اعصار النار Fire Tornado
19-04-2015, 08:45 AM
اعصار النار Fire Tornado

قال تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 266].
تكشف الآية القرآنية عن ظاهرة جيوفيزيائية فريدة وهو الاكتشاف الجديد الذي أسماه العلماء "إعصار النار" Fire Tornado ، وكيف جاء الوصف القرآني مطابقاً للحقيقة العلمية، وأن العلماء يعترفون بأن هذا النوع من الأعاصير لم يكن معروفاً حتى قبل سنوات قليلة. ولكن في القرن الحادي والعشرين وتحديداً في أواخر عام 2013 تمكّن العلماء باستخدام الأقمار الاصطناعية والرادار ومختبرات الأبحاث المحمولة على المناطيد، من تصوير وتحليل ودراسة هذا النوع من الأعاصير نادرة الحدوث.
مركز تحميل الصور


تفسير الآية
في تفسير الطبري: (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت)، يعني بذلك أنّ جنته تلك أحرقتها الريح التي فيها النار، في حال حاجته إليها, وضرورته إلى ثمرتها بكبره، وضعفه عن عمارتها, وفي حال صغر ولده وعجزه عن إحيائها والقيام عليها. فبقي لا شيء له، أحوج ما كان إلى جنته وثمارها، بالآفة التي أصابتها من الإعصار الذي فيه النار. وعن ابن عباس في قوله: (إعصار فيه نار)، ريح فيها سموم شديدة.
في تفسير ابن كثير:ولهذا قال تعالى : ( وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار ) وهو الريح الشديد ( فيه نار فاحترقت ) أي : أحرق ثمارها وأباد أشجارها ، فأي حال يكون حاله.
في تفسير القرطبي قلت : وروي عن ابن عباس أيضا قال : هذا مثل ضربه الله للمرائين بالأعمال يبطلها يوم القيامة أحوج ما كان إليها ، كمثل رجل كانت له جنة وله أطفال لا ينفعونه فكبر وأصاب الجنة إعصار أي ريح عاصف فيه نار فاحترقت.

العلماء يكتشفون اعصار النار في القرن الواحد والعشرين
جميع الأبحاث العلمية لم تتحدث عن ظاهرة اعصار النار ولم يشاهده أحد من قبل. فالإعصار غالباً ما يحدث في بيئة باردة نسبياً ويترافق مع العواصف الرعدية والأمطار والرياح الشديدة ولا مكان في هذه البيئة للنار.
ولكن قبل ثلاث سنوات وتحديداً في عام 2010 رأى العالم إعصاراً من نوع غريب يضرب غابات البرازيل، ولكن لم يكن المشهد ملفتاً للانتباه كثيراً حتى جاء إعصار أستراليا عام 2012 ليحرق إحدى الغابات ويسبب خسائر بملايين الدولارات، حيث تم تصويره وتحليله ودراسته من قبل العلماء وأظهر شريط الفيديو قوة الإعصار الحارقة حيث التهم مساحات كبيرة من الأشجار خلال زمن قصير جداً.
لقد لفت هذا النوع من الأعاصير انتباه العلماء حديثاً بسبب قوته التدميرية، وتكرار حدوثه في العديد من مناطق الغابات في أستراليا وأمريكا، ولذلك قام العلماء حديثاً بدراسة تحليلية دقيقة لمعرفة أسباب هذه الأعاصير لتجنب حدوثها... والعجيب أن نتائج هذه الدراسة جاءت مطابقة للنص القرآني.
سوف نقوم من خلال فقرات هذا البحث بدراسة قوله تعالى : (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) دراسة علمية دقيقة ونكتشف الكثير من المعجزات تتجلى في كل كلمة لتشهد على صدق هذا القرآن، وأنه لا يمكن لبشر أن يتنبأ بمثل هذا النوع من الأعاصير في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
تؤكد الدراسات العلمية أن أشد أنواع الأعاصير إحراقاً للغابات وأسرعها وأعنفها هو إعصار النار Fire Tornado والمثال الذي ضربه الله لنا في سورة البقرة، يناسبه هذا النوع من الأعاصير ليدلنا على سرعة وشدة احتراق الجنة (البستان) وأن إعصار النار هو الإعصار الوحيد الذي يحرق كل شيء فلا يترك من البستان أي شيء يذكر، على عكس بقية الأعاصير التي تحدث أضراراً وإتلافاً للغابات أقل مما يحدثه إعصار النار.
وبالنتيجة يتبين أن هذه الآية الكريمة تحتوي العديد من المعجزات العلمية سوف نتناولها بالتفصيل مع أقوال العلماء حديثاً، وهذه المعجزة تأتي اليوم لتشهد على صدق كتاب الله تبارك وتعالى.
تؤكد الدراسات العلمية أن أشد أنواع الأعاصير إحراقاً للغابات وأسرعها وأعنفها هو إعصار النار Fire Tornado والمثال الذي ضربه الله لنا في سورة البقرة، يناسبه هذا النوع من الأعاصير ليدلنا على سرعة وشدة احتراق الجنة (البستان) وأن إعصار النار هو الإعصار الوحيد الذي يحرق كل شيء فلا يترك من البستان أي شيء يذكر، على عكس بقية الأعاصير التي تحدث أضراراً وإتلافاً للغابات أقل مما يحدثه إعصار النار.
ولكن هذه الصورة البيانية الرائعة تخفي وراءها صورة علمية مبهرة لم يراها العلماء إلا حديثاً جداً، فقد رأى العلماء إعصار النار وصوروه ودرسوه دراسة دقيقة، وقد أظهرت نتائج الدراسة العلمية التطابق الكامل بين الوصف القرآني وبين الحقيقة العلمية.
وبالنتيجة يتبين أن هذه الآية الكريمة تحتوي العديد من المعجزات العلمية سوف نتناولها بالتفصيل مع أقوال العلماء حديثاً، ووجه الإعجاز والسبق القرآني في مجال علم الأعاصير، وهذه المعجزة تأتي اليوم لتشهد على صدق كتاب الله تبارك وتعالى.
الجنة من أفضل أنواع البساتين حيث تحوي الأشجار المثمرة والأنهار تتدفق فيها والينابيع من تحتها، فهذه صورة كاملة لمزرعة تحوي كل شيء يحتاجه الإنسان حتى يعيش حياة الرفاهية. وضرب الله لنا المثل برجل كبير السن (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ) فليس لديه أمل في أن يعيش ليزرع جنة أخرى فهي تحتاج لسنوات. وبنفس الوقت الأطفال صغار: (وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) فليس لديهم القوة الكافية لإنشاء بستان جديد كما فعل أباهم من قبل خلال فترة شبابه.
والحدث الذي فاجأ الأب هو "إعصار فيه نار" فهو إعصار غير مألوف وغير متوقع، أحرق كل شيء، فلم يعد هناك أي أمل في المستقبل، سوى الخوف على الأطفال الصغار. وهنا تمتزج عاطفة الأبوة مع ألم فقدان الجنة فتشكل لنا حالة نفسية فريدة.
مركز تحميل الصور
لذلك أعطانا القرآن صورة مرعبة لهذه الخاتمة لكي نسارع وننفق في سبيل الله، وهذا الأسلوب النفسي مؤثر جداً حيث يقول علماء النفس اليوم: إن عرض الصور المخيفة والنتائج المرعبة لشيء ما يحرض في نفس الإنسان مؤثرات تجعله يبتعد عن هذا العمل. وهذه الآية تصور لنا النتيجة المرعبة للبخل وعدم التصدق والإنفاق..

