في سابقة عالمية تعرفها "إير آلجيري"
31-01-2015, 06:36 AM
تحدى المضيف.. رفض إطفاء هاتفه .. وأنزل من الطائرة فتأخرت نصف ساعة
كنت بصدد التعبير عن سعادتي الخرافية لجاري الفرنسي الجالس على يساري على متن الطائرة التي كانت جاثمة تحت ستار ظلام دامس على أرضية مطار هواري بومدين قبل خمس دقائق من إقلاعها في الساعة المحددة لرحلة مساء يوم الخميس (رحلة 1008... الساعة السابعة وربع)، حينما تحدى الشاب الجالس خلفنا مضيف الطائرة رافضا إطفاء هاتفه النقال تطبيقا لإحدى التعليمات التي تجنب المسافرين بئس المصير.
الشاب لم يكترث بإلحاح المضيف وأصر على موقفه اثناء المدة التي قادت المضيف إلى كابينة قائد الطائرة لإبلاغه بالحدث الذي لم نسمع به من قبل في حدود علمي.
عاد المضيف وطلب من الشاب إطفاء الهاتف بكل لباقة وكياسة على مرآى ومسمع المسافرين الذين جاوروه داخل الطائرة، ومن بينهم كاتب هذه السطور المحظوظ الذي ينفرد في أول عودة إلى جريدة الشروق بهذه الخبطة الصحفية الغريبة بكل المواصفات والمعايير.
مرت بعض الدقائق وتأكدت صحة موقف الشاب بعد أن عاد المضيف طالبا منه مرافقته نحو كابينة قائد الطائرة في الوقت الذي كانت فيه الطائرة على وشك الإقلاع، وقام الشاب من مقعده هادئا قبل أن يستعيد حقيبته الصغيرة وتوجه رفقة المضيف، مطمئنا في مشهد سريالي وعبثي غير مسبوق في تاريخ رحلات الجوية الجزائرية.
توقفت الطائرة في نهاية المطاف، وتعطلت لغة محركات الطائرة وألسنة الركاب، وتم إنزال الشاب المتمرد من الطائرة واستعاد حقائبه الثقيلة مرفوقا برجال الشرطة، ومر المضيف النموذجي مهنيا عبر صفوف مقاعد الركاب، شارحا الحدث ومبررا الطريقة بقوله أن أسلوب إبلاغهم بحيثيات ما جرى بصفة مباشرة أفضل وأحسن من الإبلاغ التقني استنادا لوقعه النفسي الذي يطمئن الركاب بصفة لا تترك مجالا للتأويل وتقطع الطريق على أي إحساس بالخوف أو الهلع وتضفي جوا حميميا بين الركاب والمضيفين ويغطي على الإستياء الذي قد يبديه بعض الركاب بسبب التأخير الذي فرض عنوة على طاقم الطائرة عملا بتوصيات ضمان الأمن في كل الحالات على حد تعبيره.
نزل الشاب المتمرد من الطائرة وأبدى كل الركاب استغرابهم لموقفه بما فيهم العامل الفرنسي الأجنبي الذي يعمل ببسكرة في شركة ڤديلة.
الفرنسي المتزوج من جزائرية أمازيغية والذي كان عائدا إلى فرنسا لقضاء عطلة قصيرة تحدث معي طيلة الرحلة وككل الركاب "حبس رأسه" نتيجة موقف الشاب وداخ مثلي بعد أن اجتهد في إيجاد تفسير علمي لسلوك الشاب الذي دخل سجل أحدث غرائب العالم والجزائر مباشرة بعد مجزرة شارلي إيبدو التي مازالت مؤثرة على يوميات الحياة السياسية والثقافية الفرنسية، ولا أدل على صحة ذلك اختتام مهرجان أنغولام لفن الكاريكاتير على وقع تكريم الرسامين الذين راحوا ضحية المجزرة وإسناد جائزة لأعضاء فريق الصحيفة، ومن بينهم ولنسكي الذي قالت عنه زوجته لإحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية "أنها تتصور سقوطه كشهيد كل صباح".
