دلافين ودبابير.. ما القادم في حرب الأدمغة بين المقاومة والشاباك؟
25-02-2016, 10:53 AM


بمحض الصدفة تنبه أحد سكان المنطقة الحدودية شرق مجرى وادي غزة إلى ظهور تمديدات سلكية في بطن الوادي، وعندما وصل رجال المقاومة تتبعوا التمديدات فوجدوها مثبتة في حقيبة تنصت وكاميرات ومجسات حرارية.

حدود غزة تشبه إلى حد كبير قطعة الجبنة السويسرية المليئة بالثقوب، فعلى طول 41 كم زرع الجيش الصهيوني أجهزة مراقبة وتنصت وكاميرات تصوير، علاوة على مناطيد التجسس وطائرات الاستطلاع التي تحوم دوماً في الهواء.

على الحدود "صراع أدمغة " بين الجيش الصهيوني والمقاومة الفلسطينية آخذ في الاحتدام، يتزود فيه كل طرف بمزيد من المعلومات عن الآخر.

الجيش الصهيوني الذي يستخدم كافة وسائل التكنولوجيا في المراقبة والتنصت والتجسس والتصوير لم يعد صاحب اليد الطولى على الحدود، فهو يعلم أن المقاومة تراقب وتجمع المعلومات، وإن بطريقة أقل تطوراً.

ونشرت وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة عن اكتشاف أجهزة تنصت وتصوير للاحتلال شرق غزة كشفها المنخفض الجوي وانجراف التربة بفعل الأمطار الغزيرة.

وعلاوة على عمله الدائم في مراقبة الحدود ونشاط أجنحة المقاومة الفلسطينية، يبدو الجيش الصهيوني في الشهور الأخيرة قلقا جداً من أنفاق المقاومة التي أصبحت كابوساً حقيقيا .

حقيبة تجسس
ويؤكد مصدر أمني رفض الكشف عن هويته لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن حقيبة سوداء اللون تحمل شارة "USA" كانت مزروعة على مسافة 120 مترا من الحدود مع القطاع، بها كاميرات ومجسات وأجهزة تنصت.

ويضيف: "كانت الحقيبة مثبتة بارتفاع 5 أمتار في منطقة لا يستطيع الاحتلال تصويرها من داخل الحدود، لذا يراقب عبرها ويتنصت على كل من يقترب من تلك المنطقة".

في اليوم التالي لاكتشاف الحقيبة، نفذ الجيش الصهيوني عملية توغل وهمية شرق وادي غزة لاكتشاف الموقف، فتقدم عشرات الأمتار بعد أن تأكد فقدانه للحقيبة.

وقال راصد ميداني لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إن ضابطاً صهيونيا يعتقد أنه مهتم بأجهزة التصنت تلك تحرك باهتمام قبالة المنطقة، ونفث دخان سيجارته بعصيبة واضحة.

ويعقّب المحلل العسكري العميد يوسف شرقاوي عل اكتشاف أجهزة التصنت بالقول إن الاحتلال قلق مؤخراً من الأنفاق، وإن تثبيت هذه الأجهزة يتم عبر القوات الخاصة أو الجواسيس.

ويضيف لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "اكتشاف تلك الأجهزة مهم وعلى المقاومة عمل مسح يومي لحدود غزة بقوات راجلة أو ما يشبه قصاصي الأثر لكشف أي أجهزة مشابهة".

وأدخل الاحتلال وسائل جديدة للمراقبة والتصنت خلافاً للوسائل القديمة، وقد أعلنت كتائب القسام في أغسطس الماضي ضبط "دولفين" ببحر غزة به أجهزة تجسس وكاميرات مراقبة.

طائرات بدون طيار
الحديث عن "صراع أدمغة" على الحدود بطرفيها "الشرقي والغربي" ليس للثرثرة، فالمراقبة والتصوير والتجسس الدائم مقدمة لأي عدوان.

مؤخراً، بدأ جيش الاحتلال يستخدم طائرات بدون طيار تحوم على ارتفاع منخفض قامت بوضع إشارات فوق منازل نشطاء مقاومة في المناطق الشرقية حسب مصدر أمني رفض الكشف عن هويته لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام".

ويؤكد د. ناجي البطة المهتم بالشئون الصهيونية أن الاحتلال يستخدم أنواعا كثيرة من طائرات بدون طيار وقد أعلن قبل 5 سنوات استخدام "الذبابة الطائرة" وهي بحجم "الدبور".

ويضيف لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "الدبور يطير فوق مناطق التماس وقد جربه فعلياً لكن عليه اعتراضات دولية لأنه جهاز تجسس يتدخل في خصوصية البشر".

وتهتم وحدات "الشاباك" بالتجسس والمراقبة الدائمة لغزة ولعل وحدة "8200" الأكثر تركيزاً على قضايا التنصت والتصوير والمتابعة السمعية والبصرية والحرارية.

ونشرت وسائل إعلام الاحتلال أن المقاومة بدأت تجمع المعلومات عبر طائرات صغيرة يتم التحكم فيها عن طريق "الريموت" وتحمل كاميرات، وأنها استخدمتها في الحرب الماضية.

ويدعي الاحتلال أن المقاومة وعلى رأسها "كتائب القسام" تستخدم مناطيد وأبراج تصوير وكاميرات عالية الدقة، حيث ذكرت صحيفة "هآرتس" قبل أسابيع أن الجيش ضبط شاحنة محمّلة بكاميرات حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وكاميرات مراقبة عالية الدقة كان متجهة لحماس.

ويقول قائد كتيبة "نيشر" ويدعى "تومر" المسئول عن جمع المعلومات الاستخبارية في تصريحات صحفية إن الاستخبارات الصهيونية تراقب تطور أداء حماس الاستخباري، وتسجل جميع أنشطتها عن المواقع الصهيونية.

ويضيف في تصريحات نشرت سابقاً: "نراهم يراقبوننا، ولكن ليس هناك شك أننا أقوى منهم في هذا المجال، ولكنهم منافسون أقوياء، ما يدور على الحدود منافسة من وراء الكواليس بين الجيش الإسرائيلي وخلايا الاستخبارات الميدانية التابعة لحماس".

وبدا واضحاً أن قناصة الاحتلال تغتال نشطاء المقاومة قرب الحدود منذ اندلاع "انتفاضة القدس" فيما قصف الاحتلال معدات ادعى أنها تخص المقاومة من قبيل "أبراج المراقبة والتصوير" شرق بيت حانون وخان يونس ومخيم البريج.