لنعش في سلام.. مع الكوليرا!
01-09-2018, 10:48 AM
لنعش في سلام.. مع الكوليرا!
قادة بن عمار


من حق وزيرة التربية الوطنية الرد على ما قالت إنها “إشاعات مغرضة” هدفها الإضرار بسمعة القطاع:“تحديدا ما تعلق بإسقاط مادتي التاريخ والعلوم الإسلامية من امتحان البكالوريا”، لكن ليس من حق نورية بن غبريط: نعت المشككين والمتمسكين والمدافعين عن إبقاء تلك المواد بأنهم “أصحاب نوايا سيئة وأعداء للمدرسة الجزائرية، بل وللوطن برمته”!!؟.
أسلوب مثل هذا لم يعد مجديا ولا مقنعا لأحد، ولا حتى مخيفا، وكلام مثل هذا يضرب في الصميم الشعار الذي ترفعه الحكومة للدخول المدرسي المقبل، وتسعى وزيرة التربية لتطبيقه: وفقا لتعليمات رسمية، وهو شعار: “العيش في سلام وبمواطنة”، ذلك أن “العيش في سلام طبيعي، وتحت ظلال مواطنة حقيقية”: لا يستدعيان وصف الخصوم بأعداء الوطن، ولا محاكمتهم عن النوايا أو تجريمهم لمجرد الاختلاف في الرأي!!؟.
مثل هذا السلوك يكرّس أيضا ثقافة الإقصاء داخل القطاع، ويكشف تمادي بعض الجهات في اختطاف المدرسة نحو اتجاه غير معلوم!!؟، حيث حصرت بن غبريط قراراتها المصيرية في بضعة أشخاص، واستغلت حالة التراخي في محاسبتها، وكذا الدعم الذي توفره لها بعض الأطراف، في سبيل تطبيق ما تراه مناسبا للقطاع وللمدرسة، وها هي بعد أربع سنوات وأكثر: تفشل حتى في تطبيق الجيل الثاني من الإصلاحات، وتخفق في تغيير صيغة امتحان البكالوريا، بل وتؤجلها إلى سنة 2020 دون تقديم مبرر واضح!.
لا، بل يبدو أن السيدة بن غبريط، أخذتها الحماسة الشديدة، وأغراها التفرّد بالقرار لدرجة المجازفة بحياة التلاميذ، فأكدت تمسكها بتاريخ الدخول المدرسي رغم أن جهات نقابية ومختصة نصحتها بتقديم اقتراح للحكومة من أجل تأخير الدخول إلى غاية انتهاء وزارة الصحة، على الأقل، من السيطرة على انتشار وباء الكوليرا حتى لا نقول معالجته نهائيا، وفي هذا الصدد: ضاعف تخبط مصالح وزارة الصحة وعدم ثباتها على معلومة واحدة بخصوص مدة القضاء على الوباء من مخاوف العائلات والأولياء، فما الذي ستفعله السيدة بن غبريط حين تنتقل العدوى لتلميذ واحد لا قدر الله!!؟ هل ستحاسب على قرارها، أم ستستقيل، أم ستغسل يديها من التهمة بـ”ماء جافيل”!!؟، ثم إلى متى ستتصرف وزيرة التربية بمنطق:(معزة ولو طارت) حتى عندما يتعلق الأمر بصحة الأطفال والأساتذة والعمال!!؟.