رد: نشأة و تطور الفرنكفونية
15-08-2015, 03:34 PM
اقتباس:
قبل النقاش علينا ان نحدد ماهي المشكلة في منظومتنا التربوية ، ثم الاجابة على السؤال البديهي: لماذا منظومتنا فاشلة ؟
- السلام عليكما ، أَخَوَيَّ الكريمين ، أمازيغي مسلم و الإفريقي . اتهام التيار العروبي بالفشل و تحميله كل النتائج السلبية في المنظومة التربية ، و ربما حتى في قطاعات خارجها ، ليس صحيحا ، و إنما هو الدعاية التي يصنعها الذين بأيديهم زمام الأمر في الجزائر ، بجميع القطاعات ، و هم الفئة المحسوبة على الفرنكوفونيين ، و الصراع بينهم و بين التيار العروبي الجزائري ليس جديدا ، و هو مرير في قضية التعريب أو تعميم استعمال اللغة العربية في كل مجالات الحياة بالجزائر ، و مرده إلى خلفيات تاريخية . لن يكون العروبيون سلبيين و هم تلاميذ جمعية العلماء المسلمين ، الذين كانت قضيتهم الأساسية منذ نشأة هذه الجمعية تاسيس دولة جزائرية أصيلة لسانها العربية و و وطنها الجزائر و دينها الاسلام . من هنا كان الخلاف بين العُروبيين و الغُروبيين . - من يقرأ ما يقول الدكتور عثمان سعدي ، عن العراقيل التي كان يواجهها التعريب في الجزائر ، لا يكاد يصدق (و هو يحسن عدة لغات أجنبية بما فيها الفرنسية)... و صل بالمعارضين الأمر إلى إحالة الدكتور عثمان سعدي على العدالة بسبب مواقفه المناهضة للتغريب ، و القاضي الذي أدانه (و لو بغرامة رمزية) عربي ، بينما القاضي الذي برأ ساحته من التهمة أمازيغي حرّ . و من يطلع على المجهودات الجبارة التي بذلها ابن الجزائر البار ملولد قاسم نايت بلقاسم في التعريب ( و هو الآخر يحسن عدة لغات أجنبية منها الفرنسية)، لا يتجرأ أبدا على اتهام العروبيين بالكسل و البكاء . إنه لولا النضال الكبير و المواجهات الصعبة للعروبيين ، و هم كُثُر ما كانت اللغة العربية تصمد في البلاد إلى اليوم . و ما يحدث اليوم من استفزاز بالتعدي على أحد أهم ثوابت الأمة و عناصر هويتها آتٍ من بعيد ، تاريخيا و جغرافيا .. القضية ممتدة جذورها في الصراع إلى الحروب الصليبية ، و مخططات الحرب على الاسلام ، و لكن الفرنكوش لتلهيتنا عن المشكلة الحقيقية، و لتمرير مشاريعهم الاستدمارية المخربة لهويتنا ، يبررون أفعالهم بنظريات (علمية) و ما هي بعلمية ، إنه الدجل و المراوغة المعهودة فيهم منذ الأزل . -لم يكن أحد يتكلم عن فشل المنظومة التربوية ، قبل تطبيق المدرسة الأساسية .. لأن النظام التربوي قبل المدرسة الأساسية ، أي منذ الاستقلال إلى منتصف السبعينيات تقريبا ، كان هو النظام التربوي الكلونيالي ، مع بعض الرتشات الخفيفة جدا ، و من عاشوا هذه الفترة يدركون هذا جيدا ،و كانت اللغة الفرنسية هي السائدة في المدرسة ، و لم تكن العربية إلا كلغة حية ، و قد أُسنِدت في معظم الحالات إلى معلمين محدودي المستوى تربويا و علميا و لغويا ، خاصة على مستوى الطورين الابتدائي و المتوسط ، و اضطرت الجزائر إلى الاستعانة بهم بسبب انعدام وجود الاطار المعرب الكفء و الجامعي . و كان تسيير المدارس الجزائرية إما بأيدي فرنسيين ،كمتعاونين ، أو بأيدي جزائريين فرنكوفونيين ..