أول تسجيل لإعصار النار
يؤكد العلماء أن أول مرة تمكنوا من مشاهدة إعصار النار في عام 2003 وذلك في مقالة بعنوان
Researchers confirm first 'fire tornado' during 2003 bushfires
http://www.smh.com.au/environment/re...119-29liv.html
أي أن الباحثين لم يتمكنوا من توثيق مثل هذا النوع من الأعاصير إلا في عام 2003 أي قبل عشر سنوات فقط!! ويقول الباحثون [13] إنه في عام 1923 ضرب زلزال يدعى Great Kanto earthquake منطقة في اليابان وتشكل إعصار من النار ارتفع لمئات الأمتار ولكن لم يتم ملاحظته أو توثيقه علمياً.
http://en.wikipedia.org/wiki/1923_Gr...%8D_earthquake

ظاهرة نادرة الحدوث
إن ظاهرة إعصار النار تعتبر من الظواهر النادرة التي يمكن للإنسان أن يراها، بسبب تعقيد ظروف حدوثها، فهذا النوع من الأعاصير يطلب وجود حرائق تجتاح الغابات وظروف جفاف مناسبة وظروف جوية مناسبة أيضاً لحدوث العواصف الرعدية وتشكل الإعصار الذي يقترب من النار فيتشكل عمود النار أو لسان اللهب الذي يرتفع لمئات الأمتار.
http://www.australiangeographic.com....er-phenomenon/
مركز تحميل الصور
حسب موقع "أستراليا جيوغرافيك" يؤكد العلماء أن ظاهرة إعصار النار هي ظاهرة نادرة الحدوث (Rare Phenomenon). ويقولون إن هذه الظاهرة غالباً ما تحدث في الغابات والبساتين فتحرق الأشجار والنباتات ... ومثل هذه الأعاصير لم يتم رصدها في الصحراء.


