حماس: "محرز" فخر المسلمين
28-04-2016, 06:01 AM

الشروق الرياضي: كامل الشيرازي


حيا "محمد نزال" عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، الأربعاء، حصول المتوسط الدولي الجزائري "رياض محرز" على جائزة أفضل لاعب في بطولة الرابطة الإنجليزية الأولى لكرة القدم، كما ثمّن "أبو براء" إسهام "محرز" (25 عاما) في تغيير الصورة النمطية عن العرب والمسلمين، بأنهم" متخلّفون"، و" إرهابيون"، وغيرها من الصفات الظالمة.
في منشور على صفحته الرسمية في شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، قال "نزال": "أسعدني كثيرا خبر حصول الجزائري محرز، وهو أول لاعب عربي وإفريقي يحصل على هذه الجائزة في تاريخ البطولة الإنجليزية.. لقد تسنّى لي متابعة هذا اللاعب في بعض مبارياته مع نادي "ليستر سيتي"، وكان أداؤه لافتا ومميّزا، فاستحق اللقب عن جدارة واستحقاق ، حيث سجّل حتى الآن 17 هدفا، وصنع 11 آخر، وكان أحد أهم صانعي انتصارات ناديه، الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقب بطولة إنجلترا".
وتابع "نزال" الشهير بكنية "أبو براء": "إنه يحق للجزائريين، والعرب، والأفارقة، والمسلمين أن يفخروا بهذا اللاعب المبدع، الذي شكّل بأدائه صورة إيجابية عن الجزائر والعرب، بشكل تعجز دول عن تحقيقها .. يستحق رياض محرز تهنئتنا، ونتمنى له التوفيق، وأن يحافظ على سلوكه الرائع، الذي ظهر واضحا وجليا، من خلال تواضعه، وعدم أنانيته، والتزامه الخلق الحسن.
إعادة قراءة عميقة
أوعز "نزل" أنّ كثيرا من "الإسلاميين" يحتاجون إلى إعادة قراءة عميقة لدور الرياضة عموما ، ولعبة كرة القدم خصوصا، في المجتمعات التي يعيشون فيها، ويتعاملون معها، ويخاطبونها، ذلك أنّ الألعاب الرياضية – يضيف - لم تعد مجرد وسائل ترفيهية، أو طريقة ممتعة لإشغال الوقت وملء الفراغ، بل أصبحت برنامجا أساسيا ويوميا، لا يكاد يخلو من جدول أعمال أي شخص، فإن لم يكن ممارسا لأي نوع من أنواع الرياضة، فإنه متابع لوقائعها ومجرياتها، حيث تستحوذ كرة القدم على الاهتمام الأكثر، والشعبية الأكبر، في جميع المجتمعات، باستثناءات محدودة.
وإذ نوّه بأنّ الاهتمام بالكرة امتدّ إلى النخب من سياسيين، ومفكّرين، ومثقفين، وإعلاميين، وغيرهم، فإنّ "نزال" انتقد تلك النظرة التي تسوّق لكرة القدم على أنها "رجس من عمل الشيطان"، وباعتبارها "ملهاة عن ذكر الله"، وتثير الغرائز البشرية الدونية من عصبيات جهوية، وجغرافية، وعنصرية، إضافة إلى الكراهية، والأحقاد، والأنانية.. واعتبر أنّ هذه النظرة تعبّر عن ضيق في الأفق، وقصور في الفهم، وأحادية في التفكير.
علامة رقي
شدّد "نزال" على أنّ الألعاب الرياضية، وكرة القدم في طليعتها، هي إبداع بشري، تطوّر بتطور الزمان، ولم يحظ هذا الإبداع بهذا الاهتمام ، وهذه الشعبية، لولا أنه لامس "الفطرة البشرية" وانسجم معها، ولعلّ وجود هذا الاهتمام والتفاعل في المجتمعات المتحضّرة والمتقدمة، بشكل يفوق المجتمعات الأقل تحضّرا وتقدما، أو حتى "المتخلّفة"، يؤكّد على أن ( كرة القدم)-على سبيل المثال لا الحصر-، هي علامة من علامات الرقي والتقدّم، ولا يقلّل من شأنها، الأمراض المتفشّية في المجتمعات، التي يمكن أن تظهر وتبرز في الملاعب الرياضية، وخارجها، باعتبار أنها موجودة، وتعبّر عن نفسها بوضوح في هذه الميادين، وعلاجها لا يكون بإلغاء المباريات- مثلا-، وإنما بوضع السياسات والضوابط ، وإشاعة القيم، والمثل الكفيلة بـ "تهذيب السلوك"، والحد من الآثار السلبية.
وانتهى "نزال" إلى إبراز أنّ انشغالاته لا تسمح له بمتابعة مباريات كرة القدم، على الرغم من شغفه بها منذ الصغر، ولكنه يحرص في نهاية كل يوم، وقبل النوم، على القيام بجولة متابعة لأخبار اليوم في مختلف الشؤون، ويكون لأخبار كرة القدم، نصيب منها، كاشفا عن متابعته أداء اللاعبين العرب والمسلمين في أوروبا، ويسرّ عندما يبزغ نجم هؤلاء اللاعبين الذين يسهمون في تغيير صورة نمطية مسيئة.