موزعات إلكترونية لتحرير العاصمة من بارونات "الباركينغ"
28-01-2016, 11:14 AM

بلقاسم حوام

صحافي ورئيس قسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي


شرعت ولاية الجزائر في تطبيق نظام جديد لتخليص المواطنين من بارونات "الباركينغ" والركن العشوائي لسياراتهم، يعتمد على استحداث موزعات إلكترونية في مختلف الشوارع والطرقات الفرعية والرئيسة، يمكن من خلالها للمواطن استخراج تذكرة "الباركينخ" حسب التوقيت الذي يحتاجه لركن مركبته، حيث حددت الأسعار بـ30 دج لنصف ساعة، و40 دج للساعة الواحدة.
انتهى عهد "القزول" والاستغلال العشوائي لشوارع وطرقات العاصمة حيث حوّل عدد كبير من الشباب الأرصفة والطرقات والساحات إلى مواقف عشوائية للسيارات، مقابل أسعار تصل إلى 100 دج، حيث تحوّلت حراسة "الباركينغ" إلى مهنة مربحة تعتمد على التهديد ومضايقة السائقين الذين يضطرون إلى دفع 50 أو 100 دج كلما قرروا ركن سياراتهم في شوارع العاصمة .

وفي هذا الإطار شرعت بلدية الجزائر والوسطى في تنظيم "الباركينغ" بوضع موزعات إلكترونية تعمل من السبت إلى الخميس من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة السابعة مساء، وضعت في أماكن مدروسة تتيح للسائقين الحصول على تذاكر لركن سياراتهم مقابل أسعار معقولة حددت بـ 30 دينارا لثلاثين دقيقة و40 دج للساعة، حيث يلزم السائق على وضع التذكرة تحت زجاج السيارة ليتسنى لرجال الشرطة والمراقبين رؤيتها.

وخلفت هذه المبادرة ارتياحا كبيرا وسط المواطنين الذين طالبوا بتوسيعها إلى جميع بلديات العاصمة والولايات والمدن التي تشهد زحمة في حركة المرور ونقص مساحات ركن السيارات، وهذا ما جعل العاصمة تتحوّل إلى "باركينغ" مفتوح يجبر فيها السائق على دفع الأموال كلما قرّر ركن سيارته.

هذه الموزعات الإلكترونية التي تهدف إلى تنظيم عملية ركن السيارات استحدثت في أمريكا عام 1935، وتم تطبيقها في الجزائر سنة 1960 بالرغم من خفة حركة المرور حينها في العاصمة، لتختفي هذه الموزعات بعد الاستقلال وتقرّر ولاية الجزائر بعثها من جديدة.