و ليس هذا اتهاما للفرنكوفونيين الجزائريين ، فمنهم من هو اشد غيرة على العربية من بعض المعربين ، مثل أولئك الشيوعيين ، و العروبة براء منهم ، و لكن كانت الفترة قريبة من الوجود الفرنسي بالجزائر ، و لم يكن هؤلاء الفرنكوفيليين قد استوعبوا الوضع الاستقلالي للجزائر بعد .. و لم يتوقفوا عن مناهضتهم لكل مشروع جزائري فيه رائحة العروبة و الاسلام ، فقد عارضوا التعليم الأصلي و ضغطوا حتى أوقفوه ، وفلما جاءت المدرسة الأساسية ، ناهضوها لكونها مشروعا جزائريا اصيلا ، ولأنها اعتمدت العربية كلغة واحدة و رسمية في التعليم ، و حولت الفرنسية إلى مجرد لغة حية كغيرها ، و أضطر المدرسون بالفرنسية إلى التحول إلى التدريس بالعربية ، استجابة للسياسة التربوية الحكيمة و الوطنية التوجه، و نجحت العملية بمستوى جيد ، و اكتسبت المنظومة التربوية بهم مدرسين يتقنون لغتين : العربية و الفرنسية ، و كان مردود ذلك إيجابيا جدا على إثراء الحقل التربوي . و لكن الفرنكوفليين لم يسكتوا ، و صاروا يبثون روح اليأس و يعملون على تثبيط العزائم في الوسط التربوي ، و يتهمون المدرسة الأساسية بكل أوصاف الضعف و الرداءة ، و لم يكونوا يستحيون من مقارنتها بالمدرسة الاستعمارية ، و يمجدونها ( و نحن نعلم أن تلك المدرسة الاستعمارية لم تكن في يوم من الأيام للجزائريين ، إلا لمن خان دينه وطنه و أمته ...). إن الأخطاء الفادحة والتي لم تكن خافية على أحد ، خاصة أهل الميدان ، في المدرسة الجزائرية الموروثة عن الاستعمار ، لم يذكرها هؤلاء المتباكون اليوم على المنظومة التربوية الوطنية ، لأنها كانت تعتمد اللغة الفرنسية و المناهج الفرنسية في عملها . العروبيون هم الذين حرروا البلاد من الاستدمار الفرنسي ، حتى و لو كان فيهم من تعلم في المدارس الفرنسية ، و و يحسن الفرنسية ، و لكنهم ظلوا دائما جزائريين مسلمين عروبيين في سرائرهم الطيبة . لقد فرض الشهيد عميروش مليون رحمة عليه تعلم اللغة العربية على من هم تحت مسؤوليته ، لأنها لغة الدين .. و قادة الثورة كلهم عروبيون مسلمون .. إن كريم بلقاسم مليون رحمة عليه أسد جرجرة و أحد عظماء الثورة ،هو خريج مدارس جمعية العلماء المسلمين ، لمن لا يعرفه ، و لا يزال اسمه مقيدا ضمن قائمة التلاميذ الداخليين لهذه المدرسة ، بكتاب( آثار عبدالحميد بن باديس) لمن يريد التحقق . بل قولوا إن العروبيين قد وَهَنوا في هذا الزمن من كثرة ما تلقوا و يتلقون باستمرا من الضربات ، بسبب تمسكهم بثوابتهم الجزائرية العروبية الاسلامية ، و لكنهم لم يموتوا .. إن الاستعمار الفرنسي مكث في الجزائر أكثر من 130 سنة ، و لكنه خرج في الأخير منهزما مدحورا .و كما يقولون هم في الفرنسية ، و لا تعقدنا الفرنسية ، فنحن و الحمد لله نحسنها و نتقن العربية ، و لكن حبنا للعربية من حب الله و رسوله عليه الصلاة و السلام، قلت كما يقولون هم :rira bien qui rira le dernier |
الأخ بلحاج بن الشريف ما قدمته من تحليل للاسف كلام ينطلق من خلفية سياسية .
الخليفية المعروفة بالتيار العربي الاسلامي الذي لا يعترف منذ 1962بالسلطة الحاكمة وينتقد كل سياساتها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسياسية .
رغم ان الجزائر الرسمية بعد الاستقلال انظمت الى الجامعة العربية .
ترى هل نستطيع انا والاخ الامازيغي وانت ان نخفي قناعاتنا السياسية والايديولوجية وننتقد المدرسة الجزائرية علميا و ليس سياسيا ؟
شكرا