سباق خلافة بلاتير ينحصر بين الشيخ سلمان وأنفانتينو.. والبقية "أرانب"
03-02-2016, 03:16 AM

م. علال

تسارعت الأحداث في الفترة الأخيرة فيما يخص انتخابات الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم، التي ستجري في نهاية شهر فيفري المقبل، والتي ستعرف تنافس 5 مرشحين لخلافة العجوز السويسري جوزيف سيب بلاتير، وتكشف "الشروق" في هذا السياق السيناريوهات المحتملة لما سيجري يوم الـ26 فيفري، وكذا دور بعض الشخصيات الرياضية والعوامل الرياضية والاقتصادية وحتى السياسية التي ستحدد معالم الرئيس الجديد لأعلى هيئة كروية في العالم.
كشفت مصادر متطابقة لـ"الشروق" السيناريوهات التي ستعرفها الأمتار الأخيرة من سباق رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وحضرت الصراع بين البحريني الشيخ سلمان بن براهيم أل خليفة رئيس الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، وغريمه السويسري-الإيطالي جياني أنفانتينو الأمين العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بينما اعتبرت باقي المرشحين "أرانب سباق" فقط وهم الأردني، الأمير علي بن الحسين، الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل، والفرنسي جيروم شامبان.
وفقد هذا الثلاثي حظوظه مسبقا في مقارعة الشيخ سلمان وأنفانتينو، حيث خطف الأول الأغلبية الساحقة لأصوات القارة الأسيوية الـ46 من الأمير الأردني، الذي فقد أيضا الكثير من الأصوات عبر العالم والتي كانت قد ساندته في الانتخابات التي جرت في ماي الماضي، حيث حصل على 73 صوتا مقابل 133 لبلاتير، الذي أعلن استقالته بعدها، بينما لا يحظى الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل حتى بدعم القارة الإفريقية التي يتمني إليها، شأنه شأن الفرنسي جيروم شامبان، الذي خطف منه أنفانتينو دعم أعضاء القارة الأوروبية الـ53، و في مفارقة غريبة لم يحظ شامبان حتى بدعم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، الذي أعلن تأييده لمنافسه السويسري.
وبينما نفى أقوى المرشحين لرئاسة الفيفا الشيخ سلمان وأنفانتينو الأخبار التي راجت مؤخرا حول انسحاب أحدهما لمصلحة الأخر، أكدت مصادرنا بأن الأمر قد يحدث فعلا في الساعات الأخيرة التي ستسبق الانتخابات، مرجحة انسحاب البحريني لصالح السويسري الذي يحظى بدعم اتحادات أوروبا وأمريكا الشمالية والوسطى والكاراييبي، وكذا أمريكا الجنوبية، فضلا عن بعض الاتحادات في القارة الإفريقية وكذا أوقيانوسيا.
وتعتبر القارة الإفريقية أكبر كنفدرالية وتضم 54 اتحادا، تليها قارة أوروبا بـ53 اتحادية بعد تجميد عضوية اتحاد مضيق جبل طارق، تليهما القارة الأسيوية بـ46 اتحادا، ثم اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاراييبي بـ 36 اتحادا، وبعدها اتحاد أمريكا الجنوبية بـ10 اتحادات، وأخيرا أوقيانوسيا بـ11 اتحادا.
وبينما أعلنت كل الكنفدراليات على مستوى العالم عن المرشح الذي ستؤيده في انتخابات رئاسة الفيفا، يترقب الجميع إعلان الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) عن موقفه بخصوص المرشح الذي سيدعمه يوم الـ5 من شهر فيفري الجاري خلال اجتماع مكتبه التنفيذي بالعاصمة الرواندية كيغالي، وسبق للكاف وأن أجل مرتين الإعلان عن موقفه النهائي، بحجة ربح الوقت واتخاذ القرار المناسب بدعم المرشح الأبرز لرئاسة الفيفا.
وفي سياق متصل، شهدت العاصمة القطرية الدوحة نهاية الأسبوع المنقضي، حدثا بارزا وهو حضور المرشحين الخمسة لانتخابات الفيفا، ما غطى نوعا ما على المباراة النهائية لبطولة أسيا لفئة أقل من 23 سنة، ويبدو أن خارطة طريق رئاسيات أكبر هيئة كروية عالمية رسمت بـ"دوحة العرب"، التي احتضنت المرشحين الخمسة على مختلف أطيافهم، في صورة تجسد الدور الذي تلعبه هذه الدولة الخليجية للترويج لمختلف الأحداث الرياضية العالمية الكبرى، وعلى رأسها مونديال 2022 الذي سيجري على أرضها، وشهدت الدوحة عقد اجتماعات كثيرة رسمية وأخرى في "الكواليس" بين مرشح أسيا الشيخ سلمان مع أعضاء مكتبه التنفيذي في قارة أسيا، وكذا مع رؤساء اتحادات من قارة إفريقيا، على غرار رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة، بينما التقى السويسري أنفانتينو للمرة الثانية رؤساء اتحادات أسيا بعد أن سبق له وأن اجتمع بهم في ديسمبر الماضي بنيودلهي، على هامش الحفل السنوي للاتحاد الأسيوي، وبالمقابل كانت تحركات المرشحين الباقين قليلة جدا بالنظر لالتفاف أغلب رؤساء الاتحادات حول كل من الشيخ سلمان وكذا أنفانتينو.

