كتاب التوحيد والعقيد :- باب / أين الله
21-08-2010, 10:53 PM
اثبات علو الله سبحانه وتعالى

جاء في كتاب "نظم الفرائد مما في سلسلتي الألباني من فوائد" لعبد اللطيف بن محمد بن أبي ربيع ( 1 / 11 ـ 12 ) ما يلي :

( كتاب التوحيد والعقيد :- باب / أين الله ؟

1 – عن عبد الله بن معاوية الغاضري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من فعلهن فقد طَعِمَ طَعْم الإيمان : من عبد الله وحده ، وأنه لا إله إلا الله ، وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه ، رافدة عليه كل عام ، ولا يعطي الهرمة ، ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط للئيمة ، ولكن من أوسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خيره ، و لم يأمركم بشره ) . و في رواية : ( و زكى نفسه فقال رجل : وما تزكية النفس ؟ فقال : أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان ) . صحيح : الصحيحة برقم (1046) .

* فائدة :-

قوله صلى الله عليه وسلم : ( أن الله معه حيث كان ) ، قال الإمام محمد بن يحيى الذهلي : ( يريد أن الله علمه محيط بكل مكان ، والله على العرش ) . ذكره الحافظ الذهبي في ( العلو ) رقم الترجمة ( 73 ) بتحقيقي واختصاري .

وأما قول العامة و كثر من الخاصة : الله موجود في كل مكان ، أو في كل الوجود و يعنون بذاته فهو ضلال بل هو مأخوذ من القول بوحدة الوجود ، الذي يقول به غلاة الصوفية الذين لا يفرقون بين الخالق والمخلوق ، و يقول كبيرهم : كل ما تراه بعينيك فهو الله ! تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .

2 – عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الراحمون يرحمهم الرحمن – تبارك وتعالى - ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ، ( والرحمة شُجْنة من الرحمن ؛ فمن وصلها وصله الله ، و من قطعها قطعه الله ) " . صحيح : الصحيحة برقم ( 925 ) .

* فائدة : قوله في هذا الحديث : " في " : هو بمعني " على " ، كما في قوله ـ تعالى ـ : ( قل سيروا في الأرض ) ، فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله ـ تعالى ـ فوق المخلوقات كلها ، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه " العلو للعلي العظيم " وقد انتهيت من اختصاره قريباً ، ووضعت له مقدمة ضافية ، وخرجت أحاديثه وآثاره ، ونزهته من الأخبار الواهية . وقد يسر الله طبعه ، والحمد لله ) اهـ .
فإن الواجب على كل من يتصدر لتوجيه الناس عامة، والشباب المتحمس خاصة، أن يتكلم بوضوح وانتقاء للعبارة والكلمة حتى لا يُفهم خطأ، بل عليه أن يتأكد بعد البيان والتوضيح أن السامع قد فهم عنه فهماً صحيحاً وعليه أن يكرر ويضرب الأمثلة ويتحقق من السامع، ويتجنب العبارات الغامضة والكلمات المحتملة، وربما بعد ذلك كله «لعل» و «عسى» أن يسلم ممن قد يفهمه خطأ أو يفهم خلاف قصده.