أمة بين القلم و الرصاص
27-03-2018, 06:49 PM
بقلم رمضان بوشارب
أمة بين القلم و الرصاص


حين يصير مصير الأمة مرهون، ومرفوع على رؤوس أقلام مأجورة سرعان ما ينفذ مدادها ساعتها يجف حبرها ويموت أحبارها ،فتلكم إذن أمة مقبورة أو في قفص التبعية ، مأسورة بين طرفي الفتنة محسورة تتقاذفها أحزاب اليمين واليسار .
أمة تائهة تتمايل مخمورة ، تمشي على صراط مسطور مأمورة بثروتها مغمورة.
أمة للعلم تفتقر ، ضاهرة عيوبها غير مستورة ، بما تقدم غير مندهشة مبهورة ، في وحل الفساد مغمورة.
حين لا يجد الجندي حاكما يأمره ولا يجد الرشاش يدا تحمله، ساعتها تعرف أن الأمة مصابة بشواش سياسي ، وهنا يتحتم عليها أن تحمل قلم من أقلام الرصاص الذي لا تبريه مبراتهم، ولا تمحه ممحاتهم .
قلم رصاص يكتب و يرسم معالم حدودها فيسطر لها صراط مستقيم لا عوج فيه.
ولأن أقلام الرصاص هي من شقت درب التائهين في دجى الليالي الحالكات.
إن قلم الرصاص الذي اختلط سواده ببياض منجم أرض أخرجوه منها، فإنه و إن كان مصيره بين مبراة تقضم رأسه كلما خط خطا أو رسم حرفا ، وبين ممحاة تقتفي أثاره فتمحوها، وأينما سار سارت ورائه تريد كسر خطوطه المستوية في المستوى الذي يعيشه.
إنه ومهما انبرى رأسه فهو يزداد حدة بزلم المبراة، وكل قل عمره بين أصابعنا أو انمحى أثره ، فإن في أعماق الأرض جذور رجالنا وعلى رؤوس الجبال مناجم مُلِأَتْ برصاص أقلام كُتَّابِنا الكامنة.
وإن قوى الأفكار الكامنة التي لم تترجمها لغة أقلام رصاص الثورة، فإنها حتماىنقضيل ستفيض كما يفيض مخزون الذهب الأسود من خزائنهم المكدسى تحت أقدامهم، وإنها ستنفجر كما تتفجر براكين المعادن الأصلية ، فترسم وتخط بحممها أخاديد في وجوه ضلت شامخة وصامدة وصامتة. أخاديد صمود لا ولن تمحها الأزمنة ، لأن الأرض منجم رصاص الأقلام.

رمضان بوشارب
الصور المرفقة
نوع الملف: png بوشارب رمضان.png‏ (56.8 كيلوبايت, المشاهدات 0)