إيران تستعد لمنح الجنسية لجواسيسها وعملائها
26-07-2015, 08:53 AM
ع*. س*/ وكالات
ADVERTISEMENT
بدأت طهران تتصرف وكأنها في* حل من كل الالتزامات بعد أيام من توقيع الاتفاق النووي* مع الغرب،* في* مسعى لطمأنة حلفائها وعملائها*.وكشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن سعي* مجلس الشورى الإيراني* إلى إدخال تعديل على القانون المدني* للبلاد،* ليسمح بمنح الجنسية الإيرانية لجواسيس وعملاء إيران والمرتزقة الذين قاتلوا ويقاتلون إلى جانبها*.
ويُتوقع أن تُثير هذه المسألة الكثير من الجدل على الصعيدين الإقليمي* والدولي* بالنظر إلى أبعادها الخطيرة،* وتأثيراتها المباشرة على مستوى التوازنات الأمنية في* المنطقة،* لا سيما أنها تستهدف بالأساس الجواسيس والمتعاونين استخباراتيا والمرتزقة من جنسيات أجنبية،* الذين* يقاتلون ويتجسسون لصالح مشاريع طهران في* العالم،* خاصة الموالين لها في* المناطق الساخنة*.
وأفاد موقع مركز دراسات مجلس الشورى الإيراني،* أن مجلس الشورى رفع مذكرة لـ"إبداء الرأي* التخصصي* في* تعديل المادة* 980* من القانون المدني،* لتسهيل منح التبعية للمقاتلين والمضحين والنخب من* غير الإيرانيين*".
وأوضح أن* "هذا المشروع* يهدف إلى تسهيل عملية منح الجنسية لمقاتلين ومجاهدين* غير إيرانيين* يساهمون في* مسار معركة الحق ضد الباطل أو لنخب تخدم الجمهورية الإسلامية*"،* على حد قوله*.
ووزع مركز الدراسات التابع للسلطة التشريعية الإيرانية للفئات التي* من المقرر أن* يشملها هذا التعديل القانوني* إلى أربعة أصناف،* من سماهم* "المقاتلين والمجاهدين* غير الإيرانيين*" وهم ميليشيات أجنبية تابعة لإيران،* و"المعوقون* غير الإيرانيين*" ـ الذين أصيبوا بالإعاقة في* معارك لصالح إيران ـ،* والموصوفون بـ"عائلات الشهداء* غير الإيرانيين*" ـ أسر القتلى في* معارك إيران ـ،* ورابعا* "النخب* غير الإيرانية المتعاونة مع الأجهزة الثورية*" ـ المتعاونون استخباراتيا مع إيران ـ*.
ويُبرر المقربون من إيران هذه الخطوة بأنها مسألة* "سيادية*"،* وأن إيران سبق لها أن منحت جنسيتها لعدد من الأجانب منهم القيادي* في* حزب الله اللبناني* عماد مغنية الذي* كان* يحمل الجنسية الإيرانية قبل اغتياله في* شهر فبراير من عام* 2008* وسط العاصمة السورية*.
وتساءلت صحيفة اعتماد القريبة من المعارضة الإيرانية الإصلاحية قائلة*: "إن السؤال الملح الذي* يُطرح في* أعقاب نشر نص هذا المشروع*: هل* يعد هذا الأمر بمثابة خطوة أولى لتجاوز قانون الجنسية الإيراني* المبني* على أساس الدم والوجود على تراب البلد إلى منح التبعية لمقاتلين* غير إيرانيين* يحاربون في* الخارج خدمة لأهداف إيران؟*"
ويحمل هذا التساؤل أكثر من دلالة سياسية،* خاصة أن المراقبين لا* يخفون خشيتهم من تبعات ذلك على الأوضاع الملتهبة في* المنطقة،* ولا* يترددون في* التحذير من تداعياته الخطيرة على مجمل التوازنات في* عدد من الدول التي* تعج بالآلاف من الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط الحصول على الجنسية الإيرانية وفقا لهذا المشروع*.
ويتعلق الأمر هنا مباشرة بالعراق،* حيث* يوجد فيلق بدر وفيلق القدس،* اللذان* يضمان مقاتلين* غير إيرانيين نظمهم ودربهم الحرس الثوري* الإيراني،* ولبنان حيث حزب الله الذي* يُعتبر أفراد قواته ذراعا ضاربة لإيران،* ثم سوريا التي* ينتشر فيها الكثير من الموالين لطهران،* واليمن الذي* عرف تزايد نفوذ إيران من خلال ميليشيا الحوثي،* بالإضافة إلى المئات من العناصر الأخرى من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة تعمل مباشرة في* دائرة الجهود الاستخباراتية التي* تمد طهران بالمعلومات اللازمة في* كافة المجالات*.