كنت بصدد التعبير عن سعادتي الخرافية لجاري الفرنسي الجالس على يساري على متن الطائرة التي كانت جاثمة تحت ستار ظلام دامس على أرضية مطار هواري بومدين قبل خمس دقائق من إقلاعها في الساعة المحددة لرحلة مساء يوم الخميس (رحلة 1008... الساعة السابعة وربع)، حينما تحدى الشاب الجالس خلفنا مضيف الطائرة رافضا إطفاء هاتفه النقال تطبيقا لإحدى التعليمات التي تجنب المسافرين بئس المصير.
الشاب لم يكترث بإلحاح المضيف وأصر على موقفه اثناء المدة التي قادت المضيف إلى كابينة قائد الطائرة لإبلاغه بالحدث الذي لم نسمع به من قبل في حدود علمي.
عاد المضيف وطلب من الشاب إطفاء الهاتف بكل لباقة وكياسة على مرآى ومسمع المسافرين الذين جاوروه داخل الطائرة، ومن بينهم كاتب هذه السطور المحظوظ الذي ينفرد في أول عودة إلى جريدة الشروق بهذه الخبطة الصحفية الغريبة بكل المواصفات والمعايير.
مرت بعض الدقائق وتأكدت صحة موقف الشاب بعد أن عاد المضيف طالبا منه مرافقته نحو كابينة قائد الطائرة في الوقت الذي كانت فيه الطائرة على وشك الإقلاع، وقام الشاب من مقعده هادئا قبل أن يستعيد حقيبته الصغيرة وتوجه رفقة المضيف، مطمئنا في مشهد سريالي وعبثي غير مسبوق في تاريخ رحلات الجوية الجزائرية.
توقفت الطائرة في نهاية المطاف، وتعطلت لغة محركات الطائرة وألسنة الركاب، وتم إنزال الشاب المتمرد من الطائرة واستعاد حقائبه الثقيلة مرفوقا برجال الشرطة، ومر المضيف النموذجي مهنيا عبر صفوف مقاعد الركاب، شارحا الحدث ومبررا الطريقة بقوله أن أسلوب إبلاغهم بحيثيات ما جرى بصفة مباشرة أفضل وأحسن من الإبلاغ التقني استنادا لوقعه النفسي الذي يطمئن الركاب بصفة لا تترك مجالا للتأويل وتقطع الطريق على أي إحساس بالخوف أو الهلع وتضفي جوا حميميا بين الركاب والمضيفين ويغطي على الإستياء الذي قد يبديه بعض الركاب بسبب التأخير الذي فرض عنوة على طاقم الطائرة عملا بتوصيات ضمان الأمن في كل الحالات على حد تعبيره.
نزل الشاب المتمرد من الطائرة وأبدى كل الركاب استغرابهم لموقفه بما فيهم العامل الفرنسي الأجنبي الذي يعمل ببسكرة في شركة ڤديلة.
الفرنسي المتزوج من جزائرية أمازيغية والذي كان عائدا إلى فرنسا لقضاء عطلة قصيرة تحدث معي طيلة الرحلة وككل الركاب "حبس رأسه" نتيجة موقف الشاب وداخ مثلي بعد أن اجتهد في إيجاد تفسير علمي لسلوك الشاب الذي دخل سجل أحدث غرائب العالم والجزائر مباشرة بعد مجزرة شارلي إيبدو التي مازالت مؤثرة على يوميات الحياة السياسية والثقافية الفرنسية، ولا أدل على صحة ذلك اختتام مهرجان أنغولام لفن الكاريكاتير على وقع تكريم الرسامين الذين راحوا ضحية المجزرة وإسناد جائزة لأعضاء فريق الصحيفة، ومن بينهم ولنسكي الذي قالت عنه زوجته لإحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية "أنها تتصور سقوطه كشهيد كل صباح".
.gif "2")
