أبو حيان الغرناطي
15-11-2020, 11:37 AM


اسمه ونسبه ومولده
هو الشيخ الإمام العلامة أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي الجياني الغرناطي ثم المصري الظاهري[1]، النفزي، نسبة إلى قبيلة من البربر، نحوي عصره ولغويه ومفسره ومحدثه ومقرئه ومؤرخه وأديبه، ولد في إحدى جهات غرناطة وتحديدًا في بمدينة مطخشارش في سنة 654ه= 1256م[2].

علمه
كان أبو حيان الغرناطي من كبار العلماء باللغة العربية والتفسير والحديث والتراجم واللغات[3]، فقد قرأ القرآن بالروايات، وسمع الحديث ببلاد الأندلس وإفريقية ومصر والحجاز من نحو أربعمائة وخمسين شيخًا، واجتهد وطلب وحصل وكتب، وله إقبال على الطبلة الأذكياء وعنده تعظيم لهم. نظم ونثر، وله الموشحات البديعة، وهو ثبت فيما ينقله محرر لما يقوله، عارف باللغة ضابط لألفاظها، وأما النحو والتصريف فهو إمام الدنيا فيهما، وله اليد الطولى في التفسير والحديث والشروط والفروع وتراجم الناس وطبقاتهم وتواريخهم وحوادثهم وتقييد أسمائهم، وأقرأ الناس قديمًا وحديثًا، وألحق الصغار بالكبار، وصارت تلامذته أئمة وأشياخًا في حياته[4].

قال عنه الصفدي: ولم أر في أشياخي أكثر اشتغالاً منه لأني لم أره إلا وهو يسمع أو يشغل أو يكتب. ولم أره على غير ذلك[5]، كما مدحه بكلام جميل فقال: "كان أمير المؤمنين في النحو، والشمس السافرة شتاءً في يوم الصحو، والمتصرّف في هذا العلم، فإليه الإثبات والمحو، لو عاصر أئمة البصرة لبَصرهم، وأهل الكوفة لكفَّ عنهم اتّباعهم الشواذ وحذّرهم، نزل منه كتاب سيبويه في وطنه بعد أن كان طريداً، وأصبح به التسهيل بعد تعقيده مفيداً، وجعل سرحة شرحه وجْنة راقت النواظر توريدًا، ملأ الزمان تصانيف، وأمال عُنق الأيام بالتواليف[6].

مصنفاته
اشتهرت تصانيف أبو حيان الغرناطي في حياته وقرئت عليه، ومن أهم كتبه (البحر المحيط) في تفسير القرآن، و (مجاني العصر) في تراجم رجال عصره، و (طبقات نحاة الأندلس) و (زهو الملك في نحو الترك) و(الإدراك للسان الأتراك) و(منطق الخرس في لسان الفرس) و(نور الغبش في لسان الحبش) و (تحفة الأريب) في غريب القرآن، و (منهج السالك في الكلام على ألفية ابن مالك) و(التذييل والتكميل في شرح التسهيل) في النحو و(عقد اللآلي) في القرآت، و (الحلل الحالية في أسانيد القرآن العالية) و (التقريب)، و(ارتشاف الضرب من لسان العرب) و(اللمحة البدرية في علم العربية) وغير ذلك من الكتب والمصنفات[7].

منهجه ووفاته
كان أبو حيان الغرناطي شيخًا حسن العمة، مليح الوجه، ظاهر اللون، مشرباً بحمرة، منور الشيبة، كبير اللحية، مسترسل الشعر فيها، كان أولًا يرى رأي الظاهرية، ثم إنه تمذهب للشافعي رضي الله عنه[8]، وبعد رحلاته في طلب العلم وانتقاله من بلد إلى آخر أقام بالقاهرة، وتوفي فيها بعد أن كف بصره سنة 745هـ= 1344م[9].


قصة الإسلام
[1]مرعي الكرمي: الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية، تحقيق: نجم عبد الرحمن خلف، دار الفرقان، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1404هـ، ص31.
[2] السيوطي: بغية الوعاة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، لبنان، صيدا،1/ 280، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 7/ 152.
[3] الزركلي: الأعلام، 7/ 152.
[4] ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت الطبعة الأولى، 4/ 72، السيوطي: بغية الوعاة، 1/ 280.
[5] الصفدي: نكث الهميان في نكت العميان، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1428هـ= 2007 م، ص267.
[6] الصفدي: أعيان العصر وأعوان النصر، تحقيق: الدكتور علي أبو زيد، الدكتور نبيل أبو عشمة، الدكتور محمد موعد، الدكتور محمود سالم محمد، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، دار الفكر، دمشق، سوريا، الطبعة الأولى، 1418هـ= 1998م، 5/ 325.
[7] ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات، 4/ 78.
[8] الصفدي: نكث الهميان في نكت العميان، ص267.
[9] ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات، 4/ 72.