الشيخ سلمان وأنفانتينو يرفعان التحدي
وظهر المرشحان البارزان لرئاسة الفيفا الشيخ سلمان وأنفانتينو بمظهر الواثقين من نفسيهما للفوز بسباق الرئاسة، حيث أعلن الأول في الساعات القليلة الماضية بأن الصراع سيكون فقط بينه وبين أنفانتينو، وقال في تصريحات لوكالة "فرانس برس" أول أمس"هناك مرشحين فقط يمكنهما الفوز برئاسة فيفا هما أنا وجياني إينفانتينو"، وأضاف: "جاني لديه دعم الاتحاد الأوروبي، وأنا مرشح الاتحاد الآسيوي الذي دعمني أيضاً، ومن خلال ما أسمع وما أشعر به أعتقد بأن الأمر محصور بيني وبينه"، وتابع المرشح البحريني: "أي مرشح يشعر بأنه غير قادر على تأمين العدد الأدنى من الأصوات للمنافسة، يجب أن ينسحب من السباق، وأن لا يستعمل ترشيحه للمفاوضة على منصب معين، فيجب أن نكون واقعيين بشأن من يملك أفضل الفرص للفوز بالرئاسة، وعما إذا كان يتوقع انسحاب عدد من المرشحين قبل الانتخابات أجاب : "أجل، أعتقد بأن اثنين يمكن أن يعلنا انسحابهما، من دون ذكر اسميهما"، وأعرب رئيس الاتحاد الآسيوي عن تفاؤله وثقته بإمكانية الفوز، ملمحاً إلى مؤشرات إيجابية تجاهه من القارة الإفريقية.
وأوضح: "خلال زياراتي إلى إفريقيا ولقاءاتي مع القيادات الرياضية فيها، لمست أن هناك تفاهماً وتجانساً بين الاتحادين القاريين، فمصالحنا واحدة، وسبق أن تحالفنا معاً في السابق، فنحن ننسق معاً منذ البداية على أساس المحافظة على مصالحنا، والمؤشرات حول إمكانية حصولي على دعم القارة الإفريقية إيجابية، لكن القرار النهائي يعود إلى المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي"
وكان الاتحادان الآسيوي والإفريقي وقعا قبل أيام مذكرة تعاون انتقدها المرشح الأردني الأمير علي بن الحسين خصوصاً في هذا التوقيت، لكن الشيخ سلمان أكد لاحقاً أن الاتصالات بشأنها سبقت إعلان ترشيحه.
على صعيد أخر، نفى انفانتينو تكهنات بشأن وجود اتفاق مع الشيخ سلمان لتجنب المواجهة المباشرة بين الاتحادين الآسيوي والأوروبي خلال التصويت، وقال انفانتينو في تصريحات لوكالة "رويترز": "سأنافس لأجل الفوز، أنا مرشح للرئاسة وهذا الدعم يمنحني مسؤولية أكبر وسيدفعني للمضي قدما حتى النهاية لأصبح رئيسا للفيفا"، وأضاف: "لست مرشحا لرئاسة الفيفا لكوني الأمين العام (للاتحاد الأوروبي).. أحظى بدعم من مختلف أنحاء العالم وسأحصل على مزيد من الدعم مع كامل الاحترام لبقية المرشحين بالطبع، سأشارك لكي أكون الرئيس المقبل للفيفا"، وتابع: "هذا يمثل بالتأكيد دعما كبيرا لي من خارج أوروبا، وأعتقد أن هذا أول دعم علني لأي مرشح من خارج قارته."