الآلية الهندسية لتشكل إعصار النار.
الذي يميز إعصار النار عن غيره وجود النار بداخله مما يضاعف من قوته التدميرية، حيث يتميز هذا الإعصار بقدرته على إتلاف المحاصيل والممتلكات بالإضافة لإحراق الغابات والبيوت. وعلى الرغم من تكرار حدوث هذا الإعصار في السنوات القليلة الماضية إلا أنه لم تتم دراسته دراسة كافية أو معرفة الأسباب الحقيقية لنشوئه، ولكن يربط العلماء هذا الإعصار بوجود حرائق غابات واقتراب إعصار منها مما يؤدي لتشكل نواة من اللهب تدور بحركة أفقية وحركة عمودية للأعلى.
حسب موقع ناشيونال جيوغرافيك فإن إعصار النار يحدث عندما ترتفع درجة الحرارة ويكون لدينا دوامات هوائية مضطربة. ويتكون إعصار النار من جزء أساسي هو النواة النارية وجزء غير مرئي هو الدوامة الهوائية المحيطة بالنواة مهمته تغذية المركز بالأكسجين.
ويحدث إعصار النار مرة واحدة في السنة في الولايات المتحدة. ويبلغ قطر نواة إعصار النار النموذجي أقل من متر وطوله بحدود 30 متراً وفي حالة الأعاصير القوية يبلغ قطر نواة النار أكثر من عشرة أمتار ويمتد لأكثر من 300 متر عالياً
Hawaii Fire Tornado, September 3, 2010 http://news.nationalgeographic.com




أوجه متعددة للإعجاز في الآية
1- إن إعصار النار لديه القدرة على إحراق بستان كبير (أو جنة) طوله خمسة كيلومترات وخلال عشر دقائق فقط، حيث بينت الدراسات أن هذا النوع من الأعاصير يسير بسرعة تبلغ أكثر من 30 كيلومتراً في الساعة. ولذلك استخدم القرآن حرفي فاء لوصف إحراق الجنة (البستان)، حيث إن حرف الفاء يستخدم في اللغة للتعبير عن السرعة والمباغتة. قال تعالى: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)، الفاء الأولى في كلمة (فَأَصَابَهَا) والفاء الثانية في كلمة (فَاحْتَرَقَتْ)، تدلان على السرعة وهذا ما يحدث بالضبط في حالة إعصار النار حيث يتشكل هذا الإعصار بشكل مفاجئ ويحرق الأشجار والبيوت بسرعة كبيرة...
وهكذا فإن استخدام حرف الفاء يدل على سرعة الاحتراق، وبالفعل تبين تسجيلات العلماء هذا الأمر بوضوح حيث نلاحظ من تصوير الفيديو السرعة الكبيرة التي تحترق فيها الغابة بعكس الحرائق العادية التي تستغرق زمناً أطول. بينما في قوله تعالى: (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ) استخدم حرف الواو الذي يدل على التراخي.. لأن الكبر لا يصيب الإنسان فجأة بل خلال سنوات.. فسبحان الله.
2- إن العلماء يؤكدون أن هذه الظاهرة (إعصار النار) ظاهرة نادرة وغير مألوفة ولم يتم توثيقها إلا في القرن الحادي والعشرين.. يقول العلماء إن إعصار النار لم يلاحظه أحد من قبل بسبب خطورته وعدم التمييز بينه وبين الحرائق العادية للغابات، ومع التطور العلمي وسهولة التصوير والتوثيق تمكن الإنسان من توثيق هذه الظاهرة لأول مرة عام 2003 ودراستها بشكل مفصل عام 2013 ..
3- يؤكد العلماء (Wildfires ignite debate on global warming, 18 July 2012 - http://www.nature.com/news/wildfires...arming-1.11025) أنه لولا تطور التكنولوجيا الرقمية وانتشار وسائل القياس والتصوير الدقيق، ولولا الجفاف الذي يضرب بعض مناطق العالم اليوم والتغير المناخي وارتفاع حرارة الأرض وزيادة حرائق الغابات نتيجة ذلك.. لم يكن من الممكن اكتشاف إعصار النار.
وهذا يدل على أنه لا توجد إمكانية لدى أحد للتنبؤ بمثل هذه الأعاصير أو الحديث عنها، فكيف علم النبي الكريم بها، لولا أن الله تعالى هو الذي أخبره لتكون هذه الحقيقة شاهداً على صدق نبوته عليه الصلاة والسلام.
4- لقد وصف الله تعالى لنا ذلك البستان الذي أصابه إعصار النار (جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ) أي أن هذا الإعصار أصاب جنة مثمرة، وبالفعل يقول العلماء إن إعصار النار غالباً ما يصيب الغابات ذات الأشجار الكثيفة، ولا يقع في الصحراء وهذا يؤكد دقة التعبير القرآني. أي أن القرآن بذلك قد أخبر عن إعصار النار وحدد لنا مكان عمل هذا الإعصار وهي الأماكن التي تحتوي على الأشجار.
مركز تحميل الصور
مشهد لمنطقة في أستراليا مرتفعة كثيفة الأشجار أصابها إعصار النار فاحترقت وقد أخذت هذه الصورة قبل الحريق بيوم وبعد الحريق مباشرةن تأملوا الدماء الكبير وكيف تغير المشهد كلياً
http://www.australiangeographic.com....-and-after.htm

مراجع
- القرآن الكريم
2- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تفسير الإمام الطبري، دار السلام – الطبعة الثانية 2007.
3- أبو عبد الله ابن فرج الأنصاري، تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، الطبعة الثالثة 2010.
4- تفسير ابن كثير، تحقيق محمد علي الصابوني، دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 2008.


المصدر....موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة