباني الذي لا يعجب مثل هذه الفئة ..؟؟ ( سجائر و غناء و تشبّه بالكفار ) أكيد أنّه رجل عظيم مادامت هذه الأشكال تتحدّث عنه بغصّة ... وبعد بحثا معمّق إذا به المحدّث العلامة الشيخ محمد ناصر الديّن الألباني رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه شيخي و كلي فخر ...هكذا عرّفني بح أحد خصومه ؟؟ ( و الفاهم يفهم )
نسبوا إلى الوهاب خير عباده :::: يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح :::: وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية :::: سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله :::: هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم :::: توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ :::: فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم :::: نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً :::: ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم :::: عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه :::: حنفاء رغم الفاجر المرتاب
المشهد الثالث :
خرجت من المسجد العتيق داعيا الله سبحانه و تعالى أن يبلّغني البيت العتيق ، رفعت حذائي و جلست و أنا أرتديه فقلت بسم الله ( فمن السنن المهجورة أن تجلس عند لبس اللحذاء ) و كان بجانبي رجل يمرقني بعينيه و هو مشغول بتفحّص شعر لحيتي و مراقبت قميصي ، قلت له يا أخ : السلام عليكم تيمّن و أنت ترتدي نعليك قال : و ابتسامة صفراء ارتسمت على وجهه ، قال : هل أنت وهابي قلت له لا أنا مسلم ، قال نعم نعم أقصد هل أنت من أتباع محمد بن عبد الوهاب ، قلت لا أنا من أتباع محمّد بن عبد الله صلى الله عليه و سلّم ، فقال هكذا يقول أتباع محمد بن عبد الوهّاب ، قلت له : و هل يرخون لحاهم كما يفعل الرسول قال : نعم و يحافظون على الصلوات الخمس في المساجد رغم أنّهم يدّعون أنّ الأرض كلّها جعلت لهم طهورا أليس هذا تناقض..؟؟ ، و هم أيضا يحبّون الأبيض من الأقمصة كأنّهم ضد التطور ، و يكثرون من النّوافل فهي شغلهم الشاغل لا يكفّرون بالكبيرة لا يخرجون عن الحاكم و أشياء كثيرة يقومون بها تثير اشمئزاز الكثير فهي ليست من الدّين .. قلت : مثل ماذا أيضا ..؟؟ قال : كتركيزهم على التوحيد ، توحيد الله ...نعم حتى و لخوفهم على ضياع التوحيد و تفش الشرك زعموا... بيّنوه و أفنوا عمورهم موحدّين يدعون للتوحيد فقط و لمّا كثر الشرك في البلدان حسبهم ، قسموا التوحيد إلى ألوهية و ربوبية و أسماء و صفات ، قلت أمتأكد بأنّهم يؤمنون بكل هذا و أفنوا عمورهم في تعليم ذلك ، قال نعم متشدّدون هم ... قلت و الذي نفسي بيده إن كان ما تقول حقا مع حرصهم على تقليد الرسول ... لأكونّن معهم ... و لنعم التّشدد هو ..
إن كان تابع أحمد متوهبا :::: فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي :::: رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا :::: قبر له سبب من الأسباب
كلا ولا حجر ولا شجر ولا :::: عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة :::: أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية :::: الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث :::: في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا :::: أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من جهمية عنها عتت :::: بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدرة :::: فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ :::: ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقداً به :::: صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلْـ :::: ـيَبْكِ المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا :::: من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة :::: متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم :::: ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم :::: غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى :::: ومشوا على منهاجهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا :::: عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
لا شيء
كل شيء كما كان
كأن غبار الأرصفة ألف مدينتنا بعدك ، حين تمطر يصبح و حلا ، و عند القحط رذاذٌ يعمي العيون ، و في كل الحالات ، نحن نتسخ كلما طال بنا الزمن...
كل شيء كما كان
كأن غبار الأرصفة ألف مدينتنا بعدك ، حين تمطر يصبح و حلا ، و عند القحط رذاذٌ يعمي العيون ، و في كل الحالات ، نحن نتسخ كلما طال بنا الزمن...
من مواضيعي
0 شَوِِقْ...
0 و أبحث عني..
0 أُنثى يُبعْثرها الفُضول .
0 بيتُ القصيدْ
0 هل عصت أمّنا حواء أمر ربنا...؟؟
0 ذاتَ غفوةٍ .
0 و أبحث عني..
0 أُنثى يُبعْثرها الفُضول .
0 بيتُ القصيدْ
0 هل عصت أمّنا حواء أمر ربنا...؟؟
0 ذاتَ غفوةٍ .
التعديل الأخير تم بواسطة امر طبيعي ; 12-12-2014 الساعة 03:02 PM
سبب آخر: أدبي